في العام ٢٠٠٩ توفي المعارض السوري الشهير آنذاك سامر إلياس إثر استعماله مستحضرات هرمونية لتكبير كتلته العضلية مما أسفر عن إصابته بنزيف حاد وسكته دماغية.

أما في مصر فقد ارتبطت وفاة الممثل المصري الشاب هيثم أحمد زكي عام ٢٠١٩ بتناول المكملات الغذائية حيث عثرت قوات الشرطة في مسكنه على بعض تلك المنتجات، وذلك إلى أن نفت مصادر طبية الارتباط لاحقًا بعد ظهور نتائج تقرير الطبيب الشرعي النهائية.

ملعقة أو أكثر من مسحوق المكملات البروتينية، تحتوي على جرعة مركزة من البروتين النباتي كالأرز أو حبوب الصويا أو اللبن والبيض، يعتمد عليها الرياضيون لمحاولة تعزيز بناء الكتل العضلية والحصول على حصتهم اليومية من البروتين، التي قد لا يحصلون عليها بتناول الأغذية التقليدية، في بعض الأحيان تستخدم المستحضرات أيضًا لخسارة الوزن أو تعزيز الصحة العامة.

وفقًا لموقع Harvard health publishing قد تحتوي كل ملعقة من المستحضرات المكملة على حصة من البروتين تتراوح ما بين ١٠ إلى ٣٠ غرام، لكن المسحوق المحبب لدى الرياضيين يضم أيضًا نكهات صناعية وفيتامينات ومكثفات ومعادن وسكر مضاف.

في الأصل يعتبر استخدام المكملات البروتينية آمنا، خصوصا إذا كان المستهلك لا يعاني من أنماط الحساسية ضد المواد المستخدمة في المستحضر، كالحساسية ضد اللاكتوز، إلا أن مديرة قسم التغذية في مستشفى بريغهام والنساء التابع لجامعة هارفارد، كاثي مكمانوس، تؤكد أن البيانات ما تزال محدودة الأعراض الجانبية الناتجة عن تناول البروتين بكميات كبيرة عن طريق المكملات.

منظمة الغذاء والدواء الأميركية تترك أمر التأكد من سلامة المنتجات ووضع الملصقات الرسمية على العبوات للمصنعين أنفسهم، الأمر الذي يخلق فجوة في الثقة ما بين الكيانات المصنعة والمستهلكين.

في حالة الإصابة بأمراض الكُلى وانخفاض وظائفها بشكل فعلي يتعين على المرضى التحكم في كمية البروتين المستهلكة بشكل يومي وذلك بسبب معاناتهم الفعلية مع صعوبة التخلص من نفايات البروتين عن طريق عملية التبول، بينما لا يجب أن يعاني الأصحاء مع الهاجس ذاته.

فوفقٍ لموقع Healthline دحضت دراسات حديثة الزعم المتعلق بتراجع وظائف الكبد والكُلى لدى تناول كميات كبيرة من البروتين، ويشير إلى أن إحدى تلك الدراسات اُجريت على ٤٨ رجلا وإمرأة على مدار ٨ أسابيع خاضوا خلالها برنامج تدريب رياضي شديد المقاومة، وتناولوا كميات كبيرة من البروتين عن طريق الأغذية والمكملات الغذائية بيد أن الباحثين لم يجدوا اختلافات في وظائف الكُلى بين هؤلاء الذين تناولوا أطعمة غنية بالبروتين وهؤلاء الذين تناولوا مكملات بروتينية.

يرجح Harvard health أن حصة البروتين المستهدفة يوميًا للرجال يوميًا تبلغ ٥٦غرام مقابل ٤٦ للنساء لكنه ينصح أيضًا بالحصول على تلك الحصة من خلال تناول الأغذية الكاملة كالبقول واللحوم ومنتجات الألبان والمكسرات والبذور وذلك في حال عدم وجود ضرورة لتناول مكملات غذائية تحت إشراف طبيب، كالخضوع للعمليات الجراحية أو حوادث الحروق والخضوع لعلاجات السرطان.

في العام ٢٠٢١ قُدرت قيمة حجم سوق التغذية الرياضية حول العالم بحوالي ٤٤.٤٣ مليار دولار أميركي كما أنها قفزت هذا العام لتبلغ ٥١.٤ مليار دولار وخلال ٧ سنوات وبالتحديد في العام ٢٠٣٠ يتوقع موقع Statista أن تصل قيمتها إلى حوالي ٨٥.٧ مليار دولار أميركي.

غير أن تلك الصناعة لا تشمل مسحوق البروتين السحري الشعبي فقط، بل تتضمن أيضًا المشروبات الرياضية والألواح الصحية أو الـ Energy Bars.

يستحوذ الشرق الأوسط وأفريقيا على نسبة من تلك التجارة بالتأكيد، كانت قد قُدرت بحوالي ٢.٩٢ مليار دولار أميركي في العام الماضي بمعدل نمو سنوي مركب يبلغ ٥.٧٪ حسبما تُحدد Market Data Forecast وهي إحدى الشركات المتخصصة في بحوث السوق والاستشارات.

تعتبر الشركة المنتجات المزيفة في المنطقة من بين أبز معوقات سوق التغذية الرياضية، خاصة وأن تلك المنتجات المزيفة أو المهُربة تنتشر في الأسواق بأسعار زهيدة وتؤثر على مبيعات الشركات الأصلية، كما أنها تحمل مخاطر أخرى للمستهلك لعدم التزامها باشتراطات سلامة الأغذية المُقررة.

عادة ما تختلف المنتجات الزائفة في أغلب خصائصها مع المنتجات الأصلية، بداية من العبوة غير المغلفة بالأختام الرسمية وآلية التغليف المتعارف عليها أو التي لا تحمل QR code متصل بموقع الشركة المصنعة كما يوضح تقرير نشرته Hindustan Times.

كما أن قوام المسحوق ذاته يختلف عن المسحوق الأصلي بحسب موقع منظمة Public Health Nigiria، فالبروتين المزيف قد يحتوي على الطباشير أو الإضافات الأخرى لزيادة الحجم والوزن ومن ثم يمكن للمستهلك أن يجد صعوبة أثناء محاولة إذابة المسحوق في الماء على عكس قدرة البروتين الأصلي القادر على الذوبان سريعا.