"الشوربة".. "تاج سفرة رمضان" في الجزائر

في وسط الجزائر توجد "الشُّورْبة"، وفي شرقها وبعض مناطق جنوبها "الجاري"، وفي غرب البلاد توجد "الحريرة" التي تختلف أيضا طريقة تحضيرها من ولاية لأخرى.

وتعتبر "الشُّورْبة" الجزائرية من الأكلات المفيدة لصحة الصائم على اختلاف طرق إعدادها، بالنظر إلى المكونات الطبيعية التي تحتويها مثل "الفريك" (قمح مرحي)، أو "المرمز" (شعير مرحي)، وكذا مختلف أنواع الخضر، ولا يغيب عنها لحم الغنم أو الدجاج، وكذا البهارات التي تشتهر بها الجزائر وفي مقدمتها "رأس الحانوت" وغيرها.

ومن مميزات "الشُّورْبة" في الجزائر، أنها أيضاً الطبق الرئيسي والأول في حفلات أعراس الجزائريين بمختلف المناطق، فهو حساء يرمز أيضاً إلى مناسبات الفرح وفق عادات هذا البلد العربي.

في رمضان فقط، لا تحضر "الشُّورْبة" إلا في قدر من الطين، إذ يقال إن الطهي فيه يعطي للحساء طعماً خاصاً، فلا يخلو أي منزل جزائري تقريباً من هذا القدر الذي يبقى على النار طوال أيام شهر رمضان.

وعن أصل "شُرْبة" الجزائر، فاختلفت الروايات بين من يرجعها إلى العثمانيين، وآخرين يعتبرون أن مصدرها الأندلسيون.

كما لا يحتسي الجزائريون "الشُّورْبة" إلا بـ"الكسرة" وهو خبز تقليدي أو "البوراك" المصنوع من اللحم المفروم والجبن.

"الشُّورْبة"

• في العاصمة الجزائرية ومحافظات وسط البلاد توجد "الشُّورْبة" المصنوعة من "الفريك"، ويضاف لها البصل والكوسا والكزبرة و"الكرافس" والحمص المنقوع والطماطم وقليل من القرفة، وبعض التوابل مثل رأس الحانوت والفلفل الأسود.

"الجاري"

• حساء تشتهر به مدن الشرق الجزائري، وتسميته بـ"الجاري" لكون هذا الحساء ليس خاثراً مثل غيره، أي أن نسبة الماء فيه كبيرة، ومكونه الأساسي أيضاً "الفريك"، إلا أن طريقة تحضيره ومذاقه يختلفان عن "شُربة" العاصمة الذي يتكون أيضاُ من الطماطم والبصل والفلفل الحار، أما الكزبرة فيزين بها "الجاري" بعد طهيه.

"الحريرة"

• هي أيضا سيدة سفرة رمضان عند عائلات مدن غرب الجزائر الذي تذكر عديد الدراسات بأن أصله أندلسي، وإن كانت تسميتها موحدة إلا أنها تختلف من مدينة لأخرى، ففي تلمسان تصنع من الخضروات، وفي وهران يتم تحضيرها بالزعتر، وتوجد حتى في محافظة البليدة وسط البلاد المصنوعة من الخضار والكروياء، كما توجد "الحريرة القارصة" بمحافظة بجاية بالنظر إلى إضافة الليمون.

في حديث مع بلينكس، لخّصت السيدتان سعاد مسعودي، رئيسة جمعية حرفية وتراثية في العاصمة، وسليمة، ربة منزل وصانعة حلويات وأطباق تقليدية بقسنطينة، فوائد "شُرْبة" الجزائر بمختلف أنواعها، وسر تفضيلها من قبل الجزائريين لتكون الطبق الرئيسي طوال أيام الشهر الفضيل في النقاط التالية:

• احتواء حبوب الفريك على نسب كبيرة من السعرات الحرارية.
• طبق واحد من الشوربة يعادل نحو 400 سعرة حرارية.
• توفر ربع الكمية التي يحتاجها الجسم من الألياف الغذائية.
• احتواء مكوناتها على مواد مضادة للأكسدة.
• توفرها على نسب معتبرة من الفيتامينات خاصة فيتامين "ب" و"ب6".
• توفرها على نسب عالية من المعادن مثل الحديد والكالسيوم والزنك.