أزياء

انطلاق أسبوع الموضة في ميلانو رغم "ضغوط الاقتصاد"

نشر
Heba Alhamarna
انطلقت فعاليات أسبوع الموضة في ميلانو الثلاثاء وسط أجواء مليئة بالبريق والاحتفاء، لكن العروض المرتقبة لن تتمكن من صرف الأنظار عن التراجع المقلق الذي يشهده قطاع الموضة الفاخرة عالميا.
وعلى مدى 6 أيام، ستقدم العاصمة الإيطالية للموضة مجموعات خريف/شتاء 2025-2026 للأزياء النسائية، بينما تسابق الكواليس الزمن للتكيف مع التحديات الاقتصادية الكبرى التي تضغط على المبيعات.
ويأتي أسبوع الموضة في ميلانو، الذي يختتم فعالياته يوم الأحد، في وقت صعب لصناعة الأزياء الإيطالية، حيث تشير التقديرات إلى أن المبيعات تراجعت بنسبة 5% العام الماضي.
هذه الأزمة ليست حكرا على إيطاليا، بل تعد جزءا من تراجع عالمي في قطاع علامات الموضة الفاخرة، مدفوعا بضعف السوق الصيني، أحد أبرز أسواق الفخامة، وتراجع الطلب على السلع الباهظة، إلى جانب حالة عدم اليقين الاقتصادي التي تعم العالم.

غوتشي في الواجهة رغم التحديات

تستهل دار غوتشي فعاليات أسبوع الموضة، لكنها لم تعد جوهرة التاج في ميلانو كما كانت سابقا. العلامة، التي تعد الأضعف أداء في محفظة "كيرينغ"، تواجه أزمة حادة، إذ أعلنت المجموعة الفرنسية في وقت سابق من هذا الشهر عن تراجع صادم بنسبة 23% في مبيعات غوتشي، التي تمثل ما يقرب من نصف إيراداتها.
ورغم محاولات إنعاش العلامة، لم تظهر أي مؤشرات على انتعاش المبيعات. وزاد الأمر تعقيدا عندما أعلنت غوتشي قبل أسبوعين فقط من عرضها عن رحيل مديرها الإبداعي ساباتو دي سارنو بعد عامين فقط من تعيينه.
وفي محاولة لاحتواء التداعيات، قال فرانسوا هنري بينو، الرئيس التنفيذي لمجموعة "كيرينغ"، خلال عرضه السنوي إن المجموعة تتخذ إجراءات لتعزيز مكانة علاماتها التجارية على المدى الطويل. وأضاف بثقة: "غوتشي ستعود. لا شك لدي في ذلك".
لكن الأرقام تعكس واقعا مختلفا، إذ تراجع صافي أرباح "كيرينغ" بنسبة 62% العام الماضي، لتسجل 1.13 مليار يورو (1.18 مليار دولار).

قطاع الفخامة يتراجع عالميا

وفقا لتقرير أصدرته Bain & Company، فإن ثلث العلامات التجارية الفاخرة فقط شهدت نموا في عام 2024.
وأوضح التقرير أن المستهلكين الفاخرين حول العالم باتوا أكثر حذرا في الإنفاق، في ظل استمرار ارتفاع الأسعار وعدم اليقين الاقتصادي.
أما في إيطاليا، فمن المتوقع أن يسجل قطاع الموضة، بما يشمل النظارات والمجوهرات ومستحضرات التجميل، مبيعات تقدر بحوالي 96 مليار يورو في 2024، بانخفاض 5.3% مقارنة بعام 2023، وفقا لتوقعات غرفة الموضة الإيطالية.
وقال كارلو كاباسا، رئيس الغرفة، إن أسبوع الموضة يمثل فرصة للقطاع "لمواجهة التعقيدات التي يمر بها"، مشددا على أهمية "الإبداع، والمرونة، والبراغماتية" في التعامل مع الأزمة. كما دعا الحكومة إلى تقديم "سياسات دعم" للصناعة.

قطاع الجلود والأحذية في أزمة أعمق

ورغم الضغوط على قطاع الأزياء، إلا أن صناعة الجلود والأحذية تعاني بشكل أكبر، حيث تتوقع جمعية كونفيندستريا التجارية تراجع الإيرادات بنسبة 8.1% في 2024.
وفي توسكانا، قلب صناعة الجلود الإيطالية، يُقدر أن حوالي 100 ألف شخص قد تم وضعهم في إجازات مؤقتة بسبب الأزمة.
وفي محاولة لإنقاذ القطاع، خصصت الحكومة الإيطالية 110 ملايين يورو لدعمه خلال العامين الماضيين، لكن هذا لم يكن كافيا لمنع بعض المصانع من الإغلاق.
على سبيل المثال، أعلنت علامة بالي السويسرية، التي ستقدم عرضها يوم السبت، في ديسمبر الماضي عن إغلاق مصنعها القريب من فلورنسا، مما يهدد 55 عاملا بفقدان وظائفهم، بينما تستمر المفاوضات مع النقابات العمالية في محاولة لمنع الإغلاق.

احتفالات رغم الأزمات

وسط هذه التحديات، تحتفل بعض العلامات التجارية بإنجازات مهمة خلال أسبوع الموضة في ميلانو:
  • فندي تحتفي بمئويتها الأولى بعرض مشترك للرجال والنساء تحت الإدارة الإبداعية المؤقتة لسيلفيا فنتوريني فندي.
  • Dsquared2 تحتفل بعامها الثلاثين.
  • K-Way تحتفل بمرور 60 عاما على تأسيسها في باريس عام 1965.
أما العلامات الكبرى مثل برادا، جورجيو أرماني، فيرساتشي، ماكس مارا، فيراغامو، ودولتشي آند غابانا، فستحافظ على حضورها المعتاد.
لكن بوتيغا فينيتا ستغيب عن الحدث، إذ قررت تأجيل عرضها الأول تحت الإدارة الإبداعية الجديدة لويز تروتر حتى سبتمبر، بعد رحيل ماثيو بلازي إلى شانيل في ديسمبر.

حمل التطبيق

© 2025 blinx. جميع الحقوق محفوظة

© 2025 blinx. جميع الحقوق محفوظة