تشاكا في اليورو.. أكثر من مجرد لاعب

يمثل غرانيت تشاكا الورقة الرابحة في تشكيلة منتخب سويسرا، المشارك في يورو 2024، متسلحا بالحالة المعنوية العالية إثر الموسم التاريخي الذي عاشه مع فريقه باير ليفركوزن الألماني في 2023-2024، والذي شهد تتويجه بالثنائية المحلية في حدث استثنائي.

ويخوض تشاكا مباراة منتخب بلاده الوطني ضد ألمانيا (الأحد) في مدينة فرانكفورت بالجولة الختامية من دور المجموعات ليورو 2024، برؤية أكثر وضوحًا عن اللعبة منذ أن بدأ دراسة أصول التدريب لدخول هذا المعترك بعد اعتزاله.

أكثر من مجرد لاعب

قال قائد المنتخب السويسري في تصريحات صحافية: "لديّ شعور بأن هذه الحصة التي خضعت لها للحصول على رخصة التدريب سمحت لي برؤية اللعبة بشكل مختلف، والتقدم على المنافسين داخل الملعب بخطوة"، وذلك بعد انتصار منتخب بلاده على المجر بنتيجة 3-1 مؤخرا، في مباراة اختير فيها كأفضل لاعب.

وكان اللاعب أكد في مقابلة مع مجلة رابطة الدوري الألماني قبل أيام قليلة من انطلاقة يورو 2024، أنه "بالعودة إلى الوراء، قلت لنفسي إنه كان يتعيّن عليّ بدء دراسة التدريب في وقت مبكر جدًا، لقد أدى ذلك إلى تحسين مستواي".

وبينما كانت سويسرا تستكمل استعداداتها، ضحى تشاكا بإجازته للذهاب إلى مدينة برمنغهام الإنكليزية والحصول على شهادة تدريب من فئة "A" للاتحاد الأوروبي لكرة القدم (يويفا).

وبينما كان ليفركوزن يتمتع بسلسلة من النجاحات، حيث أنهى الدوري الألماني دون هزيمة الموسم الماضي، أمضى لاعب خط الوسط، البالغ من العمر 31 عاما، جزءا من وقت فراغه في مراقبة فريق أونيون نيتيتال في دوري الدرجة الخامسة الألمانية، حيث يلعب فيه صهره ليونارد ليكاج.

خطوة أولى نحو التدريب

بمجرد أن أكمل ساعاته الإلزامية للحصول على شهادته، كان تشاكا يتواجد بانتظام في الملعب كمدرب مساعد لفريق الهواة، عندما سمح جدول أعماله بذلك.

ويبدو هذا النهج طبيعي بالنسبة لصانع الألعاب المخضرم، الذي لا يتردد في إبداء الآراء عندما يتعلق الأمر بمناقشة الخطط التكتيكية لمنتخب بلاده، لا سيما منذ أن تولى المدرب مراد ياكين المسؤولية عام 2021، وهو المدرب الذي لا يتردد تشاكا في تبادل مختلف وجهات النظر معه أبدا.

حذر مطلوب

كان ذلك واضحاً بعد الصفعة التي تلقتها سويسرا أمام البرتغال بنتيجة 1-6 في ثمن نهائي كأس العالم 2022، بينما كان ياكين قد اعتمد أسلوب لعب لم يختبره فريقه من قبل، ولم يكن الأسلوب الجديد يُعجب تشاكا وقد أعلن عن ذلك بوضوح لاحقا.

المثير أن الأمر ذاته تكرر خلال التصفيات المخيبة للآمال لكأس أمم أوروبا 2024 والتعادل 2-2 مع كوسوفو، حيث تنحدر عائلة تشاكا.

خرج تشاكا بعد تلك المباراة منتقدًا مدربه بشكل غير مباشر عندما قال "في التدريب، لم يكن هناك إيقاع، والتركيز قليل جدًا".

وفي ألمانيا، كان تشاكا هادئا على غير عادته بعد أن رأى التشكيلة المدعوة لمواجهة المجر في مباراة فريقه الافتتاحية باليورو هذا العام، وقال مبتسما "يجب أن أكون حذرًا لما أقول، أليس كذلك؟".

لكن رؤية تشاكا التكتيكية لا تسمح له فقط بالدخول في وجهات نظر مختلفة مع مدربه، بعدما خاض أفضل موسم له في مسيرته على الأرجح مع باير ليفركوزن، حيث إن تأثيره على لاعبي منتخب بلاده قوي للغاية حتى في ظل عدم تألقه في بعض الأحيان.

وسيحتاج المنتخب السويسري إلى الخصال القيادية للاعب أرسنال الإنكليزي السابق أكثر من أي وقت مضى في مواجهة ألمانيا يوم الأحد؛ لضمان التأهل إلى ثمن النهائي.