مهرجان الجونة.. كونشرتو الفن والحرب

أعلن المدير التنفيذي لمهرجان الجونة عمرو منسي، أن إدارة المهرجان اختارت شعار "سينما من أجل الإنسانية" ليكون عنوانا للدورة الحالية تماهيا مع دور السينما التي تعكس قضايا المجتمع التي تمس حياة الناس.

وقال منسي إن إدارة المهرجان تؤمن برسالة أن الفن ليس للترفيه والتسلية فقط، مضيفا: "الفن هو صوت لدعم الشعوب في أوقات المحن، وأداة لتسليط الضوء على القضايا التي تمس القلب والعقل".

ووجهت إدارة مهرجان الجونة التحية إلى الشعب اللبناني الذي يمر بأزمة عاصفة بسبب الحرب التي تشنها إسرائيل على حزب الله فوق أراضيه، ما تسبب في أضرار بشرية هائلة بين المدنيين وتدمير لمدن ومنازل ومؤسسات وبنى تحتية.

ووثق رجل الأعمال المصري نجيب ساويرس الشريك المؤسس للمهرجان في كلمة له الهدف من إقامة المهرجان هذا العام، مؤكدا أن شعار سينما من أجل الإنسانية جاء نظرا لأن العالم يمر بوقت تعاني فيه الإنسانية، مضيفا: "تعاني الإنسانية في غزة وفي لبنان وفي السودان وفي أوكرانيا".

ساويرس قال إن أهم زاوية من منظوره في السينما، هي تلك التي تعبر عن الإنسانية، مشيرا إلى أنه "لا يشعر بتأنيب ضمير عندما يُقيم مهرجان الجونة" في ظل الأحداث السياسية والإنسانية الصعبة التي تمر بها المنطقة والعالم.

مهرجان الجونة دشن قسما خاصا بفلسطين والمعاناة التي يعيشها السكان في غزة منذ أكثر من عام، من خلال تنظيم برنامج خاص للأفلام الفلسطينية تحت عنوان "نافذة على فلسطين".

النافذة الفلسطينية بمهرجان الجونة قدمت للمرة الأولى العام الماضي، بعد أن أُجل المهرجان بسبب أحداث الحرب على غزة، لمساعدة الفن الفلسطيني على الازدهار والحصول على فرصة للنمو في مجال الفن العربي والعالمي.

المديرة الفنية لمهرجان الجونة ماريان خوري، قالت إن برنامج "نافذة على فلسطين" بالغ الأهمية ويمثل أولوية قصوى في المهرجان، معلقة: "لا يمكن أن ننظم مهرجانا في المنطقة العربية ولا نكون جزءا مما يحدث في فلسطين".

وقال رئيس البرمجة في مهرجان الجونة أندرو محسن: "يجب أن يكون للفن دور ولو صغيرا في مواجهة الإبادة التي تحدث في فلسطين، لأننا نؤمن بأهمية التأثير الذي تلعبه السينما في إيصال صوت الشعب الفلسطيني، وهو سبب استمرار البرنامج للعام الثاني تواليا خاصة أن صناع السينما المؤمنين بالقضية يقدمون أعمالا تستحق الظهور في المهرجان".

قائمة برنامج نافذة على فلسطين

• "أندر" (فيلم وثائقي قصير) يستعرض تأثير الديناميت على الأرض ومعاناة الفلسطينيين.

• "خالد ونعمة" (فيلم روائي قصير) يروي قصة صبي وعنزته في قرية هدمها الجيش الإسرائيلي.

• "فيلم قصير عن الأطفال" (فيلم روائي قصير) يتحدث عن 4 أطفال في مخيم لاجئين ببيت لحم يتسللون لزيارة البحر.

• "المخدوعون" (فيلم روائي طويل) يتحدث عن 3 رجال يعانون من التهجير واليأس.

• "المفتاح" (فيلم روائي قصير) يستعرض حياة عائلة إسرائيلية تسمع صوت مفتاح يخترق مقبض منزلهما.

• "مقلوبة" (فيلم روائي قصير) يحكي قصة ضابطة إيقاع فلسطينية تزور جدتها خلال عاصفة قوية.

ولا يقتصر المهرجان على الأفلام الفلسطينية الستة المشاركة في النافذة، ويعرض أفلاما فلسطينية أخرى ضمن برنامجه الأوسع، مثل "برتقالة من يافا"، و"ما بعد"، و"شكرا لأنك تحلم معنا".

يُقدم مهرجان الجونة السينمائي في دورته السابعة بعض الأفلام التي تُعرض للمرة الأولى، وكذلك وجوه جديدة في عالم الإخراج يقدمون أعمالهم الأولى.

ويمثل التمثيل النسائي الواسع سابقة أولى في مهرجان الجونة، وقالت المخرجة والمنتجة ماريان خوري، إن برنامج الدورة الحالية يحتوي على 83 فيلما من 48 دولة مختلفة حول العالم، من بينها 43% من الأفلام من صنع نساء.

وأشارت خوري إلى أن هناك 33% من الأفلام المقدمة في الدورة الحالية تُعرض لمخرجين يقدمون أنفسهم للمرة الأولى للجمهور أو الثانية على أقصى تقدير.

ويقدم المهرجان العرض الأول في المنطقة العربية للعديد من الأفلام القصيرة والطويلة هذا العام، ومن بينها فيلم "ما بعد" الذي عُرض في مهرجان لوكارنو السينمائي الدولي بسويسرا وفاز بجائزة لجنة التحكيم لأفضل فيلم قصير، ليُعرض للجمهور العربي في مهرجان الجونة للمرة الأولى.

ويُعد فيلم "The roon next door" ضمن أفلام العرض الأول بالمنطقة خلال مهرجان الجونة، بعد عرضه العالمي الأول في مهرجان البندقية السينمائي الدولي حيث حصد جائزة الأسد الذهبي كأول فيلم إسباني يحقق هذا الإنجاز.