"الجميد".. بوابة شهية لتمكين نساء الأردن

تروي أم صالح لبلينكس قصة نجاحها بالقول "البداية كانت حين تقاعد زوجي من العمل، فواصلنا البحث عن باب رزق جديد، حتى نستطيع الإنفاق على أسرتنا المكونة من 7 أطفال".

وتضيف "بدأنا بتربية عدد أغنام قليل، ومع الوقت أصبح لدينا 400 رأس من الماشية، وأصبحت كميات الحليب لدينا كبيرة، ارتأينا إنتاج الجميد وإرساله إلى العاصمة عمّان وعدد من المحافظات، وبفضل الله عز وجل، زاد الطلب ووصل منتجنا إلى دول عربية وغربية".

هذه السيدة لم تقف حدود مشروعها عند إنتاج "الجميد"، فالتحقت بدورات متخصصة طورت من مهاراتها وأصبح لديها خبرة في إنتاج السمن البلدي والجبنة البلدية، وتوسع المشروع ليصبح لدى العائلة معملا خاصا بهم في محافظة الكرك.

وبعد هذا النجاح الذي تحقق، تمكّنت أم صالح من تدريب مئات السيدات على صناعة "الجميد".

تقول "دربت عددا كبيرا من السيدات وأصبح لديهن مشاريع خاصة بهن، هذه الصناعة لا تحتاج إلى الكثير من التكاليف وبالمقابل فإن العمل المتقن والمحافظة على استخدام أفضل أنواع الحليب، سيجلب الزبائن ويدر الدخل على الأسرة، فهذا المشروع بفكرته البسيطة ساعدنا في تعليم الأبناء في الجامعات وتأمين حياة كريمة لهم، وانتقلت الفكرة إلى عدد من الأبناء".

في المقابل تشير السيدة ختام المجالي، أم فيصل، بأن مشروعها في صناعة "الجميد" انطلق منذ عام 2013، ولم تكن تتقن هذه الصناعة وتدربت عليها مع الوقت، وسنوياً تشتري حليب بقيمة 4 آلاف دينار (5 آلاف و600 دولار أميركي)، لتنتج ما يقارب 360 كيلو من "الجميد"، فضلاً عن السمن والجبنة.

تقول أم فيصل لبلينكس، إنّ هذا المشروع الذي أقامته في منزلها ساعدها في إعالة أسرتها، لاسيما أنّ زوجها متوفي ولديها أطفال، وأنّ "جميد" الكرك تميّز عن غيره لعدد من الأسباب أبرزها تنوع المراعي ما ينعكس ايجاباً على حليب الأغنام وطعمه، ويصل سعر كيلو الجميد إلى 10 دنانير (14 دولارا أميركيا).

"هذه الصناعة ممكنة للسيدات القويات، لأنها متعِبة جسدياً وتحتاج إلى الصبر، رغم الاستعانة ببعض الأدوات التي تسهّل هذه المهمة، إلا أن الصناعة بأغلبها ذات صبغة تقليدية يدوية"، حسب ما توضح أم فيصل.

وتضيف "الجميد متواجد في دول عديدة مثل سوريا وتركيا وفلسطين، مما يجعل التنافس قوي بين المنتجين الذين يعرفون أنّ السر في حليب الأغنام، وأنّ استبداله بأنواع أخرى يؤثر على الجودة".

في محافظة الكرك، تنتشر مشاريع صناعة "الجميد" بين السيدات بشكل لافت، وتشير التقديرات الرسمية بأن هنالك آلاف الأسر يعتمدون بشكل كامل على منتجات قطاع تربية المواشي.

يشرح رئيس جمعية مربي المواشي زعل الكواليت لبلينكس قائلاً :"صناعة الجميد وما يتصل به من منتجات، مكنت آلاف الأسر، ففي الكرك وحدها يوجد 10 آلاف أسرة تعمل في هذا القطاع، ويبلغ إنتاج الأردنيين السنوي 4 طن، ويصدر الجميد إلى دول الخليج على وجه التحديد بكميات تبلغ 300 طن سنوياً".