ميسي ورونالدو.. هل انتهت حقبة "الجوائز الثمينة"؟

في الوقت الذي بدأ فيه كريستيانو رونالدو يلفت الانتباه لموهبته مع سبورتنغ لشبونة في موسم 2002 ـ 20023، كانت أكاديمية لامسيا تضع اللمسات الأخيرة على موهبة ميسي، قبل أن يتم تقديمها للفريق الأول في موسم 2003 ـ 2004، ومنذ ذلك الحين، ظلا بمنزلة مستقبل لكرة القدم.

وبالفعل تحقق ذلك، وتعزز أكثر في 2009 عندما اجتمعا في الليغا، ليكتبا صفحة جديدة للمنافسة الأعظم في تاريخ كرة القدم، قبل أن ينفصلا في 2018، بذهاب رونالدو إلى يوفنتوس، ولاحقا إلى مانشستر يونايتد، لكن ظلت تجمعهما ملاعب الأبطال بالقارة العجوز.

وطوال هذه المدة كان الدون والبرغوث مثار جدل لم يحسم حول أيهما أفضل من الآخر، لكنه جدل عادة ما ينتهي بتأمين (مغلظ) على أهمية كل منهما لكرة القدم.

ولعشاق الأرقام، فإن رونالدو خاض طوال ميسرته الكروية مع الأندية والمنتخبات 1180 مباراة (بدون الوديات مع الأندية)، سجل خلالها 850 هدفا، وصنع 241 هدفا، وذلك بحسب الموقع المتخصص في رصد أرقام النجمين.

أما ميسي، فخاض في مسيرته الكروية مع الأندية والمنتخبات 1040 مباراة (باستثناء الوديات مع الأندية)، سجل خلالها 818 هدفا، وصنع 361 هدفا.

وعلى صعيد الألقاب، يمتلك رونالدو 35 لقبا في مسيرته الكروية، فيما توج ميسي بـ44 لقبا في مسيرته، كأكثر اللاعبين حصدا للألقاب.

تعد الجوائز الفردية واحدة من اهم المجالات التي تثير الجماهير، كما تبين إجمالا شكل المنافسة بين النجمين.

وفي الجائزة الأعرق والأكبر (الكرة الذهبية)، يمتلك ميسي 7 كرات ذهبية، مقابل 5 كرات ذهبية لرونالدو.

أما جائزة فيفا للأفضل "ذا بيست"، والتي مثار هذا الموضوع، فيتساوى كل من رونالدو ميسي فيها، بجائزتين.

وكانت الجائزة استحدثها فيفا في 2016، بعدما فض الشراكة مع مجلة فرانس برس الفرنسية، والتي باتت تقدم الكرة الذهبية بمعزل عن فيفا، فيما يقدم الأخير "جائزة الأفضل".

بمجرد إعلان فيفا، الخميس، للقائمة المختصرة المكونة من 12 لاعبا لجائزة الأفضل في 2023، والتي ضمت ليونيل ميسي وخلت من اسم رونالدو.. ثار الكثير من الجدل، حول المعيار، لجهة تشابه وضع النجمين حاليا، إذ يلعب كلاهما خارج القارة الأوروبية.

وشهدت القائمة هيمنة نجوم مانشستر سيتي عليها بعد تحقيقهم الثلاثية التاريخية، إذ ضمت كل من كيفين دي بروين وإيرلنغ هالاند، وبرنانردو سيلفا وإلكاي غوندوغان، ورودري وجوليان الفاريز، إلى جانب كل من كيليان مبابي وديكلان رايس وكافاراتسخيليا، وفيكتور أوسيمين والكرواتي مارسيلو بروزوفيتش.

وأثارت القائمة الجدل على وسائل التواصل الاجتماعي، إذ رأى البعض أن ظهور ميسي ضمن المرشحين للقائمة، كان ينبغي بالضرورة تواجد رونالدو أو غيابهما معا.

ويمتلك كل من ميسي ورونالدو رصيدا متشابها مع إنتر ميامي والنصر السعودي هذا الموسم، إذ خاض ميسي مع إنتر ميامي 11 مباراة وسجل 10 أهداف، فيما خاض رونالدو نفس العدد من المباريات مع النصر بما في ذلك (كأس الملك سلمان للأندية الأبطال)، لكنه سجل 12 هدفا.

وقاد ميسي إنتر للفوز بكأس الدوري الأميركي، فيما منح رونالدو النصر لقب كأس الملك سلمان للأندية.

وضع فيفا معيارا لاختيار قائمة الأفضل وكذا الفوز بها، عبر تحديد مدة زمنية تتراوح من 19 ديسمبر 2022 وحتى 20 أغسطس.

وهذا يعنى أنه استبعد المونديال الذي توج به ميسي مع التانغو في 18 ديسمبر بالدوحة، والذي كان سببا في تتويجه بجائزة الأفضل في فبراير الماضي.

وهذا المعيار كان سبب الجدل الرئيس، إذ يكشف عن عدم أحقية ميسي بالتواجد، أو إدراج رونالدو فيها، للمساواة.

ونشر حساب (مدريد زون) على موقع إكس (تويتر سابقا) تغريدة عن استبعاد المونديال، قبل أن تنتقد الجماهير تحيز فيفا، إذ قال أحدهم إن نصف القائمة اختيرت بناء على المونديال.

بعيدا عن أحقية ميسي بالتواجد في القائمة وظلم رونالدو، يبدو أن حلم الجوائز قد انتهى بالفعل لكلا النجمين، وهذا يعود لأسباب عدة.

أهم الأسباب هو تقدم الثنائي في السن، إذ وصل رونالدو محطة الـ38 ربيعا، وميسي 36 عاما، إلى جانب ابتعاد كل منهما من دائرة الضوء، حيث التنافسية العالية في أوروبا.

هنالك أمر آخر، ربما يؤكد بأن ظهور ميسي في قائمة جائزة فيفا لا يتعدى كونه رقصة أخيرة في مسرح فيفا، المحتشد بالقادمين من الخلف لخطف هذه الجوائز، فيما غادرها رونالدو إلى غير رجعة.

والمقصود هنا، هو طريقة التصويت والمدة الزمنية المحددة، التي تميز هذه الجائزة، بمعنى أنها يمكن أن تجامل في الاختيار للقائمة، لكنها تبدو صعبة في تحديد الفائز.

وعانى ميسي نفسه من هذا الأمر في 2021، عندما فاز بالكرة الذهبية التي تمنح بناء على أداء اللاعب لمدة عام كامل، وتراعي جوانب النجومية والتسويق، فيما فاز روبرت ليفاندوفسكي بـ"ذا بيست" في العام ذاته لتسجيله 48 هدفا وقها مقابل 44 هدفا لميسي.

والآن في هذا الموسم، رغم بريق ميسي، فإن هالاند يبدو المرشح الأبرز لها، بعدما سجل 52 هدفا مع السيتي في الموسم الماضي وقاده للفوز بالثلاثية التاريخية النادرة، فيما سجل ميسي 32 هدفا بما في ذلك أهدافه مع سان جيرمان وإنتر ميامي.