العم برايس.. ياباني يكسب رزقه "بالمدح"
في مدينة توتشيغي اليابانية، يتصدر رجل يبلغ من العمر 43 عاما عناوين الأخبار بسبب مهنته غير العادية التي تجمع بين البساطة والإنسانية.
ويُعرف هذا الرجل باسم "Uncle Praise"، أو "العم مدح"، وأصبح حديث الناس في اليابان وخارجها بفضل فكرته الفريدة: تقديم المجاملات العفوية للغرباء في الشوارع مقابل رسوم رمزية.
بداية رحلة مميزة بعد النكسات
لم يكن طريق العم برايس إلى هذه المهنة السعيدة مفروشا بالورود.
فقد جاءت فكرته بعد سلسلة من النكسات التي هزت حياته، بعد أن كان يعمل في شركة محلية، أدت معاناته مع إدمان المقامرة إلى فقدانه وظيفته، وأسرته، ومنزله.
هذه الأزمات أجبرته على مواجهة واقعه الصعب، مما دفعه إلى إعادة تشكيل حياته بطريقة فريدة ومبتكرة.
في لحظة تأملية، أدرك العم برايس قوة الكلمة الطيبة. ويقول: "إذا مدحت الآخرين، سيقل عدد الأشخاص الذين يشعرون بالسوء". بهذا التفكير الإيجابي، انطلق في شوارع طوكيو حاملا لافتة بسيطة كُتب عليها: "أثني عليك كثيرا".
على الرغم من افتقاره لمهارات الأداء التقليدية مثل الغناء أو تقديم عروض سحرية، وجد العم برايس وسيلة لإسعاد الناس عبر كلمات بسيطة ومؤثرة. ويتجول في الشوارع ويقدم المجاملات بابتسامة صادقة، مما يجعل المارة يشعرون بالتقدير والاهتمام.
ويصف العم برايس نجاحه قائلا: "إذا استمتع الشخص الآخر بمجاملتي، أشعر بالسعادة أيضا. لهذا السبب تمكنت من الاستمرار في هذا العمل لمدة 3 سنوات."
قاعدة عملاء مخلصين وشهرة متزايدة
لم تقتصر مهنته على المديح العابر فقط، بل أصبحت مصدر دعم نفسي لعدد كبير من الناس الذين يعودون إليه بحثا عن كلمات مشجعة عندما يحتاجون إلى دفعة معنوية.
ومع مرور الوقت، اكتسب قاعدة عملاء مخلصة وشهرة واسعة، خاصة بعد أن عرضت قناة "فوجي تي في" فيلما وثائقيا قصيرا عن حياته، مما ساعد في زيادة شعبيته على وسائل التواصل الاجتماعي.
خلال السنوات الثلاث الماضية، سافر العم برايس إلى 31 محافظة من أصل 47 في اليابان، مقدّما المجاملات لما يزيد عن 30 شخصا يوميا. وبفضل التبرعات الصغيرة التي يحصل عليها، يكسب نحو 10 آلاف ين يوميا (نحو 65 دولارا).
كشفت
دراسة أُجريت في 6 دول في 2024، أن اليابانيون الأكثر سلبية عندما سئلوا عما إذا كانوا يرغبون في العيش حتى سن 100 عام ومستوى سعادتهم، إذ أجاب أقل من 30% من المشاركين بـ "موافق بشدة" أو "موافق"، وهي أدنى نسبة بين الدول الست التي شملها الاستطلاع.
كما كان مستوى السعادة بين اليابانيين هو الأدنى.
واليابان سجلت درجة أقل من الدول الأخرى فيما يتعلق بمعدل الاستجابات الإيجابية مثل "يبدو أنهم (المعمرون) سعداء" و"سأحظى بمزيد من الفرص". كما كانت الاستجابات السلبية فيما يتعلق بالتوقعات للمستقبل، مثل النمو الاقتصادي، ملحوظة أيضا في اليابان.