موائد الـmukbang تقتل صانعيها

ظاهرة تناول الطعام عبر الإنترنت "موك بانغ" ذات أصل كوري ذاع صيتها في نهاية العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، وتتكون الكلمة من مقطعين meokneun وتعني تناول الطعام، والثانية bangsong وتعني البث بحسب health informatics journal.

في البداية، تم بث موكبانج بشكل أساسي على قناة Afreeca TV، حيث يمكن للمشاهدين مشاهدة البث المباشر للأفراد الذين يستهلكون كميات كبيرة من الطعام أثناء التفاعل مع جمهورهم في الوقت الفعلي. ومع انتشار الظاهرة، وجدت موطنا جديدا على يوتيوب، حيث جذبت جمهورا عالميا وتحولت إلى اتجاه ثقافي.

تعد مشاهدة موكبانغ أكثر انتشارا بشكل ملحوظ بين الشباب، بحسب دراسة نشرتها المكتبة الوطنية للطب، وتتنوع الأسباب الكامنة وراء شعبيتها:

• التعامل مع الوحدة: في مجتمع يعتبر فيه تناول الطعام الجماعي ممارسة ثقافية هامة، أدت الزيادة في عدد الأسر المكونة من شخص واحد إلى زيادة مشاعر الوحدة. يقدم موك بانغ رفيقا افتراضيا لتناول الطعام، مما يسمح للمشاهدين بتجربة الشعور تناول الطعام مع الآخرين.

• الرضا غير المباشر: غالبا ما يستمد المشاهدون المتعة من مشاهدة الآخرين وهم يأكلون، وخاصة الأطعمة التي يشتهونها ولكن قد يتجنبونها بسبب القيود الغذائية. توفر هذه الظاهرة تجربة حسية من خلال المحفزات البصرية والسمعية.
• الترفيه والـASMR: غالبا ما تشتمل مقاطع فيديو موك بانغ على عناصر استجابة الزوال الحسية المستقلة ASMR، حيث يمكن أن تؤدي الأصوات مثل المضغ، والالتهام، والطحن إلى إحساس ممتع لدى بعض المشاهدين.

مثل كل نوع من أنواع المقاطع التي تتصدر التريند على السوشيال ميديا، يوجد أضرار لا تحصى، ولكن يوجد أيضا جانب ألطف مليء بالفوائد. وبحسب الدراسات، يخلق موك بانغ شعورا بالانتماء للعديد من المشاهدين من خلال التعليقات والمحادثات المباشرة، مما يقلل من مشاعر العزلة.

بالإضافة إلى ذلك، يعرض الموك بانغ أطعمة متنوعة، ومن خلال ذلك يمكن للفيديوهات تثقيف المشاهدين حول الثقافات المختلفة.

أما بالنسبة للبعض، يمكن أن تكون مشاهدة موك بانغ شكلا من أشكال الهروب من الواقع، مما يوفر استراحة مريحة ومسلية من الضغوطات اليومية.

أضرار الموك بانغ لا تنحصر على المشاهدين، بل على المؤدين أيضا، ومنها:

• الإفراط في تناول الطعام والمخاطر الصحية: استهلاك كميات كبيرة من الأطعمة غير الصحية قد يشجع المشاهدين على الإفراط في تناول الطعام. يمكن أن يساهم هذا في السمنة وغيرها من المشكلات الصحية، خاصة لدى الجماهير سريعة التأثر مثل الأطفال والمراهقين.

• التأثير النفسي: بالنسبة لبعض المشاهدين، يمكن أن يصبح الموك بانغ آلية للتعامل مع المشكلات الأساسية مثل الوحدة أو التوتر، مما قد يؤدي إلى اعتماد غير صحي على هذا النوع من الترفيه.
• تأثير المصالح التجارية: غالبا ما يتلقى مضيفو موكبانغ المشهورون رعاية من العلامات التجارية للأغذية أو sponsorships، مما قد يؤثر على محتواهم ويشجع على استهلاك الأطعمة السيئة من الناحية الغذائية.

وبحسب إحدى الدراسات، تستخدم منصات مثل يوتيوب الخوارزميات للتوصية بالمحتوى استنادا إلى سجل العرض، مما قد يؤدي إلى زيادة استهلاك مقاطع فيديو موك بانغ. ويمكن أن يؤدي هذا الترويج الخوارزمي إلى إنشاء حلقة من ردود الفعل، حيث يتعرض المشاهدون باستمرار لمحتوى موك بانغ، مما قد يؤدي إلى تفاقم الأضرار.

ويمكن أن يؤدي إدمان موك بانغ إلى آثار ضارة على الصحة العقلية والجسدية، بما في ذلك:

• إهمال التغذية المتوازنة.
• عادات الأكل المضطربة.
• السمنة.
• الشعور بالذنب والعار.
• ضعف احترام الذات والصور الذاتية المشوهة.
• عدم الرضا عن الجسم.
• زيادة القلق أو الاكتئاب.
• العزل الاجتماعي.