بطل جديد للكولوسيوم.. الجمهور يكافئ "غلادياتور 2" بجزء ثالث

قابل الجمهور حول العالم عودة فيلم غلادياتور 2 باحتفاء وشغف كبير، لتكتظ قاعات السينما في أغلب الدول التي قامت بعرض ملحمة الكولوسيوم الجديدة بالجمهور. ونجح الفيلم في حصد ٧٨ مليون دولار قبل بداية حفلات عرض الاثنين ١٨ نوفمبر الجاري، وفقا لموقع تقييم الأفلام IMDB، ما يُعد بداية جيدة تُبشر بمزيد من الإيرادات لصناع العمل.

ويُعرض الفيلم داخل الولايات المتحدة يوم ٢٢ نوفمبر الجاري، ليتعرف الجمهور على القصة التي عاد بها المخرج ريدلي سكوت بعد أكثر من ٢٠ عاما.

وفي الوطن العربي حقق تصدر الفيلم الإيرادات في أكثر من دولة، على رأسها السعودية حيث أعلنت هيئة الأفلام في المملكة بيع أكثر من ٨٦ ألف تذكرة لعرض العمل، بمجموع إيرادات ٥.٤ مليون ريال.

وفي أول 3 أيام لعرض غلادياتور ٢ في مصر، نجح في احتلال المركز الأول في شباك التذاكر، محققا إيرادات بلغت ٥ ملايين جنيه مصري، حتى نهاية عرض حفلات يوم الجمعة ١٦ أكتوبر.

وبلغت تكلفة إنتاج الفيلم أقل بقليل من ٢٥٠ مليون دولار حسب ذا هوليوود ريبورتر، وتأتي بدايته التي كسرت الرقم القياسي في العرض العالمي للفيلم لتشير إلى أن الصناع سيحصلون على ما أنفقوه سريعا ثم يحققون الأرباح.

يحكي الجزء الثاني قصة المُقاتل هانو، الذي يُدافع عن مملكة نوميديا في شمال إفريقيا ضد الهجوم الروماني في معركة غير متكافئة، ليخسر ويتم أسره ونقله إلى روما مع أسرى الحرب.

وفي روما تكتشف لوسيلا زوجة ماكسيموس، الذي قتُل في الجزء الأول من الفيلم، أن ابنها الذي هرّبته خارج البلاد عندما كان طفلا، ما يزال على قيد الحياة، وأنه هو نفس المُقاتل الذي نال إعجاب الجميع في ساحة قتال الكولوسيوم "هانو".

ومع تحول هانو إلى شخصية "لوسيوس" تتصاعد أحداث القصة ليدخل في صراعات مع الإمبراطور الديكتاتور الذي يستعبد المحاربين ولا يكترث بكثرة الدماء في ساحة الكولوسيوم أو بضجر وغضب رعاياه.

ورغم غياب راسل كرو عن الجزء الثاني، أعاده المخرج ريدلي سكوت في مشاهد فلاش باك، وجعل ابنه العائد يحصل على إرثه ويرتدي درعه ويحمل سيفه ليكمل مشواره.

كتب الفيلم دافيد سكرابا، وبيتر كاريغ، ودافيد فرانزوني، ومن بطولة بول ميسكال صاحب شخصية لوسيوس، وكوني نيلسين التي لعبت شخصية لوسيلا، وبيدرو باسكال في دور قائد الجيش الروماني أكسيوس، ودينزل واشنطن في دور ماكرينوس، وفي دور الإمبراطورين غيتا وكاركالا، جوزيف كين وفريد هيشنجر على الترتيب.

لم يشهد الجزء الثاني من غلادياتور عودة أي ممثل من الجزء الأول باستثناء الثنائي ديريك جاكوبي وكوني نيلسن في دوري السيناتور جراكوس والأم لوسيلا على التوالي.

راسل كرو المتوج بجائزة الأوسكار عام ٢٠٠١ عن دور ماكسيموس، غاب الجزء الثاني بعدما قتل في الجزء الأول وباتت عملية عودته من جديد مستحيلة، ليفشل في إخفاء غضبه من إعادة إحياء الفيلم بدونه.

وفي تصريحات خلال يونيو الماضي، قال راسل كرو: "أنا غير مرتاح لهذه الفكرة، إنهم يصنعون الجزء الثاني من الفيلم، ولن أعود لأنني ميت، وليس لي رأي في الفيلم الجديد، سمعت عنه فقط بضعة أشياء".

وواصل كرو: "لا يمكنني التعليق على الفيلم، لأنني الآن في القبر، لذلك سنرى كيف سيكون الأمر عندما يُعرض، لكنني أتذكر كيف كان الجزء الأول سببا في فتح الكثير من الأبواب لي".

وأكد كرو أنه يشعر بالحزن، مضيفا: "لدي غيرة وغضب لأنني أتذكر فترة عملي على هذا الفيلم، لكنني أتمنى حظا سعيدا لبول ميسكال في الجزء الثاني".

وفي مقابلة أخرى في برنامج إذاعي قال كرو إنه سمع أن بول الذي لعب شخصية ابنه في الجزء الثاني "شخص طيب" وتمنى له التوفيق، وأشاد بالقصة التي عرف بعض تفاصيلها قبل عرض الفيلم.

ورغم فوزه بأوسكار أفضل مخرج عن الجزء الأول من غلادياتور، قال ريدلي سكوت إن الجزء الثاني هو الأكثر شغفا وطموحا في مسيرته، مشيرا إلى أن التحضير له احتاج سنوات طويلة من التفكير حتى وصل إلى هذه الفكرة.

وفي حديث آخر مع فارايتي قال سكوت إن راسل كرو ما زال أحد أفضل الممثلين في العالم، لكنه لم يجد هناك أي أسباب للتواصل معه من أجل الفيلم الجديد، معلقا: "لماذا أستشيره.. لقد مات".

وعبر بول ميسكال عن سعادته بدور البطولة الذي حصل عليه في غلادياتور ٢، وقال في مقابلة مع صحيفة ذا تايمز مازحا: "إذا كان الأمر سيجعل الكثير من الناس يوقفونني في الشارع، سأصاب بالاكتئاب الشديد"، مضيفا: "كنت أعمل مع مدرب خاص يحاصرني مثل سمكة القرش، ويطالبني بالالتزام بلوحة العمل الصارمة، من أجل أن أكون لائقا لأداء الشخصية".

وكشف "لوسيوس" عن طلبات المدرب التي رآها غريبة، مثل تناول الكثير من الدجاج، ورفع الأشياء الثقيلة، مشيرا إلى أنه طالبه كذلك بالتوقف عن التدخين وتناول الكحوليات.