أديداس في مرمى نيران المكسيك بسبب "صندل"

أعرب حرفيون من بلدة صغيرة في جنوب المكسيك هذا الأسبوع، في شهادات لوكالة فرانس برس، عن أسفهم لنسخ شركة "أديداس" تصاميم صنادلهم التقليدية ضمن تعاون مع الفنان الأميركي ويلي شافاريا.

وكانت السلطات المكسيكية قد نددت بتقليد "أديداس" تصميماً تقليدياً من المنطقة، هو صندل "واهاكا سليب-أون"، من دون إذن من مبتكريه، وأعلنت أنها ستسعى للحصول على تعويض من الشركة الألمانية بتهمة الاستيلاء الثقافي.

الحرفيون من بلدة فيا إيدالغو يالالاغ في ولاية واهاكا أوضحوا الجمعة أن صناعة هذه الصنادل (المعروفة محلياً باسم "هواراتشي") تتطلب مهارة دقيقة متوارثة عبر الأجيال.

وقال رايموندو كويفاس، وهو أحد الحرفيين: "نقوم بعمل شاق للغاية في صناعة الهواراتشي". ويعمل عشرات الحرفيين المحليين في ورش بدائية لإنتاج الأحذية يدوياً، معتبرين أن الاستيلاء على التصميم يحرمهم من مردود اقتصادي مهم.

وأضاف كويفاس: "نحن مستاؤون، ففي الواقع، هناك تجارة رابحة وراء هذه الصنادل. ليس من الصواب أن تجد شركة ما سهولة في قول +سأقلّد هذا النموذج وأربح منه+". أما الحرفي أنطونينو دومينغيز فأكد أن هذه الحرفة "نتاج أجيال عدة من أجدادنا. هذا العمل الذي نسخوه منا يعود إلى سنوات طويلة".

وفي الأسبوع الماضي، أقر المصمم المكسيكي الأميركي ويلي شافاريا بأن صنادله التي صممها لصالح "أديداس" استخدمت اسم ولاية واهاكا بشكل غير مناسب. وأعرب في بيان لوكالة فرانس برس عن أسفه الشديد لانتحال هذا التصميم للاسم، من دون تطويره عبر شراكة مباشرة مع السكان المحليين. وأضاف أن طرح الصنادل "لا يرقى إلى مستوى الاحترام والتعاون" الذي يستحقه مجتمع فيا إيدالغو يالالاغ.

من جانبها، أصدرت "أديداس" اعتذاراً، مؤكدة التزامها بالعمل مع المجتمع المحلي في "حوار قائم على الاحترام يُكرّم تراثه الثقافي".

القضية أثارت جدلاً واسعاً في المكسيك، حيث تُعتبر مسألة حماية التراث الثقافي والحرف التقليدية حساسة، خصوصاً في ظل اتهامات متكررة لشركات عالمية باستغلال التصاميم المحلية دون إذن أو مقابل عادل.

ويرى الحرفيون أن ما حدث يمثل تهديداً لهويتهم الثقافية، فضلاً عن كونه انتهاكاً لحقوقهم الاقتصادية، ويطالبون بضمانات حقيقية تحمي نتاج أجيالهم من التكرار التجاري غير المشروع.