بيئة
.
طوال عقدين من الزمان اعتاد سانتوس بريزويلا العمل في الحقل يحصد محصول قصب السكر في المكسيك رغم الشمس الحارقة والتهاب الحنجرة المزمن، لكن هذا الصيف كان مختلفا حينما انضم لطاقم عمل في لاس فيغاس بالولايات المتحدة، فقد وصل إلى حد الانهيار مع التعرض لأشعة الشمس.
تشهد المناطق الجنوبية الغربية وبعض أجزاء أميركا موجة حر تاريخية في واحدة من أقسى آثار التغير المناخي ولكن لم تجد من يواجهها.
تشهد هذه المناطق ارتفاع الوفيات والإصابات بين الأشخاص الذين يعملون في درجات حرارة شديدة، سواء داخل المستودعات والمطابخ أو خارجها تحت أشعة الشمس الحارقة.
العديد من هؤلاء مهاجرون يعملون في وظائف منخفضة الأجر مثل سانتوس الذي يشير في حديثه لأسوشيتد برس بلغة إسبانية إن مطالبتهم لأصحاب العمل بإيجاد وسيلة للحماية من أجل صحتهم وأمانهم لا تجد أذانا صاغية.
رغم الإجراءات التي تتخذها الحكومات الفيدرالية وحكومات الولايات الأميركية من إجراءات للتعامل مع المخاطر البيئية التي تفاقمت بسبب تغير المناخ لا سيما الجفاف والفيضانات وحرائق الغابات، فإن ذلك لا ينطبق على وسائل الحماية من درجات الحرارة الشديدة، بحسب الأستاذ المساعد للتخطيط في جامعة ولاية أريزونا، لاد كيث.
ويقول كيث لأسوشيتد برس "في بعض النواحي، أمامنا طريق طويل جدًا لسد الفجوة الإدارية في التعامل مع الحرارة باعتبارها خطرا مناخيا حقيقيا".
يفرض ما يعرف بـ"بند الواجب العام" على أصحاب العمل التخفيف من المخاطر التي يمكن أن تسبب إصابات خطيرة أو الوفاة على العمال، ويسمح لسلطات الولايات بتفتيش مواقع العمل بحثا عن الانتهاكات لكن لا يوجد معايير ثابتة تحدد ما يشكل خطرا نتيجة الحرارة الشديدة.
ومنذ سبعينيات القرن الماضي أوصى الخبراء بالحماية القصوى من الحرارة، لكن لم تعتمد أي ولاية هذه الإجراءات سوى مينيسوتا وكاليفورنيا في عامي 1997 و2006 على التوالي ليكونا الاستثناء حيث لم ينضم إليهما سوى عدد قليل من الولايات الأخرى طوال أوائل العقد الأول من القرن الحادي والعشرين.
وخلال العام الماضي عززت ولاية كولورادو القواعد الحالية لتطلب فترات راحة منتظمة وتناول وجبات الطعام في درجات الحرارة الشديدة والبرودة وتوفير فترات راحة وتوفير الماء عندما تصل درجات الحرارة إلى (26.7 درجة مئوية)، فيما حدثت واشنطن الشهر الماضي معايير السلامة الحرارية المعمول بها منذ 15 عاما لخفض درجة الحرارة التي تتطلب راحة ووسائل الحماية الأخرى، وكذلك ولاية أوريغون، التي اعتمدت قواعد مؤقتة للحماية من الحرارة في عام 2021 والتي أصبحت دائمة في العام التالي.
وقد أدخلت إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن لوائح جديدة في عام 2021 من شأنها تطوير معايير السلامة الحرارية وتعزيز تدابير الحماية المطلوبة لمعظم العاملين في القطاع الخاص المعرضين للخطر، ولكن من المرجح أن تخضع التفويضات لعدة سنوات أخرى من المراجعة.
© 2024 blinx. جميع الحقوق محفوظة