إدمان صغير.. كيف تؤثر السوشيال ميديا على أطفال المغرب؟

تؤكد وسام أنها تفرض رقابة صارمة على ما تشاهده طفلتها عبر شاشة الآيباد تقول في هذا الصدد "أنا واعية بأن استخدام هذه الأجهزة صار حتميا بالنسبة لهذا الجيل من أطفالنا، إنهم في حاجة إليها للدراسة وللتعلم".

ولذلك خلصت إلى أنه ينبغي لها على الأقل "مراقبة المحتويات التي تشاهدها الطفلة"، وبالرغم من ذلك تعترف الأم أن هذا الجهاز "يسرق عقل طفلتها". تقول إنها "بدأت تلاحظ تغيرا في سلوك الطفلة التي صارت تميل إلى العزلة يوما بعد الآخر".

تقرير حديث صادر عن المجلس الاجتماعي والاقتصادي والبيئي المغربي كشف أن الاستعمال المفرط للتكنولوجيا الرقمية للأطفال قاد إلى تطور السلوكيات الإدمانية والعنيفة لديهم.

كما بدأت تظهر علامات اضطرابات القلق والانغلاق واضطرابات النوم، ومشاكل التركيز والاكتئاب الذي يصل إلى محاولات الانتحار.

وتقول أرقام التقرير إن 43 % من الأطفال الذين يستخدمون السوشيال ميديا يعانون من اضطرابات النوم، و35.6 % منهم لديهم خلافات مع العائلة و41.5 % منهم شهدوا تعثرا في نتائجهم الدراسية.

وأشارت التقرير ذاته إلى أن ثلث الشباب الذين تم استطلاع رأيهم صرحوا بتعرضهم للتحرش السيبراني، و40 % أقروا بأنهم يشاركون معطياتهم الشخصية مع أشخاص لا يعرفونهم.

وأمام هذا الوضع أوصى المجلس ذاته، الآباء والأمهات المغاربة بمراقبة سلوك أطفالهم الرقمي، كما دعا إلى وضع قوانين محلية تحدد سن الولوج إلى السوشيال ميديا. وطالب التقرير باتخاذ تدابير تقييدية للمنصات مثل الالتزام برفض تسجيل القاصرين دون موافقة الوالدين.

وأكد المصدر ذاته ضرورة استخدام الـ AI في الكشف بشكل استباقي عن المحتوى الضار للأطفال، ومن أجل ملاءمة رقابة الوالدين بشكل شخصي مفصل على مقاس خصوصية كل حالة.

في تعليق له على هذه الأرقام في حديثه مع بلينكس، قال الأخصائي النفسي زكرياء المرزكيوي، إنه بحكم اشتغاله اليومي مع الأطفال عاين العديد من الحالات التي تعاني من اضطرابات جراء السوشيال ميديا والاستعمال المفرط للأجهزة الرقمية.

ويشرح زكرياء المتخصص في اضطرابات النمو والسلوك، أن ذلك قاد الأطفال إلى ما أسماه "الحرمان البيئي" وذلك لأنهم في المراحل المبكرة من العمر يكونون في حاجة إلى استخدام كافة حواسهم، وحينما لا يتحقق ذلك، يعاني الأطفال من تأخر في النطق أو الإدراك وعدم التجاوب وصعوبة في التواصل.

ويرى الأخصائي أن أكثر ما هو "فظيع" بشأن هذه الظاهرة أنها قادرة على تغيير نمط اشتغال دماغ الأطفال، ويحد من قدراتهم الإبداعية الفطرية.

ويؤكد أن المشكل لا يتعلق فقط بخطورة المحتوى، ولكن أيضا بالأشعة التي يتلقاها دماغ الطفل كل يوم.