إيفان بروفيديل.. مهاجم بقفازات حارس مرمى

رغم حكايات الأجداد في روسيا عن ياشين، لكن إيفان بروفيديل لا يعتبر الحارس السوفيتي، الذي تصدى في مسيرته لـ150 ركلة جزاء.

وهذا أمر يعود، على الأرجح، إلى لفروقات بين الأجيال والحقب، إذ رحل ياشين عام 1990، قبل 4 أعوام من رؤية بروفيديل النور في 17 مارس 1994، في مدينة بردنوني الإيطالية، لأب إيطالي وأم روسية.

وفي تصريحات نقلها عنه موقع ذي أثلتيك أعترف بروفيديل أنه لم يدرك عظمة وأهمية ياشين، الذي سحر العالم بحركاته الأكروباتية وجعلته يُلقب بالعنكبوت الأسود، إلا في وقت لاحق من وعيه.

أما صاحب التأثير الحاضر، كان الحارس الإيطالي فرانشيسكو تولدو، الذي عايش بروفيديل تصدياته وتعملقه مع الأزوري في يورو 2000، وخصوصا أمام هولندا.

وقبل ذلك، كان بروفيديل يتوق للعب كمهاجم، وهو أمر حدث معه بالفعل: "كنت مهاجما حتى سن 15 عاما، وأرقامي كانت محترمة في هذا المركز".

وربما بدت فكرة ميله للعب مهاجما بدلا من الحراسة منطقيا، إذ ظل مركز حراس المرمى مكان تهميش، كما استمرت الصفقة القياسية لبوفون كأغلى حارس في العالم (من بارما إلى يوفنتوس مقابل 52.88 مليون يورو في 2001) صامدة لأكثر من 15 عاما.

وامتد التهميش إلى الجوائز الفردية، إذ سبق وأن رأى بوفون، بحسب"ذا أثلتيك"، أن فوز ليف ياشين نفسه بالكرة الذهبية في 1963 كانت نتاج تقديرات سياسية، إذ تزامن مع رغبة كل من أوروبا والاتحاد السوفيتي في التقارب سياسيا، ليظل هو الحارس الوحيد المتوج هذه الجائزة.

استفاد بروفيديل الذي انضم إلى لاتسيو في الصيف الماضي قادما من سبيزيا من لعبه في السابق كمهاجم، في توقع نية المهاجمين، وكذلك قراءة أفكارهم من خلال تمركزهم.

ونتج عن ذلك فوزه بجائزة أفضل حارس مرمى في الكالشيو متفوقا على حراس كبار مثل حارس ميلان مايك ماينان وإنتر أندريه أونانا وجليلمو فيكاريو المنتقل من إمبولي إلى توتنهام حديثا.

وخرج بروفيديل (29 عاما) بشباك نظيفة في 21 مرة الموسم الماضي، متفوقا بخمس (كلين شيت) على أقرب منافسيه.

بعد ارتقائه عاليا وتسجيله هدف التعادل بأعجوبة في مرمى أتلتيكو مدريد في الزمن بدل الضائع (95)، تصدر بروفيديل الواجهة بامتياز، متفوقا على نجوم كبار في الجولة.

لكن لم يكن هذا الهدف هو الأول والحاسم للحارس المغمور الذي تعتبر تجربة لاتسيو الحالية هي الأكبر في مسيرته.

وسبق أن سجل هدفا مماثلا وحاسما لفريقه السابق يوفي ستابيا الذي يلعب في الدرجة الثالثة، وذلك من رأسية في الدقيقة 94 في مرمى منافسه أسكولي، ليمنحه النقاط الثلاث.

لم يصنع بروفيديل بهدفه الفرحة في نسور العاصمة روما فقط، وإنما اقتحم تاريخ دوري الأبطال.

وبات بروفيديل رابع حارس مرمى يسجل هدفا في دوري أبطال أوروبا تاريخيا، لكنه تشارك رقما عظيما مع الحارس التركي سنان بولات، إذ سجل كل من منها هدفه بالرأس، في وقت جاءت فيه أهداف الثنائي الآخر في القائمة الذهبية من ركلات جزاء، وهما الألماني هانس يورغ بوت، والنيجيري فينسنت إنياما.