أزياء
.
أصبح اسم زيد فاروقي، مرادفا لـ "الفن القابل للارتداء"، متجذرا في الإبداع، فبالرغم من أنه فاروقي مولود في عائلة تعتز بالفن والثقافة، إلا أن مسيرته في تصميم الأزياء لم تكن في الوارد أبدا.
حاز فاروقي في البداية على درجة في إدارة الأعمال، ولكن شغفه الحقيقي في عالم الرسم والنحت، قاده إلى الموضة. مجال أمكنه من مزج حبه للفن مع صناعة الملابس. ويحكي فاروقي في مقابلة حصرية لبلينكس عن انتقاله من الفنون إلى مجال تصميم الأزياء "أصبحت الملابس لوحتي، والجسد إطاري".
يتعامل فاروقي مع الموضة باعتبارها امتدادا لفنونه.
تلعب خلفيته في الفنون الجميلة دورا حاسما في تشكيل تصاميمه، وغالبا ما يدمج بين الحرف اليدوية العربية القديمة والأزياء المعاصرة. كل قطعة يبتكرها هي لوحة تحكي قصة من خلال الشكل والملمس والتفاصيل المعقدة.
ويحكي: "غالبا ما أمزج بين التقنيات الحرفية التقليدية، مثل التطريز، والتصاميم الحديثة".
هذا التجاوز بين القديم والجديد هو محور فلسفة العلامة التجارية لفاروقي. سواء كان ثوبا منحوتا أو سترة مصممة بعناية، يضمن فاروقي أن كل قطعة تأخذ لابسها إلى عالم من الفن الجميل.
ويؤكد أن كل غرزة وكل قماش وكل تفصيل في عمله يساهم في سرد قصة جديدة، فملابسه ليست متعة بصرية فقط، بل لها أيضا معنى ثقافي.
جذور فاروقي الفلسطينية منسوجة بعمق في تصميماته، فهو يستوحي من مزيج من علاقات عائلته بالأردن ومصر والمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة.
ويوضح: "تصاميمي متأثرة بشدة بتراثي"، حيث يدمج الزخارف العربية التقليدية والتطريز والخط.
وتكمن عبقريته في إعادة تفسير هذه العناصر لجمهور عالمي، من خلال مزج الأنماط التقليدية مع المطبوعات الجريئة الضخمة أو دمجها في الصور الظلية الحديثة.
ويحكي فاروقي: "إن هذا التفاعل بين الماضي والحاضر، بين الحرف اليدوية في العالم القديم والأزياء المعاصرة اليوم، هو ما يثير حماسي"، مركزا على تكريم تقاليد الشرق الأوسط من خلال أعماله.
تدور أحدث مجموعة لفاروقي حول موضوع إعادة الاتصال، سواء بالتراث أو بالذات.
وتعكس المجموعة الثنائية: موازنة الماضي بالحاضر، والفخامة بالعملية، والفن مع الملابس اليومية. ويوضح: "أردت أن أصنع ملابس تبدو فاخرة في نفس الوقت".
صُممت كل قطعة لتتحول بسلاسة من لحظة إلى أخرى، مما يعكس اعتقاد فاروقي بأن الموضة يجب أن تكون تحويلية ووظيفية.
كانت قطرات الشمع أكبر مصدر إلهام وإثارة للدهشة بالنسبة لفاروقي في تصاميمه الحالية.
يقول: "أسميها أخطاء ملهمة"، متذكرا كيف أن التدفق للشمع خلق أنماطا وقواما لم يكن ليخطط لها أبدا.ما ساعده على استكشاف تصاميم القوام والطبقات، ما دفعه إلى دمج هذه الجودة الخام والعضوية في أقمشة.
يقول فاروقي: "إن اللحظات غير المتوقعة هي التي تأخذ التصميم إلى عالم آخر"، مضيفا أن هذه الاكتشافات العرضية غالبا ما تدفعه إلى كسر الحدود التقليدية.
هذا النهج أصبح سمة مميزة لعمله، حيث يتم إعادة تفسير التاريخ والتقاليد بطرق جديدة لا يمكن التنبؤ بها.
يتطلع فاروقي إلى المستقبل، وهو متحمس لدفع حدود الموضة من خلال تجارب غامرة.
ويقول: "أنا مفتون بكيفية تحويل التركيبات الفنية والواقع الافتراضي للموضة إلى شيء تفاعلي". وهو يتصور إنشاء بيئات غامرة حيث تتجمع الموضة والصوت والمرئيات معا لسرد قصة، مما يسمح للناس بتجربة مجموعة بطريقة جديدة تماما.
بالإضافة إلى ذلك، فإن فاروقي شغوف بإحياء الحرف اليدوية القديمة في الشرق الأوسط من خلال التقنيات الحديثة. "كنت دائما مكرسا للحفاظ على الفن التقليدي"، مناقشا رغبته في الجمع بين التقنيات العريقة مثل التطريز اليدوي والمواد المعاصرة والعمليات الرقمية.
هذا الاندماج بين التقاليد والابتكار هو جوهر رؤيته للمستقبل.
أكد الفاروقي أنه سيواصل في المزج بين الثقافات، واستكشاف الأقمشة التي تحكي عن تاريخ العرب الأصيل. ويوضح: "إن الأمر يتعلق بتكريم تراثنا مع الجرأة ليس الانفصال عنه"، كاشفا أن تصميماته القادمة ستدفع حدود الموضة مع الحفاظ على جوهر الهوية الثقافية سليما.
بالنسبة لفاروقي، الموضة هي أكثر من مجرد ملابس، إنها وسيلة لسرد القصص ومد جسر بين الثقافات.
© 2024 blinx. جميع الحقوق محفوظة