مطرب أميركي ينتقم فنيا بعد "سرقة صوته" بالذكاء الاصطناعي

شهدت الساحة الموسيقية خلال الأسابيع الماضية جدلًا واسعًا بعد تصدّر أغنية ريفية مولَّدة بالذكاء الاصطناعي بعنوان "Walk My Walk" لقائمة مبيعات الأغاني الريفية الرقمية في بيلبورد.

ورغم نسب الأغنية إلى فنان افتراضي يُدعى "بريكينغ راست"، وهو شخصية رقمية بيضاء أُنشئت حديثًا بالذكاء الاصطناعي، فإن الجوهر الصوتي للأغنية اعتمد على أسلوب الفنان الأميركي بلانكو براون، المرشّح لجائزة غرامي، من دون علمه.

براون، الذي اشتهر بمزج أنماط الريف والهيب هوب والغوسبل، فوجئ بالأغنية بعد سيل من الرسائل التي تلقاها من أصدقائه، بينما لم يكن له أي اطلاع مسبق على المشروع.

ويشير بلانكو لوكالة أسوشيتد برس إلى أن صدمته تضاعفت حين علم أن الصوت المستخدم في الأغنية صُمّم اعتمادًا على نبرته وأسلوبه، لكن بوجه افتراضي أبيض، وهو ما اعتبره امتدادًا لنمط مألوف في صناعة الموسيقى الريفية، حيث يُعاد تقديم ابتكارات الفنانين السود بواجهة مختلفة.

تعود خيوط المشروع إلى أوبير ريفالدو تايلور، الذي ظهر اسمه ككاتب ومنتج للأغنية، وإلى منظومة فنانين مولّدين بالذكاء الاصطناعي ظهروا العام الماضي عبر حسابات تحمل اسم Defbeatsai. إلا أن الرابط الأبرز هو أبراهام أبوشميس، متعاون سابق مع براون شاركه في أعماله عام 2019، ويُذكر اسمه كمطور تطبيق Echo المخصّص لإنشاء موسيقى تعتمد على الذكاء الاصطناعي.

وبحسب براون، فإن أبوشميس لم يعد متاحًا للتواصل، ولم يُخطره بأي مشاركة في الأغنية.

ردّ براون على الحدث لم يقتصر على الغضب، بل اختار مواجهة الأمر فنيًا، فسجّل نسخته الخاصة من "Walk My Walk" وأطلقها، إلى جانب العمل على نسخة جديدة بكلمات وتوزيع موسيقي مختلفين.

وتقول إدارة أعماله إن هذه الخطوة تهدف إلى إثارة نقاش قانوني وأخلاقي حول مستقبل الموسيقى المولّدة بالذكاء الاصطناعي، خاصة مع غياب الأطر الواضحة التي تنظّم حقوق الفنانين الأصليين.

يأتي ذلك في وقت تشهد فيه الصناعة تحولات متسارعة، حيث تحوّلت أدوات مثل Suno وUdio من مجرد تجارب إلى مصادر لأغانٍ قادرة على تصدّر القوائم.

ومع غياب الضوابط، رفعت شركات تسجيل كبرى دعاوى ضد هذه المنصات، قبل أن تنتقل مؤخرًا إلى اتفاقيات ترخيص جديدة.

القضية، كما يراها براون، ليست تقنية فحسب، بل ثقافية أيضًا. ومع ذلك، يؤكد أنه لا يرى الذكاء الاصطناعي تهديدًا مباشرًا، بل كاشفًا للفجوات القائمة في الصناعة.

ويضيف أن قيمة الفنان الحقيقي لا يمكن للآلة أن تحاكيها. ويختم: "الفنانون الحقيقيون سيظلون دائمًا في الصدارة".