عمالقة الفيديو يبحثون عن الصوت.. كيف خطف "الفيديوكاست" الشباب؟

تتطلع جميع منصات الفيديو ومنها نتفليكس وتيك توك وديزني إلى إضافة البودكاست المصوَّر، فيديوكاست، إلى محتواها، وهو صيغة للبث سريعة النمو وتجذب جمهورا شابا يطمح المعلنون للوصول إليه.

يصف رومان فاسينمولر، رئيس قسم البودكاست في سبوتيفاي، الشراكة التي أُعلن عنها مع نتفليكس في منتصف أكتوبر بأنها "خطوة جديدة في عالم البودكاست".

أما يوتيوب فلم تنتظر منافستها نتفليكس لتشجيع انتقال برامج البودكاست المصورة، الفيديوكاست، من المنصات الصوتية البحتة إلى بث الفيديو، فالشركة التابعة لغوغل هي اليوم الوجهة الرائدة للبودكاست في الولايات المتحدة حيث تبلغ حصتها السوقية 33% وفقا لشركة الأبحاث إديسون ريسيرتش، ولديها أكثر من مليار متابع حول العالم.

تتيح يوتيوب لمنتجي البرامج الصوتية خيار إنشاء فيديو باستخدام الذكاء الاصطناعي لمرافقة عروضهم على المنصة.

ومؤخرا، حذت سبوتيفاي حذوها، وبحلول نهاية سبتمبر، كان 390 مليون مستخدم للموقع قد شاهدوا بودكاست واحدا بالفيديو على الأقل.

ويشير مارتن سبينيلي، أستاذ البودكاست في جامعة ساسكس بالمملكة المتحدة، إلى أن "البودكاست يُنظر إليه على أنه وسيلة تسجل نموا أسرع بكثير من غيرها، وهذا أمر جذاب للمستثمرين".

ويقول بدوره يوروم وورمسر، المحلل في شركة إي ماركتر، إن زيادة الإقبال على البودكاست والفيديوكاست الذي يُطلق عليهم اسم بالادو في كيبيك، ملحوظة بشكل خاص بين الشباب. ويُشير إلى أن "جيل زد، مواليد ما بعد عام 1996، يستمعون إلى البودكاست ويشاهدونه بشغف، لذا فهو وسيلة للوصول معهم".

ساهمت جولة دونالد ترامب "الفيديوكاستية" خلال حملته الرئاسية في تعزيز شعبيته بين البالغين الشباب، كما حصل مع الديموقراطي زهران ممداني الذي انتُخب مؤخرا رئيسا لبلدية مدينة نيويورك والذي ابدى اهتماما كبيرا بمعدي ومتابعي برامج البودكاست.

على الرغم من دخولها المتأخر إلى هذا العالم، فقد نجحت نتفليكس في تأمين بث نحو عشرة برامج مرخصة من سبوتيفاي في مطلع 2026، ولكن وفقا لموقع بيزنس إنسايدر، فإنها تهدف بالفعل إلى تقديم أكثر من خمسين برنامجا بسرعة، بل وربما يصل العدد في نهاية المطاف إلى 200 برنامج.

ووفقا للمصدر نفسه، ستشمل هذه البرامج برامج الفيديوكاست موجودة حاليا، بالإضافة إلى إنتاجات جديدة مُصممة خصيصا لنتفليكس.

بدورها، أعلنت منصة تيك توك عن تعاونها مع عملاق البث الإذاعي الأميركي iHeartMedia، بهدف إطلاق ما يصل إلى 25 برنامجا يقدمها مؤثرون على المنصة.

وعلق ريتش بريسلر، مدير العمليات في iHeartMedia، قائلا "نجمع شبكاتنا الواسعة لتقديم محتوى ذي صلة على نطاق واسع. هذه ميزة كبيرة للمبدعين والمعجبين والعلامات التجارية".

لكن منصة تيك توك لن تُصدر حلقات كاملة، بل مقتطفات منها، على غرار ما تفعله معظم برامج الفيديوكاست الناجحة والتي يحصد بعضها ملايين المشاهدات في كل مرة.

ولا تُنتج الشبكة الاجتماعية فيديوهاتها الخاصة، وكذلك يوتيوب، لكن مارتن سبينيلي يتوقع أن تستخدم خدمات البث عند الطلب هذه الوسيلة للاستفادة من المحتوى الذي تُحقق منه دخلا.

حتى قبل إطلاق حملتها الترويجية، كانت نتفليكس قد وضعت برامج صوتية مرافقة للعديد من مسلسلاتها الناجحة، من "ذي كراون" إلى "هارتستوبر".

كما استثمرت ديزني بكثافة في هذا المجال، وأعلنت في أوائل سبتمبر عن إطلاق برامج فيديوكاست مستوحاة من مسلسلات مثل Only Murders in the Building وThe Secret Life of Mormon Wives.

في نهاية كتوبر، أعلنت شركة الترفيه العملاقة أيضا عن إطلاق فيديوكاست "Couch" للمؤثرة الفرنسية لينا سيتوياسيون، على منصة ديزني+.

ويتوقع يوروم وورمسر أن يزيد الوصول إلى جماهير جديدة إيرادات برامج الفيديوكاست الحالية، سواء من خلال الإعلانات أو الاشتراكات أو المنتجات.

ويرى مارتن سبينيلي أن هذا يشكل انتصارا لبرامج الفيديوكاست المستقلة التي "ستتمكن من توسيع نطاق جمهورها".

ويشير الأكاديمي، الذي يقدم برنامج For Your Ears Only، إلى أن "العثور على فيديوكاست بناء على محتواه أسهل بكثير على يوتيوب منه على آبل بودكاست، وأعتقد أن الأمر سيكون مماثلا لدى نتفليكس وتيك توك".