ملك الـK-Pop يجلس على العرش.. رغما عنه
تردّد لي سو مان في البداية في قبول لقب "ملك الـK-pop"، معتبرًا أنه متكلّف وقريب من أجواء النوادي الليلية، كما لو كان شعارًا مضاءً في حي إيتايوون الشهير بالسهر في سيول.
يقول لي سو مان في مقابلة مع وكالة أسوشيتدبرس "سألتهم: هل لا يمكن أن يكون أب الـK-pop؟". وكان يشير إلى عنوان الفيلم الوثائقي على أمازون برايم عن مسيرته. أصرّ المنتجون على أن اللقب الجريء أكثر جاذبية للجمهور الأميركي، وبعد نقاش وافق لي مضطرًا "كان عليّ اتباع قرارهم".
مؤسس انطلاقة الــK-pop للعالم
يعكس ذلك نهجه البراغماتي في إدخال الفنانين الكوريين إلى السوق الأميركية، وهي مسيرة استغرقت ثلاثة عقود حافظ فيها على رؤيته دون أن ينكسر.
وبصفته مؤسس "إس إم إنترتينمنت" وصاحب الدور الأكبر في التوسّع العالمي للـK-pop، سيُدرج اسمه في «قاعة مشاهير آسيا» السبت، إلى جانب ياو مينغ وميشيل كوان ويوشيكي وغيرهم.
ظل لي سو مان شخصية بارزة ومثيرة للجدل في تاريخ الـK-pop. فقد ابتكرت شركته نظام التدريب المكثف الذي يستقطب مواهب من سن صغيرة ويخضعهم لسنوات إعداد صارمة. كما خاض بعض فنانيه نزاعات على العقود باعتبارها غير منصفة، ما أثار نقاشًا واسعًا حول ممارسات الصناعة.
خروج صاخب من أشهر شركات صناعة النجوم
يأتي التكريم بينما يعود لي إلى الواجهة بعد خروجه الصاخب من الشركة التي أسسها عام 1995، في نزاع إداري علني شمل خلافًا عائليًا وحربًا على شراء أسهمه.
ومنذ مغادرته، أطلق فرقة جديدة هي A2O MAY في الصين والولايات المتحدة، ويستثمر في تقنيات إنتاج مبتكرة لدى شركة صينية صغيرة.
من هندسة الحاسب إلى عالم الترفيه
وُلد لي في كوريا الجنوبية، ودرس هندسة الحاسوب في الولايات المتحدة لنيل الماجستير، وهو خلفية أثّرت لاحقًا على اهتمامه بالرؤية البصرية والتقنيات المتقدمة. قال إنه أعاد مشاهدة "ذا ماتريكس" للاطلاع على أساليب التصوير، كما ابتكر عوالم قصصية وشخصيات افتراضية لفرق الـK-pop.
ويرى أن دخوله "قاعة مشاهير آسيا" يؤكد أن الـK-pop أصبح جنسًا فنيًا يحظى باهتمام التيار العام، بعد سنوات من التجربة والخطأ.
استثمار مليوني لإنتاج Eat You Up
في عام 2009، استثمر نحو 5 ملايين دولار في الإطلاق الأميركي للمغنية بوا بأغنية Eat You Up، وكانت من أوائل الأغاني الكورية التي كُتبت وأُنتجت أساسًا في الغرب.
لكن السوق الأميركي لم يكن مستعدًا لنجاح فنانين آسيويين آنذاك، فعادت بوا بعد عامين رغم نجوميتها في كوريا واليابان. ويقول لي نادمًا "عندما طلبت تعديل الأغنية، رفض كتّابها. لو غيّرناها لحققنا نتائج أفضل".
تعلّم من التجربة أن الـK-pop يحتاج إلى استقطاب مواهب عالمية مع الحفاظ على التحكم الإبداعي. ويحكي عن أغنية أصبحت لاحقًا Dreams Come True لفرقة S.E.S "سمعتها ولم أستطع تركها. كان بإمكاني شراء حقوقها في عدة دول، لكني فضّلت الذهاب إلى مؤلفها في فنلندا وتوقيع العقد معه مباشرة".
ويقول إن الكتّاب الغربيين كانوا يفضلون اليابان، بينما الأوروبيون مستعدون للبيع لآسيا، ما أسس نظامًا يمزج موسيقى أوروبا وآسيا وأميركا.
كما ابتكر عوالم قصصية لفرق مثل EXO وaespa، على غرار عالم مارفل، تُروى عبر عدة إصدارات لتبقي الجمهور متابعًا للفصول المتتالية.
ملف الانتحار الشائك لنجوم الشركة
ويطمح لي لجعل كوريا مركزًا عالميًا للإنتاج، مؤكدًا أن قارة آسيا التي تضم أكثر من نصف سكان العالم هي مستقبل الترفيه.
وتختبر فرقة A2O MAY هذه الرؤية في الصين رغم تشديد الرقابة هناك على المشاهير والثقافة الشبابية، لكنه لا يبدي قلقًا "المخاطر السياسية؟ لا أعرف الكثير عنها".
يتطرق الفيلم أيضًا لملف انتحار بعض فناني "إس إم"، ويرجع لي المشكلة للتعليقات المسيئة المجهولة العابرة للحدود، ويدعو لمعايير دولية للتحقق من هوية المستخدمين. لكنه ينتقد التركيز الإعلامي على الجانب المظلم "بدلًا من سحبنا للماضي، ألا يجب أن نتحدث أكثر عن المستقبل؟". ويختتم حواره قائلا "الـK-pop لغة جديدة تتجاوز الحواجز. والثقافة لا يمكن إيقافها".