استعدوا لأعياد أكثر حرّا

أعلن المرصد في تقريره الشهري أنّ معدل درجات الحرارة في العالم منذ مطلع هذا العام يزيد بـ١،٤ درجات مئوية عمّا كان عليه قبل الثورة الصناعية.

وفيما يزيد هذا المتوسط ٠،٠٥ درجة مئوية عما كان عليه في العام ٢٠١٦ والذي كان قياسيا من حيث درجات الحرارة، فقد يرتفع أكثر خلال الأشهر الثلاثة الأخيرة من العام نظرا إلى اشتداد ظاهرة "إل نينيو" المناخية التي تبلغ ذروتها عادة في فترة عيد الميلاد.

قال مدير مرصد كوبرنيكوس كارلو بوونتيمبو لوكالة فرانس برس "ليس مؤكدا أن الزيادة في درجات الحرارة عام ٢٠٢٣ ستصل إلى عتبة ١،٥ درجة مئوية. لكننا أوشكنا على ذلك".

ونص اتفاق باريس على حصر الاحترار العالمي بحدّ أقصاه ١،٥ درجة مئوية مقارنة بدرجة حرارة سطح الكوكب خلال الفترة التي سبقت الثورة الصناعية.

غير أن الاتفاق استند إلى تطور المناخ على مدى فترات طويلة وعقود وليس سنوات وتتوقع الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ التي تضم خبراء مناخ مفوضين من الأمم المتحدة، أن يتم بلوغ عتبة 1,5 درجة مئوية بحلول الأعوام ٢٠٣٠-٢٠٣٥.

أشار المرصد إلى أن متوسط درجة الحرارة على سطح الكوكب بلغ ١٦،٣٨ درجة مئوية، متجاوزا المعدل القياسي المسجل في سبتمبر ٢٠٢٠ بفارق "استثنائي" مقداره ٠،٥ درجة مئوية.

وأضاف أنها "حالة شاذة غير مسبوقة" إذ تزيد بمقدار ١،٧٥ درجة مئوية عن معدل درجات الحرارة لشهر سبتمبر في الفترة ١٨٥٠-١٩٠٠"، أي قبل تأثير انبعاثات غازات الدفيئة الناجمة عن النشاط البشري على المناخ.

تأثرت كل القارات بدرجات حرارة استثنائية. في أوروبا، سجّل سبتمبر ٢٠٢٣ حرارة قياسية بلغت أكثر من ٣٥ درجة مئوية في فرنسا حتى مطلع أكتوبر.

وفي الشهر نفسه، دمرت الأمطار الغزيرة التي هطلت خلال العاصفة "دانيال" والتي يرجّح أنها تفاقمت بسبب تغير المناخ بحسب دراسات أولية، شمال شرق ليبيا واليونان.

وشهد جنوب البرازيل وتشيلي أيضا فيضانات في سبتمبر، فيما تواجه منطقة الأمازون حاليا جفافا شديدا يؤثر على أكثر من ٥٠٠ ألف من سكانها. أما القطبان فيشهدان ذوبان لجليدهما.