غياب الشمس.. هل يحوّل كابوس "الزومبي" إلى واقع؟

تمثل أشعة الشمس دورا محوريا لحماية كوكب الأرض من انتشار الفيروسات عليه، إذ تقتل الكائنات الحية الدقيقة المسببة للأمراض مثل البكتيريا والفيروسات فوق سطح الأرض وكذلك في الماء.

ويعد غياب أشعة الشمس إعلانا لهذه الكائنات الدقيقة والفيروسات بالنمو والانتشار، وتشكيل أمراض وأوبئة جديدة ربما لم يمر الإنسان بها من قبل.

وأُجريت دراسة حول قدرة الشمس على تدمير جسيمات فيروسية، وإيقاف معدلات العدوى، على طول مسافة 400 كيلومتر فوق سطح البحر في خليج المكسيك، ليتم إثبات أن أشعة الشمس تحد من عملية انتشار ونمو الفيروسات، ويقل التأثير كلما غاب ضوؤها في عمق البحر.

وعند انتشار وباء فيروس كورونا في عام 2019، تم التوصل إلى أن أشعة الشمس فوق البنفسجية يكون لها تأثير كبير في انخفاض معدل نمو وانتشار الفيروس على الأسطح.

في أكتوبر الماضي، نفق غزال في حديقة "يلو ستون" الأميركية. هذا أمر عادي يمكن أن يحدث دون إثارة الاهتمام، لكن الأعراض التي ظهرت عليه جعلت الأمر مخيفا، ويستدعي الدراسة.

لقد فقد الغزال نصف وزنه تقريبا، وتحول إلى هيكل عظمي تكسوه الجلود البالية التي تشبه الملابس الممزقة القديمة، وبات يتحرك بطريقة "الزومبي" نفسها في الأعمال الفنية الخيالية.

ويقول الطبيب البيطري توماس روف، الرئيس السابق لقسم صحة الحيوان في جمعية الأسماك والحياة البرية الأميركية، إن ما حدث في حديقة يلو ستون يجب أن يدق ناقوس الخطر، وأن يشعر الجميع بالفزع الآن.

وقال روف: "انتشار ذلك الفيروس بين الحيوانات له آثار بيئية سلبية ضخمة، ويمكن أن تظهر عواقبه على الملايين الذين يزورون الحديقة بكثافة سنويا".

الفيروس انتشر بالفعل في 24 ولاية أميركية بين الغزلان، وبمقاطعتين كنديتين، لكنه لم يسجل بعد أي التحام مع جسد الإنسان.

ويقول مدير مركز أبحاث الأمراض المعدية في جامعة مينيسوتا الأميركية، مايكل أسترهولم، إن انتشار فيروس زومبي الغزلان بين البشر أمر وارد حدوثه في الفترة المقبلة.

المفزع في الأمر أن العلماء لم يتوصلوا حتى الآن إلى اللقاح المناسب لمكافحة ذلك الفيروس المفزع، على الأقل لحماية الحيوانات من الموت، ووضع حد لانتشاره قبل أن يطول البشر.

وتؤكد عالمة بيئة الأمراض في جامعة كورنيل، راينا بلورايت، ضرورة التعامل مع فيروس زومبي الغزلان على أنه ضمن الأمراض التي يمكن أن تعبر بين الحيوانات إلى البشر، وأخذ الأمر بمحمل الجدية الكاملة.

يعد مسلسل "The walking dead"، أو "الموتى السائرون" الأميركي هو أشهر عمل تناول نهاية العالم بانتشار فيروس الزومبي، ونجح في تحقيق انتشار عالمي واسع، إذ تذاع حلقاته من عام 2010 وحتى الآن، التي تخطت 250 حلقة.

وتناول المسلسل الذي يؤدي دور بطولته الممثل البريطاني أندرو لينكولن، والنجم الأميركي نورمان ريدس ومواطنته ميليسا سوزان، وغيرهم من النجوم، قصة انتشار فيروس غامض تفشل مراكز الأبحاث العلمية في التوصل إلى لقاح للتصدي له، قبل أن ينهار أمامه الجيش الأميركي ويموت أغلب البشر، في حين ينجو عدد قليل، يحاولون فقط الهروب من الموت، بعد اليأس التام من إمكانية إيجاد علاج لاستعادة عالمهم القديم.

وأصدرت شركة HBO العام الماضي مسلسلا جديدا بعنوان "The last of US" مستوحى من لعبة إلكترونية شهيرة على منصة "بلايستيشن" تحمل الاسم ذاته، حول فيروس فطري يصيب الدماغ ويحول الإنسان إلى زومبي يستهدف افتراس بني جنسه والفتك بهم.

وعلى مستوى الأفلام قدم النجم الأميركي "براد بيت" عام 2013 فيلم "World war Z"، أو "الحرب العالمية الأخيرة"، وتناول خلاله فكرة انتشار فيروس الزومبي في كل ربوع الكرة الأرضية، محاولا مساعدة من يبحثون عن حل علمي للانتصار على الفيروس، والتخلص من الزومبي الذين باتت أعدادهم بالمليارات بعد تحول أغلب سكان الكرة الأرضية.