"عمر أفندي" يسافر عبر الزمن في مصر

تدور القصة بشكل تصاعدي، يبدأ من الزمن الحالي، حيث يكتشف الفنان أحمد حاتم، مؤدي شخصية "عمر" بوابة زمنية في بيت والده يمكنه التنقل من خلالها عبر الأزمنة.

ويرتبط "عمر" بعلاقة عاطفية في الزمن الحالي، لكن بعد عودته إلى فترة الأربعينيات من القرن الماضي عبر البوابة الزمنية، يقع في حب سيدة أخرى، لتتعقد حياته، وتزيد رغبته في السفر عبر الزمن يوميا.

وتتحول شخصية "عمر" إلى أخرى مختلفة تماما عن شخصيته الحقيقية، عندما يعود إلى الماضي، ثم يرجع إلى الحاضر ليستأنف حياته الطبيعية، وكأنه ينتقل بين مدينة وأخرى.

ويتكون المسلسل من 10 حلقات فقط، ويعرض على مدار أسبوعين من الأحد إلى الخميس، مع دعاية مكثفة لأبطال العمل على مواقع التواصل الاجتماعي، وخاصة "إنستغرام".

قُدمت فكرة آلة الزمن أو البوابات الزمنية في عشرات الأعمال الفنية عربيا وعالميا، سواء في مسلسلات أو أفلام، الكثير منها حققت نجاحا جماهيريا كبيرا، فهي فكرة "لا تخيب" في الغالب مع الجمهور.

• كان المسلسل الألماني دارك، Dark، الذي عُرض في الفترة من 2017 إلى 2020 على منصة نتفليكس، أحد أضخم الأعمال التي ناقشت السفر والانتقال عبر الزمن بصورة معقّدة للغاية.

وقدم مسلسل "دارك" تجربة السفر عبر الزمن للشخص أكثر من مرة، للدرجة التي جعلت نفس الشخص يقابل نسخ مكررة منه في أزمنة مختلفة ويتعامل معهم كأنهم أشخاص مختلفين عنه، بينما هو في الأساس يتحدث مع نفسه في زمن آخر.

• نشر موقع IMDB الشهير لتقييم الأفلام، قائمة ضمت 50 فيلما، اعتبرها الأفضل في مناقشة السفر عبر الزمن، وتصدر فيلم "آلة الزمن – The time machine" القائمة، الذي عُرض عام 1960، وتخطت مدته 100 دقيقة.

وتدور قصة الفيلم الذي حصل على تقييم 7.5 درجة على الموقع ذاته، حول رؤية رجل لمجتمع مثالي في ذهنه، تحولت إلى خيبة أمل عندما سافر إلى المستقبل، واكتشف أن المجتمع بات أكثر ظلامية وخطورة.

• في المركز الثاني حل فيلم "عودة إلى المستقبل– Back to the future" الذي عرض عام 1985، ويحكي قصة طالب في المدرسة الثانوية يُرسل عن طريق الخطأ إلى الوراء 30 عاما، عبر مركبة للسفر الزمني من اخترع الدكتور براون.

• من بين الأعمال الحديثة، احتل فيلم Interstellar الذي عُرض عام 2014 المركز 14 في القائمة، لكنه ناقش فكرة التنقل بين الزمن بشكل مختلف، عن طريق الذهاب إلى الفضاء واختراق الحدود الفاصلة بين الأزمنة، في واحد من أفضل أفلام المخرج كريستوفر نولان، الذي حصل على تقييم 8.7 درجة على الموقع ذاته.

• عربيا، قدم أحمد حاتم بطل مسلسل عمر أفندي، فكرة السفر عبر الزمن في عام 2020، من خلال فيلم "الغسالة"، إذ كانت هناك آلة غسيل ملابس متطورة تنقل المسافرين من زمن إلى آخر.

• قدم الفنان المصري المخضرم عادل إمام، فيلما للسفر عبر الزمن عام 1998، بعنوان "رسالة إلى الوالي"، حول شخص يعيش في الماضي نجح في العبور عبر البوابات الزمنية إلى الحاضر.

شغلت مسألة السفر عبر الزمن الأدباء والمؤلفين في عالم السينما والتلفزيون، بقدر ما شغلت العلماء والفيزيائيين الذين ذهبوا للبحث حول إمكانية تحقيق الأمر في الواقع فعليا.

وتشير النظريات العلمية إلى أن الوقت يمر ببطء إذا سافرت بسرعة، وهي "نظرية التوأم" حيث يقول عالم الفيزياء الكمومية بجامعة أوكسفورد فلاتكو فيدرال، إنه إذا سافر أحد التوأمين المتطابقين إلى الفضاء، فإنه يصبح أصغر سنا من توأمه عندما يعود إلى الأرض، وفقا لتصريحات نشرتها بي بي سي.

ويستند علماء الفيزياء إلى نظرية ألبرت أينشتاين "النسبية العامة"، التي وصفت الفضاء والزمان والكتلة والجاذبية، وتوصلت إلى أن تدفق الزمن ليس ثابتا، حيث يمكن للوقت أن يتسارع أو يتباطأ اعتمادا على الظروف المُهيئة لذلك.

وكشف عالم الفيزياء فيدرال أن التوأمين سكوت ومارك كيلي، خضعا لهذه النظرية، عندما سافر سكوت لمدة أشهر في الفضاء بسرعات هائلة لكنها ليست مثل سرعة الضوء، ليتضح أن الوقت مر ببطء بالنسبة له على عكس توأمه على الأرض.

ويضيف فيدرال: "الدماغ يتقدم في السن بشكل أسرع من القدم، لأن جاذبية الأرض أقوى عند القدم، وهنا يحدث الفارق بين مرور الوقت على الإنسان في الفضاء وعلى الأرض".

وطبق فيلم Interstellar الفكرة ذاتها عندما ذهب البطل في رحلة إلى الفضاء وترك ابنته المراهقة، ليعود بعد أيام ويجدها عجوز لديها أحفاد وتحتضر في المستشفى بسبب الأمراض والشيخوخة، بينما ظل هو في نفس عمره قبل السفر ليبدو أصغر من ابنته.

وصدمت وكالة الفضاء ناسا الجمهور بالحديث عن السفر عبر الزمن، حيث أكدت أن الأمر ممكن على المستوى العلمي، ونشرت في تقرير لها تساؤل: "هل يمكن أن يكون السفر عبر الزمن حقيقيا؟ العلم يقول نعم".

وأشارت وكالة الفضاء إلى أن أينشتاين توصل إلى فكرة قبل أكثر من 100 عام، أطلق عليها "النسبية"، كشفت عن ارتباط الزمان والمكان ببعضهما البعض، وتشير النظرية إلى أنه كلما سافرت بسرعة أكبر تصل إلى سرعة الضوء، كلما قل الشعور بالوقت.

ولتطبيق هذه النظرية، أجريت تجربة باستخدام ساعتين مضبوطتين على نفس الوقت، واحدة بقيت على الأرض، والأخرى طارت في نفس اتجاه دوران الأرض بداخل طائرة، وبمقارنة العلماء للساعتين، اكتشفوا أن الساعة على الأرض أبطأ من نظيرتها في السماء التي تسافر بسرعة هائلة، ما يعني أن السفر إلى المستقبل ممكن لكن في نطاق محدود، ليس لمئات السنين كما يحدث في السينما.

وأشارت "ناسا" إلى أن الدخول في آلة الزمن والعودة إلى الوراء أمر غير ممكن، كما يحدث في الأفلام والمسلسلات التي قدمت الفكرة بأكثر من شكل وطريقة، مؤكدة أن ذلك يحدث فقط في خيال الكُتّاب.