بعد رحلة من يلونايف عاصمة الأقاليم الشمالية الغربية في كندا إلى مطار كالغاري في ألبرتا وصلت مارتا كاناتسياك التي شارفت على الستين عاما هربا من حرائق الغابات في البلاد.

بداية من كندا

خلال الساعات الـ٤٨ الماضية أجلت السلطات الكندية مدينة يلونايف من كل سكانها تقريبا حيث أجلت ١٩ ألف شخص بحسب شين تومسون وزير البيئة في الأقاليم الشمالية الغربية.

مارتا كاناتسياك لم تجلب سوى حقيبتين صغيرتين غير مصدقة ما حدث لمدينتها التي تقطنها منذ أكثر من عشرين عاما فتروي لفرانس برس أن هذه هي المرة الأولى التي تطلب منها السلطات المغادرة.

فر 15 ألف شخص من يلونايف برا فيما أجلي 3800 شخص آخرين جوا، واستدعي 300 من عناصر الإطفاء على الأقل لمكافحة النيران في أحد أكبر تحرّك للأجهزة تشهده المنطقة المعزولة جداً في أقصى الشمال الكندي.

واستُقبل الوافدون من الشمال الكندي في قاعة صغيرة لتسجيلهم وتوزيعهم على فنادق، وقُدّمت لهم فاكهة وكعك وماء، كما تم تأمين طعام للحيوانات الأليفة التي جلبها بعضهم.

وأكدت السلطات أنّ 40 رحلة جوية على الأقل انطلقت من يلونايف وحطت في كالغاري ناقلة 3500 راكب. ووَضعت المدينة 495 غرفة فندق في تصرّف من تم إجلاؤهم.

الحال لم يكن أفضل في مدينة بريتيش كولومبيا غربي كندا حيث أمرت السلطات أكثر من ٣٠ ألف شخص بالإخلاء.

وقال وزير إدارة الطوارئ في المقاطعة "الوضع متغير جدا والأرقام تتغير طوال الوقت، ولكن الآن نحن نتحدث عن أوامر إخلاء لنحو 30 ألف شخص إضافة إلى وضع 36 ألف شخص في حالة تأهب للإخلاء".

إلى اليونان

أعلنت السلطات اليونانية إخلاء ثماني قرى في شمال شرق البلاد السبت، فيما تتجه نيران حرائق غابات صوب المطار في مدينة أليكساندروبوليس الساحلية التي طلب من أهلها البقاء في منازلهم.

وبحسب فرانس برس قال متحدث باسم الحماية المدنية في تصريحات تلفزيونية "أمامنا ليلة صعبة.

واحترقت منازل صباح السبت في قريتي آيتوهوري وبيفكاكس، بحسب ما نقلت وكالة أنباء أثينا عن الحماية المدنية.

واقتربت النيران من قريتي أنانتيا وأنثيا وتتجه شمالا باتجاه مطار ألكسندروبوليس، وفق المصدر نفسه.

ووضعت سلطات المطار في حالة تأهب بسبب الدخان الكثيف الذي يتسبب بمشاكل في الرؤية.

وقالت السلطات إن 31 شاحنة إطفاء وتسع فرق إطفاء راجلة و14 طائرة وأربع مروحيات، يدعمها متطوعون على الأرض، يكافحون النيران في هذه المنطقة.

وفي إسبانيا أيضا

في إسبانيا ساهمت رياح قوية ودرجات حرارة عالية في تمدد حريق غابة كبير في جزيرة تينيريفي في أرخبيل الكناري الإسباني، ما أرغم عددا كبيرا من السكان على الفرار من منازلهم.

وواصلت فرق الإطفاء الإسبانية مكافحة حريق هو "الأكثر تعقيدا" منذ أربعة عقود في الكناري، وفق السلطات التي أعلنت تجاوز الحرائق قدراتها على إطفائه حيث يواجه عناصر الإطفاء صعوبات نتيجة الرياح القوية وسحب الدخان.

ومنذ اندلاع الحريق، تمّ إجلاء نحو 4500 شخص فيما كان نحو 1700 آخرين ما زالوا عالقين في منازلهم الجمعة.

وغطّى الدخان الناتج من الحريق والذي يمكن رؤيته في صور التقطتها الأقمار الصناعية قمّة بركان تيدي، وهي أعلى قمة في اسبانيا ارتفاعها 3715 مترا، فيما تقع البؤر الرئيسية للحريق على تلال حرجية على بُعد نحو 20 كيلومترا قرب عدة قرى.

الدولة الأكثر تضررا

في عام 2022، كانت إسبانيا الدولة الأوروبية الأكثر تضرّراً بنحو 500 حريق وبلغت المساحات المدمرة 300 ألف هكتار، وفقا لنظام معلومات حرائق الغابات الأوروبي.

ومنذ مطلع العام، دمّرت الحرائق أكثر من 75 ألف هكتار في إسبانيا التي تعتبر من الدول الأوروبية الأكثر عرضة للتغير المناخي.

أثار الدمار في هاواي

وفي الولايات المتحدة، أعلن الرئيس الأميركي جو بايدن أنه سيزور هاواي التي شهدت حرائق غابات هي الأكثر فتكا منذ أكثر من قرن في الولايات المتحدة، الإثنين للاطلاع على الأضرار ومواساة الناجين.

وبحسب رويترز، قال حاكم ولاية هاواي الأميركية جوش جرين إن عدد قتلى حرائق غابات دمرت ارتفع إلى أكثر من ١٠٠ شخص فيما دمرت أكثر من 2200 مبنى أو ألحقت أضرارا بها، كما تسببت في خسائر تقدر قيمتها بنحو 5.5 مليار دولار.