تستمر أغلب الإناث الثدييات في الإنجاب حتى نهاية حياتها، في حين ينخفض إنتاج الهرمونات التناسلية لدى الإنسان، حتى يتوقف تماماً بشكل عام عند سن الـ٥٠ تقريباً.

ولكن ليس من الواضح لماذا أدى الانتقاء الطبيعي إلى هذا التطور، وعلاوة على ذلك، في بعض الأنواع فقط.

وعزا بعض العلماء ذلك إلى دور "الجدة"، إذ أن وقت الاعتناء بالأحفاد يزيد والطاقة على تولّي هذه المهمة تتعزز لدى الإناث عند فقدان القدرة على الإنجاب.

لجأ الباحثون لإجراء دراستهم إلى فحص معدلات الخصوبة والوفيات لدى 185 أنثى شمبانزي من مجموعة نجوغو في حديقة كيبالي الوطنية في أوغندا، بين عامي 1995 و2016.

واحتسب هؤلاء مؤشراً لتحديد متوسط الوقت الذي تقضيه الأنثى في حياتها كبالغة بعد فقدانها القدرة على الإنجاب.

وبالنتيجة، تبيّن أن إناث الشمبانزي، على عكس الشمبانزي من مجموعات أخرى، تعيش في المتوسط 20٪ من حياتها البالغة بعد توقف قدرتها على التكاثر، وهو أقل قليلاً عن البشر.

وأخذ الباحثون عينات بول من 66 أنثى، من مختلف الأعمار والقدرات الإنجابية، بهدف استبعاد وجود مرض يسبَّبَ في عقم جيل كامل من إناث الشمبانزي المسنة. واستنتجوا أن الهرمونات مطابقة لتلك الخاصة بالنساء البشريات اللواتي يبلغن مرحلة انقطاع الطمث.

يقدم الباحثون تفسيرين لتطابق الهرمونات بين الشيمبانزي والنساء.

يرتكز التفسير الأول على كون الحيوانات البرية في الأسر تتمتع بحياة طويلة بعد الإنجاب، غالبا. ومن المحتمل أن تعيش حيوانات الشمبانزي في ظل ظروف مواتية بشكل غير طبيعي، كغياب النمور التي أدى اصطيادها إلى انقراضها في هذه المنطقة.

أما السبب الثاني فيفترض أنها مجموعة تاريخية، لم تتأثر بالتغيرات التي يسببها البشر.

في الواقع، تهجر إناث الشمبانزي المجموعة التي ولدت فيها، في حين يتزاوج الذكر مع أكثر من أنثى. ولذلك، تكون الجدّات من جهة الأم غائبات، في حين أن الجدّات للأب لا تَعرِف "أحفادها"، وبالتالي فإن فرضية الجدة لا تتحقق.

فانقطاع الطمث قد يساهم بدلاً من ذلك في الحدّ من المنافسة بين الإناث الأكبر سناً والأصغر سناً. وعندما تنضم أنثى الشمبانزي إلى مجموعة جديدة، تكون روابطها معها ضعيفة، لكنها تنمو مع مرور الوقت لأنها تتكاثر وتمرر جيناتها.