هاري وميغان يهاجمان السوشيال ميديا: الـAI يفترس أطفالنا
طالب الأمير هاري وزوجته ميغان ماركل، الآباء بمواجهة شركات التواصل الاجتماعي التي قالا إنها تُغرِي الأطفال بخوارزميات "افتراسية" تهدف إلى استغلال بياناتهم في ظلّ "انفجار الذكاء الاصطناعي غير المنظم".
وقالت ميغان، مساء الخميس في استوديوهات "سبرينغ" في مانهاتن، خلال تسلّمها وزوجها لقب "الإنسانيَّين للعام" من مؤسسة Project Healthy Minds غير الربحية:
"مثل كثير من الآباء، نفكر باستمرار في كيفية احتضان مزايا التكنولوجيا مع الحماية من مخاطرها. لكن هذا الفصل المنشود بين الفائدة والخطر بات شبه مستحيل".
ولتأكيد وجهة نظرها، استشهد دوق ودوقة ساسكس بأبحاث من منظمة ParentsTogether، حيث أفاد موظفون في المنظمة، كانوا قد تظاهروا بأنهم أطفال، بأنهم تعرّضوا لتفاعل ضار كل خمس دقائق أثناء استخدامهم روبوت محادثة ذكاء اصطناعي على تطبيق Character.AI.

الأمير هاري وزوجته ميغان ماركل أثناء الاحتفال. أ ب
وقال الأمير هاري "لم يكن هذا محتوى أنشأه طرف ثالث. بل كانت روبوتات المحادثة الخاصة بالشركات نفسها، تعمل وفق سياساتها الداخلية المنحرفة. لكن ما يمنحنا الأمل هو أن هذه العائلات لا تواجه هذا الخطر وحدها".
وجاءت تصريحاتهما خلال الحفل السنوي للمؤسسة التي يقودها شباب من جيل الألفية و"جيل زد"، وتهدف إلى ربط الناس مجانًا بخدمات الصحة النفسية المناسبة لهم عبر سوق إلكترونية مفتوحة. وأعلن الزوجان أيضًا أن شبكة الآباء التابعة لمؤسستهما Archewell Foundation ستتعاون مع منظمة ParentsTogether لتعزيز جهود حماية الأسر على الإنترنت.
وقالت المديرة التنفيذية لـ ParentsTogether، آيلين أريازا "نواجه شركات عملاقة بمليارات الدولارات تسعى بفعالية لجعل أطفالنا مدمنين. نحاول إزالة وصمة العار والشعور بالذنب الذي قد يراود الآباء".
وقد جعل دوق ودوقة ساسكس الصحة النفسية للشباب محور عملهما الخيري منذ إطلاق مؤسسة Archewell عام 2020 بعد تخليهما عن مهامهما الملكية الرسمية. وتعمل المؤسسة عبر دعم المنظمات الشبابية التي تسعى إلى تطوير تكنولوجيا مسؤولة وجعل الفضاء الرقمي أكثر أمانًا.
وتوسّعت جهودهما لاحقًا لتشمل تسليط الضوء على تصميم المنصات الرقمية نفسها، وليس فقط على أضرار استخدامها، معتبرين أن خوارزمياتها تساهم في تضخيم المحتوى الضار.
وفي فعالية مهرجان اليوم العالمي للصحة النفسية التي قدّمتها مؤسسة Archewell، تحدّث شبان عن غياب القوانين التي تحميهم من الفضاءات الرقمية التي تستغل احتياجاتهم العاطفية وصعوباتهم في ضبط النفس.
وقالت إحدى الناشطات المراهقات إنها أصيبت باضطراب في الأكل بعد أن بدأ تطبيق "تيك توك" يعرض لها باستمرار مقاطع وصفات لإنقاص الوزن على صفحتها الرئيسية.
وكان الأمير هاري قد شدد سابقًا على ضرورة محاسبة شركات التواصل الاجتماعي الكبرى، محذرًا من أن الشباب يواجهون "وباءً" من القلق والاكتئاب والعزلة الاجتماعية نتيجة تجاربهم السلبية على الإنترنت.
وتشير دراسات عديدة إلى أن وسائل التواصل الاجتماعي تفتقر إلى ضوابط كافية لحماية الأطفال من المحتوى غير الملائم لأعمارهم، مثل الإباحية والعنف، فضلًا عن تعرضهم للتنمر والتحرش الإلكتروني.
ويُعتبر الموضوع شخصيًا أيضًا بالنسبة للزوجين؛ إذ تحدثت ميغان بصراحة عن معاناتها النفسية بسبب ضغوط العائلة المالكة والهجمات الإعلامية، بينما عانى هاري هو الآخر من انتهاك خصوصيته عبر اختراق الهواتف والتجسس من الصحف الشعبية.
وقال الرئيس التنفيذي لمؤسسة Project Healthy Minds، فيل شيرمر، إن شخصيات مؤثرة مثل الأمير هاري وميغان تلعب دورًا مهمًا في نقاشات الصحة النفسية لأنها تلهم جمهورها الواسع لطلب المساعدة، لكنه شدد على أن "لحظة الإلهام زائلة" وأن على المشاهير أن يذهبوا أبعد من ذلك عبر التعاون مع مؤسسات موثوقة لتقديم الدعم الفعلي.