أسرة وطفولة

عائلات تعود إلى بعلبك لتجد "الركام" بانتظارها

نشر
AP
&

هرعت عائلة الجوهري إلى منزلهم، الذي كان يجتمع فيه أفراد العائلة من عدة أجيال، بمدينة بعلبك اللبنانية فور سريان وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله، لتجده "أثرا بعد عين" شرق لبنان.

الشقيقات الخمس، اللاتي كن يتطلعن للعودة إلى منزل شيده والدهن قبل 50 عاما، واجهن حجم الدمار الهائل بدموع وصدمة، بعد أن دمرته غارة جوية إسرائيلية أوائل نوفمبر.

وتحكي لينا الجوهري، التي انهارت بالبكاء وهي تعانق قريباتها، لوكالة أسوشيتدبرس إن الألم "لا يُحتمل.. كان المنزل يجمع أفراد عائلتنا من أجيال مختلفة. الآن، لم يبق سوى الأنقاض وذكريات ماضٍ نابض بالحياة".

لؤي مصطفى، نجل إحدى الشقيقات، عرض صورة المنزل قبل تدميره على هاتفه المحمول، وبينما كانوا يبحثون في الركام، عثروا على أشياء بسيطة تحمل ذكرياتهم، منها رسالة قديمة وصورة والدهم الراحل، مما أثار مشاعر متباينة من الفرح والحزن.

وأثناء بحثهم، عثروا على مجسم معدني لمسجد وكنيسة صممه والدهم رضا الجوهري، ورغم تضرر المجسم، تمسكوا به كذكرى باقية من إرث والدهم. وكان المنزل ملاذا للعائلة الممتدة، حيث تجتمع العائلة أسبوعيا لإحياء التقاليد اللبنانية مثل الدبكة. وخلال الأزمات العديدة التي مر بها لبنان، كان المنزل بمثابة ملجأ يستضيف أكثر من 20 من الأقرباء في وقت واحد، وتحكي إحدى الأخوات، ربى الجوهري: "فقدان هذا المنزل يعني فقدان جزء من هويتنا".

عائلة الجوهري ليست وحيدة في بعلبك

الغارة التي دمرت منزل الجوهري جاءت دون سابق إنذار ظهر الجمعة، الأول من نوفمبر، وكان الحي البعلبكي، والذي يشتهر بحدائقه ومطاعمه، يُعتبر آمنا نسبيا. وفقد علي وهبي، أحد الجيران، شقيقه في القصف، "كنا نعيش في أمان نسبي. الآن، لا شيء سوى الدمار".

وهرع وهبي، الذي خرج لشراء طعام قبل دقائق قليلة من استهداف المنزل بصاروخ، عائدا ليجد شقيقه تحت الأنقاض.

ووفقا للبنك الدولي، تضررت أو دمرت حوالي 100 ألف وحدة سكنية في لبنان خلال الصراع الذي استمر 14 شهرا، مما أدى إلى نزوح أكثر من 1.2 مليون شخص. وبينما كانت الشقيقات يجمعن القليل مما تبقى من ذكرياتهن، وقفن لإلقاء نظرة أخيرة على أنقاض المنزل، وتحكي زينة الجوهري: "فقدنا منزلنا، لكن ذكرياته ستبقى محفورة في قلوبنا".

حمل التطبيق

© 2024 blinx. جميع الحقوق محفوظة

© 2024 blinx. جميع الحقوق محفوظة