بيئة
.
ما بين مؤيد ومعارض في الداخل والخارج تمضي اليابان في تنفيذ خطتها المعلنة منذ يوليو الماضي والمرتبطة بتصريف المياه المعالجة المشعة لمحطة فوكوشيما يوم الخميس.
فمن المقرر أن تتخلص اليابان من أكثر من ٣١ ألف طن من المياه المعالجة في مجمع فوكوشيما في البحر خلال العام الجاري حتى مارس من العام المقبل وفق شركة طوكيو للكهرباء.
وبحسب وكالة أنباء كيودو اليابانية، يأتي ذلك وسط مخاوف الصيادين المحليين حيث يتوقع أن تواجه حكومة كيشيدا رد فعل عنيف من العاملين في صيد الأسماك، الذين يشعرون أن الخطة تمضي قدما دون موافقتهم أو تفسير كافٍ حول ما إذا كانت الحكومة قادرة حقًا على حماية سمعة منتجات المأكولات البحرية الخاصة بهم.
وخلال اجتماع مجلس الوزراء تعهد كيشيدا ببذل أقصى الجهود من أجل تخلص آمن من المياه المتراكمة في المحطة النووية التي شهدت حادثا في أعقاب زلزال وموجة تسونامي.
ناشط يحمل لافتة كتب عليها "SOS!! المحيط الهادئ!" في سيول في 22 أغسطس 2023- أ ف ب
من جانبها، ترى كوريا الجنوبية عدم وجود أي مشكلات علمية أو تقنية في الخطة اليابانية مع توسيع نطاق المناطق الخاضعة لمراقبة الإشعاع المنتظمة خارج مياهها الإقليمية، وفقا للنائب الأول لرئيس مكتب تنسيق السياسات الحكومية في سول "بارك كو يون" بحسب وكالة أنباء يونهاب الكورية الجنوبية الرسمية.
وحظرت كوريا الجنوبية جميع المأكولات البحرية اليابانية القادمة من 8 محافظات يابانية تقع بالقرب من "فوكوشيما" منذ عام ٢٠١٣ فيما عززت بكين من إجراءات التفتيش القادمة من المحافظات المحيطة بفوكوشيما عقب إعلان اليابان عن خططها في يوليو الماضي.
تنتج محطة فوكوشيما أكثر من مئة ألف ليتر من المياه الملوثة كمعدل يومي، وهي عبارة عن مياه الأمطار والمياه الجوفية والمياه اللازمة لتبريد قلب مفاعلاتها باستمرار.
وبحسب فرانس برس فإن هذه المياه تجمع وتعالج وتخزن في الموقع، إلا أن هذا الموقع بلغ حدّه الاستيعابي الأقصى، فقد خزن 1,34 مليون طن من المياه أي ما يعادل نحو 540 حوض سباحة أوليمبيا، في أكثر من ألف خزان عملاق.
وبعد سنوات من التفكير اختارت اليابان في العام 2021 حل المشكلة عبر تصريف المياه في البحر على بُعد كيلومتر واحد من الساحل، عبر قناة بنيت في الماء لهذا الغرض.
ومن المفترض أن تستمر عملية التصريف حتّى بداية العام 2050 تحت إشراف الوكالة الدولة للطاقة الذرية، بمعدّل 500 ألف ليتر كحدّ أقصى للتصريف في اليوم، بحسب ما أشارت شركة تيبكو المشغلة لمحطة فوكوشيما.
تعالج المياه المشعة عبر عملية ترشيح تسمّى "نظام معالجة السوائل المتطوّر" ما يؤدي إلى إزالة معظم المواد المشعة باستثناء التريتيوم الذي لم تتمكن التقنيات الحالية من إزالته.
والتريتيوم هو من النويدات المشعة الموجودة في مياه البحر وله تأثير إشعاعي منخفض.
ويشير الخبراء إلى أنه من الممكن أن يشكّل خطرا على صحة الإنسان فقط إذا تمّ استنشاقه أو ابتلاعه بكميات كبيرة.
وتخطط شركة كهرباط طوكيو القابضة "تيبكو" لتقليل مستوى النشاط الإشعاعي لهذه المياه إلى أقل من 1500 بيكريل لكل لتر، أي بنسبة أقل بكثير مما تنص عليه المعايير الوطنية (60 ألف بيكريل لكل لتر من هذه الفئة).
وذكر المتخصص في الإشعاع في جامعة أديلايد في أستراليا طوني هوكر لوكالة فرانس برس، بأن محطات الطاقة النووية في جميع أنحاء العالم ظلّت لعقود من الزمن تصرّف التريتيوم في مياه البحر. بالإضافة إلى محطات معالجة النفايات النووية كمحطة لاهاي في فرنسا.
من جانبها تحاول السلطات اليابانية وتيبكو منذ أشهر إقناع المشكّكين من خلال تنظيم زيارات إلى محطة فوكوشيما ودورات تقدّم معلومات فنية أو حتى من خلال البث المباشر على موقع يوتيوب لتجربة تُظهر أسماكاً تسبح في أحواض من المياه المعالجة والمخفّفة.
كما تحارب طوكيو المعلومات المضلّلة التي تنتشر عبر مواقع التواصل الاجتماعي حول خطّتها.
© 2024 blinx. جميع الحقوق محفوظة