بات كوب عصير البرتقال في خطر بعد أن وصلت العقود الآجلة للعصير إلى مستويات قياسية بسبب سوء الأحوال الجوية ومرض سيئ يضرب زراعة الحمضيات، الأمر الذي يؤدي في نهاية المطاف زيادة سعر السلعة في محال البقالة.

فهل يشهد عصير البرتقال المزيد من التضخم في السعر؟ وماذا عن المرض الذي يضرب الحمضيات؟

تدمير المحاصيل

أدت سلسلة من الأعاصير وانتشار مرض زراعي، إلى تدمير آلاف الأفدنة من محاصيل الحمضيات في الولايات المتحدة، وفق صحيفة فايننشال تايمز، التي نقلت أن إجمالي إنتاج عصير البرتقال في الولايات المتحدة هو الأدنى منذ أكثر من 100 عام. كانت الولايات المتحدة تنتج 240 مليون صندوق من البرتقال منذ أكثر من 20 عاما، والآن ينتهي الموسم بأقل من 18 مليونا.

خلال الأسابيع الأخيرة، تجاوزت الأسعار في سوق العقود الآجلة لعصير البرتقال 3 دولارات للرطل. في الوقت عينه من العام الماضي، كانت الأسعار تدور حول 1.81 دولار لنفس الكمية. وكانت الزيادة في الأسعار مدفوعة بشكل أساسي بنقص المعروض من الحمضيات في جميع أنحاء العالم، وفق موقع سي إن إن.

مرض بكتيري

سوق عصير البرتقال تواجه الآن ضغطًا في الولايات المتحدة الأميركية، حيث تأتي أكثر من 90٪ من الإمدادات الأميركية من فلوريدا، التي ضربها إعصار مدمر في بداية موسم الحصاد في سبتمبر الماضي، ثم موجة برد بعد ذلك بثلاثة أشهر.

تخضير (أو اخضرار) الحمضيات، هو مرض بكتيري يقتصر على جنس الحمضيات وينتشر عن طريق الحشرات السيلانية الماصة للنسغ والتي تجعل ثمار الأشجار المصابة "خضراء ومشوهة ومرة"، ووفقا لوزارة الزراعة الأميركية، تسبب هذا المرض في تآكل إنتاج عصير البرتقال منذ اكتشافه لأول مرة في الولايات المتحدة خلال العام 2005 كما انتشر المرض بشكل متزايد في جميع أنحاء البرازيل، أكبر مورد للبرتقال في العالم، وفق فايننشال تايمز.

بيع الأراضي

أحد مزارعي البرتقال في فلوريدا قال لفايننشال تايمز إن البعض يقوم بتلقيح الأشجار باستخدام موادّ غير موثوقة وربما ضارة، بالإضافة إلى ذلك فإن الكثير من البساتين اختفت، وذلك بسبب المرض المنتشر، "والناس الذين يريدون سب المزيد من المال فيمكنهم بيع أراضيهم بأكثر مما يمكنهم جنيه من زراعة البرتقال".

بيانات الانخفاض

في أواخر العام ٢٠٢٢، توقعت وزارة الزراعة الأميركية أنه في موسم 2022-2023، تنتج فلوريدا 20 مليون صندوق من البرتقال، بانخفاض 51٪ عن العام السابق، وأصغر كمية منتجة منذ موسم 1936-1937.

وبحلول يوليو، انخفضت التوقعات أكثر من ذلك. خلال الشهر الماضي، قالت وزارة الزراعة الأميركية إنها تتوقع أن تنتج فلوريدا 15.9 مليون صندوق في 2022-2023.

وفي الوقت نفسه، تواجه البرازيل والمكسيك، وهما من كبار المصدرين الدوليين، مشاكل بسبب سوء الأحوال الجوية.

مع تضرر الإمدادات من العواصف والأمراض، تستورد الولايات المتحدة بشكل متزايد من الأسواق الدولية مثل البرازيل.

ورغم ارتفاع الاهتمام بعصير البرتقال في الأيام الأولى لوباء كورونا، إلا أن المستهلكين يتجهون بعيدا عن المشروبات منذ سنوات. وربما لا يتحمل المتسوقون ارتفاع الأسعار. وحتى يونيو، قفز سعر العصائر والمشروبات غير الغازية بنسبة 8.2٪، وفقا لموقع سي إن إن.