بوغبا والمنشطات.. خياران أحلاهما مرّ

التستوستيرون هو هرمون يلعب دورا مهما في تنمية الخصائص الذكورية للرجال، والحفاظ عليها، إلى جانب دوره الكبير في بناء العضلات وقوتها، وتوزيع الدهون وكثافة العظام للرجال، إضافة إلى دوره في الحالة المزاجية للرجال ونوعية حياته.

أما بالنسبة لسبب حظره، فإن يعود إلى تأثيره الكبير، خصوصا للرياضيين اللذين يتجاوزن سن الـ30، حيث تتوقف أجسادهم عن إنتاج هذا الهرمون.

وبحسب دراسات علمية، فإن زيادة التستوستيرون لديها دور كبير للغاية، في الإبقاء على ميزة الرياضي في الاحتفاظ بهيمنته ونجاحاته، ورفض التنازل عنها، وبالمقابل فإن فقدان وتراجع الهرمون، يدمر الحافز في ذلك، ومن هنا تبدأ حركة الرياضيين الدؤوبة تجاه إدامة هذا الهرمون.

بعد أن ظل الجميع أن الموسم الماضي كان للنسيان، إذ لم يشارك بوغبا سوى في 10 مباريات فقط مع اليوفي، كما غاب عن مونديال قطر مع فرنسا، لم تسر الأمور بشكل جيد مع النجم الفرنسي هذا الموسم، وعاد لنفس المعاناة.

وأصيب بوغبا خلال معسكر الفريق الصيفي في أميركا، ليغيب عن مباراة اليوفي الافتتاحية في الدوري، أمام أودينيزي في 20 أغسطس الماضي (فاز فيها اليوفي 3 ـ 0)، وهي المباراة التي تم اختياره فيها عشوائيا للفحص، رغم عدم مشاركته فيها.

وعاد بوغبا تدريجيا ليشارك لمدة 24 دقيقة في مباراة فريقه أمام بولونيا ( 1 ـ 1) في 27 أغسطس الماضي، ثم لمدة 29 في مباراة الفريق الأخيرة قبل التوقف الدولي امام إمبولي (فاز فيها اليوفي 2 ـ 0)، لكنه غادر الملعب غير مرتاحا بعد احتكاك مع أحد مدافعي إمبولي.

وكان بوغبا يراهن على التوقف الدولي الحالي على التعافي الكامل، وأجرى بالفعل صور أشعة للركبة، في وقت بدا فيه ماركو لاندوتشي مساعد مدرب يوفنتوس ماسيمليانو أليغري قلقا، وقال بعد اللقاء: "أتمنى أن تتركه ركبته يعيش في سلام".

الآن، سيكون كل أمل بول بوغبا هو عدم تطابق نتيجة فحص العينة (ب)مع العينة (أ) التي اثبتت تنشطه.

ووفقا للنتيجة الأولية جاء قرار الإيقاف المؤقت من الوكالة، التي أكدت أن العقوبة صدرت بسبب "مخالفة المادتين 2.1 و2.2 لوجود المواد المحظورة التالية: مستقلبات هرمون التستوستيرون".

وبحسب موقع (فوتبول إيطاليا) فإن معمل الوكالة الإيطالية لمكافحة المنشطات (نادو) سيجري الفحص على العينة بعد 3 أيام من الآن، قبل ان يواجه بوغبا مصيره.

بحال ثبت تعاطيه لهرمون التستوستيرون، فإن بوغبا بحسب التقارير سيواجه عقوبة الإيقاف لمدة 4 أعوام.

ومقارنة مع سنه الحالي (30 عاما)، يمكن ان تنهي العقوبة مسيرة بوغبا الكروية، التي تعتبر ناجحة حتى الآن.

ولعب بوغبا لكل من يونايتد ويوفنتوس بواقع مرتين في كل فريق، وتوج فيها بـ10 ألقاب، إلى جانب اللقب الأهم في مسيرته، وهو قيادته منتخب فرنسا للفوز بمونديال 2018 في روسيا.

سيكون في أفضل الأحوال لبوغبا أن يحدث معه سيناريو لاعب أتالانتا الإيطالي خوسيه لويس بالومينو.

وكان الأرجنتيني بالومينو سقط في اختبار منشطات "مستقلبات كلوستيبول" في يوليو 2022، قبل أن يتم إيقافه مؤقتا لـ4 أشهر.

وفي نوفمبر وتحديدا في الأسبوع الأخير قبل التوقف الدولي لمونديال 2022 في قطر، أعلنت محكمة المنشطات في إيطاليا تبرئة بالومينو، وذلك بعد أن اثبت بأنه لم يتناول أي شيء بعلمه، لتتم تبرئته.

والآن، يمكن لبوغبا بحال ثبت تعاطيه التستوستيرون، أن يطلب تحليلا إضافيا، ويذهب إلى المحكمة الإيطالية، من أجل تبرئته.

لكن هنالك أيضا أمر يجب على بوغبا الانتباه والحذر منه، وهو أن الأمر في كل الأحوال لن ينتهي في 3 أشهر أو في مدة الإيقاف المؤقت.

وبعد تبرئة بالومينو من قبل المحكمة، قامت لجنة مكافحة المنشطات الإيطالي بالاستئناف ضد حكم البراءة أمام محكمة التحكيم الرياضي (كاس) بلوزان، ما أحدث ربكة للاعب، الذي لم يعد بعد تلك الواقع كما كان قبلها.

ومنذ تبرئته في نوفمبر الماضي، لم يخض بالومينو سوى 3 مباريات كاملة فقط، فيما كان عرضة للإصابات باستمرار، نتيجة الضغوط والابتعاد عن اللعب.

ونظرا لوضع بوغبا وتاريخ مع الإصابات، يمكن أن يكون الوضع معه أسوأ بكثير.

إلى جانب كابوس الإصابات طوال العام الماضي، كان بوغبا على موعد مع أزمة عاصفة خارج الملعب، عندما تعرض لتهديدات وابتزاز من عصابة منظمة استهدفته وشارك فيها بشكل ملحوظ أحد إخوته، ماتياس وأربعة مقربون منه.

وعن ذلك قال بوغبا في حوار مع "الجزيرة الإنكليزية: أخيرا: "لقد كان الأمر مثل الفيلم. المال يغيِّر الناس، هذه هي الحقيقة، المال يمكن أن يفكك الأسرة، ويشعل الحرب".

وكان ماتياس قد توعّد في مقطع فيديو نُشِرَ على مواقع التواصل الاجتماعي بأربع لغات (الفرنسية والإيطالية والإنكليزية والإسبانية) في 27 أغسطس الماضي بالكشف عن "أمور كبيرة" عن شقيقه.

أما الأربعة الآخرون جميعهم مقربون من عائلة بوغبا وتتراوح أعمارهم بين 27 و36 عاماً.

وعند سؤاله عن المخاطر التي يمكن أن يمثلها المقربون الى لاعب كرة قدم مشهور، استغرق بوغبا بضع ثوانٍ للإجابة. قال "آه... حقاً، الأشخاص الوحيدون الذين يمكنهم إيذائك هم أحباؤك. الأعداء، أنت تعرف مكانهم، لكن الأصدقاء، والعائلة، والأشخاص الذين تعتقد أنهم سعداء من أجلك، يمكنهم تدميرك، يمكنهم تدميرك (رددها مرتين)".