"مستر إكس" و"أبو ضحكة جنان" يعودان إلى مصر

ولد فؤاد المهندس في السادس من سبتمبر عام 1924، وبعد مسيرة حافلة من الأعمال الفنية على الشاشتين الكبيرة والصغيرة والمسرح والإذاعة، انتهت رحلة "عمو فؤاد" في 16 سبتمبر عام 2006 بوفاته.

وفوجئ جمهور مواقع التواصل الاجتماعي بظهور اسم فؤاد المهندس وتداوله بكثرة، على منصات الأخبار، لإحياء ذكرى وفاته، والحديث عن أبرز أعماله التي أثارت إعجاب مختلف فئات الجمهور.

واحتل المهندس مواقع متقدمة في صدارة "التريند" على موقع إكس، ومحرك بحث غوغل، خلال يومي 15 و16 سبتمبر، مع نشر الكثير من الصور والمقاطع التي اشتهر بها في أبرز أعماله الفنية.

واشتهر المهندس بشخصية "مستر إكس" في فيلم أخطر رجل في العالم الذي عُرض لأول مرة عام 1967، والتي أعاد تقديمها في فيلم عودة أخطر رجل في العالم عام 1973، أثناء حرب أكتوبر.

ومن أهم الأفلام التي قدمها فؤاد المهندس، أرض النفاق، عن قصة الأديب يوسف السباعي، والذي عُرض عام 1968، والعتبة جزاز، وسفاح النساء، ومطاردة غرامية، وغيرها من أفلام الأبيض والأسود الشهيرة، مع تقديمه الكثير من الأفلام الملونة مثل فيفا زلاطا عام 1976، وفيلم معبودة الجماهير مع المُطرب الراحل عبد الحليم حافظ.

وأثرى المهندس عالم المسرح المصري والعربي بالعديد من الأعمال الأيقونية مثل "سيدتي الجميلة" المقتبسة من مسرحية بيجماليون لجورج برنارد شو، و"إنها حقا عائلة محترمة"، و"سك على بناتك"، و"أنا وهو وهي"، و"هالة حبيبتي"، وغيرها.

وفي التلفزيون، قدم المهندس العديد من الأعمال المؤثرة، أبرزها "فوازير عمو فؤاد"، التي منحته لقبا آخر أضيف إلى "مستر إكس"، وبدا مناسبا لمرحلته العملية آنذاك في عام 1992 وما بعدها، وهو لقب "عمو فؤاد"، كما قدم عشرات الأغنيات خلال أعماله الفنية.

وانزوى المهندس في السنوات الأخيرة قبل مرضه، ليتوقف نهر أعماله، وتنتهي رحلته في عام 2006 بعدما توفى عن عمر ناهز 82 عاما، لكن اسمه ما يزال يتردد وأعماله مستمرة في حصد إعجاب الأجيال الجديدة على مواقع التواصل الاجتماعي.

أبصر إسماعيل ياسين الدنيا في 15 سبتمبر عام 1912، وأثرى السينما المصرية والعربية في بداياتها بأعماله الكوميدية الخالدة، قبل أن يتوفى عام 1972 ليضع حدا لمسيرته الاستثنائية.

وظهر اسم إسماعيل ياسين في "تريند" موقعي غوغل و"إكس" يومي 15 و16 سبتمبر الجاري، تزامنا مع ظهور اسم فؤاد المهندس، ليدخل الثنائي منافسة بين الجمهور، وكأنهما في شباك التذاكر في الستينيات بأعمال جديدة في السينما.

إسماعيل ياسين الذي قُدمت سيرته الذاتية في مسلسل "أبو ضحكة جنان" للفنان أشرف عبد الباقي عام 2009، بدأ أعماله السينمائية عام 1939 بفيلم "خلف الحبايب"، ثم مصنع الزوجات عام 1941، لينطلق بعد ذلك بأعمال غزيرة ويقدم العديد من الأفلام كل عام.

واشتهر "أبو ضحكة جنان" بالإنتاج الكثيف، حيث شارك في 166 فيلما، واستطاع أن يصبح نجم الشباك الجماهيري الأول في فترة الخمسينيات، وضرب رقما قياسيا بتصوير 16 فيلما في العام الواحد خلال فترة توهجه ما بين 1952 وحتى 1954.

وحظي إسماعيل ياسين باستثناء معروف في السينما المصرية، بأن قدم سلسلة أفلام تحمل اسمه، مثل "إسماعيل ياسين في متحف الشمع"، "إسماعيل ياسين في الجيش"، "إسماعيل ياسين في البوليس الحربي"، "إسماعيل ياسين في الطيران"، "إسماعيل ياسين في الأسطول"، "إسماعيل ياسين في مستشفى المجانين".

كما كون ياسين ثنائيات أيقونية مع بعض نجوم الكوميديا مثل الفنان رياض القصبجي بشخصيته الشهيرة "الشاويش عطية"، وعبد السلام النابلسي الذي شاركه في 36 فيلما.

وقدم إسماعيل ياسين عشرات المسرحيات، سجلت أغلبها تلفزيونيا، لكنها فُقدت من السجلات عن طريق الخطأ، الأمر الذي حرم الجمهور من مشاهدة "أبو ضحكة جنان" على المسرح مثلما يشاهدون أفلامه الغزيرة على القنوات التلفزيونية ومنصات الأفلام الكلاسيكية حتى الآن.

بدأت مصر أول تجربة للبث التلفزيوني في يوليو 1960، ولم يكن يعلم النجوم وقتها الذين يحصدون إيرادات ضخمة من تذاكر السينما، أن هذا الجهاز الذي بدأ بيعه للتو في محافظات مصر، سيحفظ أعمالهم ويحولهم إلى أساطير.

لا تعرض السينما الأفلام القديمة، وهنا تأتي مهمة التلفزيون الذي يتولى الأمر، وعلى مدار عشرات السنين، عرضت القنوات المحلية في مصر الأفلام العربية لنجوم الأبيض والأسود، ومنحت الأجيال الجديدة التي لم تسنح لها فرصة مشاهدتهم في السينما، متابعتهم على الشاشة الصغيرة.

وتعاونت هيئة الإذاعة والتلفزيون المصرية "ماسبيرو" مع أغلب الدول العربية لعرض الأفلام والمسلسلات والمسرحيات المصرية بالخارج، واعتادت إرسال شرائط الفيديو القديمة بالأعمال الفنية من خلال النقل الجوي، ما ساهم في شهرة إقليمية واسعة لنجوم عالم الأبيض والأسود.

وكان فؤاد المهندس وإسماعيل ياسين، من أبرز الذين استفادوا من جهاز حفظ الأساطير، بسبب غزارة أعمالهم، واعتمادهم على الكوميديا والترفيه، الأمر الذي جعلهم النجوم المفضلين في المشاهدة العائلية لكل أفراد الأسرة في مصر والوطن العربي.

وبعد أكثر من 70 عاما على تجربة البث الأولى، أثبت التلفزيون قدرته على حفظ نجومية وشهرة أساطير "الزمن الجميل" وإعادة تعريفهم للأجيال الجديدة باستمرار، الأمر الذي جعلهم نجوم "التريند" في عام 2024.