جمال يكتفي بـ"الفرجة".. أسعار جنونية لثياب العيد بالجزائر

في الوقت الذي صُدم فيه الجزائريون بالأسعار التي أثقلت كاهل العائلات متوسطة الدخل، فإن بعض التجار فسروا الارتفاع هذا العام إلى "الضرائب المفروضة على البضاعة المستوردة"، إذ تسيطر الأخيرة على نحو 80% من السلع المعروضة في السوق المحلي.

بلينكس تجولت في بعض أسواق ومحال بيع ملابس العيد للأطفال في العاصمة الجزائرية، ورصدت ردود أفعال بعض المرتادين، التي تراوحت بين الصدمة والاستهجان ومحاولة التحكم في موازنة اقتناء الملابس وحلويات العيد، وبين العاجز عن شراء أي شيء لأطفاله، وآخرين لم يخفوا اقتناعهم بالأسعار المعروضة.

ففي بعض المحال فاقت أسعار ملابس الأطفال وأحذيتهم ضعف أسعار احتياجات الكبار، ووصل متوسط سعر حذاء أطفال تتراوح أعمارهم بين 5 و10 أعوام نحو 4 آلاف دينار (تعادل 29.67 دولار أميركي)، وأحذية الأطفال بين 6 أشهر وعامين، تراوحت بين 4 آلاف و6 آلاف دينار.

وأسعار السراويل من 2500 دينار إلى 6 آلاف دينار (44.50 دولار)، في حين تراوحت أسعار طقم فتيات من عمر 5 سنوات إلى 10 بين 8 آلاف و12 ألف دينار (89 دولارا).

الأب الجزائري جمال الدين قال لبلينكس، إنه غير قادر على اقتناء أي شيء لأطفاله، وإنه يكتفي من الجولة على المتاجر بالتعرف على الأسعار، فهو موظف في شركة خاصة لا يتعدى راتبه فيها 26 ألف دينار.

أما عبد الناصر، وهو أب لـ3 أطفال، فكان محملاً هو وأطفاله ببعض الأكياس في سوق "ساحة الشهداء" بقلب الجزائر العاصمة، وكشف عن انتهائه للتو من اقتناء كسوة العيد لهم بعد عدة أيام من البحث المضني، قائلاً إنها كلفته مبلغ 22 ألف دينار، واعتبر أن المبلغ بالنسبة إلى 3 أطفال "منطقي".

في السوق ذاته، قالت هدى، التي كانت برفقة طفليها، 6 سنوات و11 سنة: "لحسن الحظ اشتريت معظم لباس العيد لأطفالي قبل رمضان، الأسعار خيالية، جئت إلى هنا معتقدة أن السوق يقدم عروضا مخفضة على الأسعار، سأعود إلى منزلي، وأخصص ما بقي لي من مال لاقتناء مستلزمات الحلويات".

جولة بلينكس أخذتها إلى سوق آخر، هو سوق "باش جراح" في العاصمة، الذي يشتهر بأسعاره المعقولة نسبياً، والتقت الزوجين مراد وخديجة، وهما موظفان حكوميان وبصحبتهما أولادهما، قالا إنهما "يخرجان نهارا وفي الليل، بحثاً عن ملابس تليق بطفليهما ولهما أيضاً، من حيث النوعية والسعر".

خديجة قالت، إنها تفاجأت بأن أسعار ملابس الكبار أقل سعراً من نظيرتها للصغار، وأكدت أنها تمكنت من اقتناء تنورة للعيد وطقم لزوجها من أول محلين دخلاه وبسعر 11 ألف دينار.

أما زوجها فتحدث عن الاختلاف بينه وبين زوجته حول رغبتها في اقتناء طقم لطفلتها بمبلغ 12 ألف دينار.

وفي شارع "ميسونيي" في منطقة الجزائر الوسطى بالعاصمة، إذ توجد محال راقية لسلع مستوردة وبأسعار عالية على طول العام، التقت بلينكس عبد السلام وزوجته، وهما أبوان لـ3 أطفال، كان معهما أصغرهم البالغ من العمر 7 سنوات.

ورغم أنهما موظفان في شركة حكومية، وبراتب يضمن لهما العيش الكريم، حسب وصفهما، فإنهما أبديا دهشتهما من الأسعار، وقالا: "تعوّدنا على اقتناء الملابس لأطفالنا أحياناً من فرنسا أو تركيا، الأسعار هناك أدنى من المعروضة هنا، ومع ذلك يجب علينا إسعاد أطفالنا بالملابس الجديدة للعيد، اشترينا لكل واحد طقماً كاملاً من سروال وحذاء رياضي وقميص".