كرة قدم
.
ضرب ريال مدريد عصفورين بحجر واحد في مطلع يونيو الجاري، فبعد أن ختم موسمه الاستثنائي بفوزه بدوري أبطال أوروبا للمرة الـ15 في تاريخه، ولقب الليغا، دوّن أيضا الأحرف الأولى في كتاب موسمه الجديد بفضل هذه الثقة والدفعة المعنوية، قبل أن يعززها بوصول النجم الفرنسي كيليان مبابي.
وفي غمرة هذه النشوة قدم ريال مدريد 16 لاعبا من تشكيلته للمنتخبات الأوروبية واللاتينية التي تشارك في "يورو 2024" بألمانيا، وكوبا أميركا بالولايات المتحدة، وارتفع العدد إلى 18 بعد انضمام كيليان مبابي واليافع إندريك رسميا إلى صفوف الميرنغي.
بعد مرور نحو نصف شهر على انطلاق كأس أمم أوروبا "يورو 2024" لا يبدو الوضع مطمئنا لريال مدريد، بعد تواضع عدد من نجومه وفشلهم في ظهور مشرف مع منتخبات القارة العجوز.
وكانت البداية بنجمه الجديد كيليان مبابي، الذي تأثر بإصابة بكسر الأنف خلال مباراة النمسا في الجولة الأولى، قبل أن يعود للعب أمام بولندا، ويسجل أول أهدافه في تاريخه بـ"يورو" من ضربة جزاء.
لكن المستوى الباهت لمنتخب فرنسا الذي تأهل كوصيف في مجموعته أطفأ بريق الهدف التاريخي لمبابي.
أما الصدمة الكبرى فتمثلت في لاعب الوسط إدواردو كامافينغا، الذي لم يلعب سوى 60 دقيقة أمام النمسا وبولندا، وبدا كثير الانزلاق في الملعب خلال الأخيرة، قبل أن يغضب ذلك مدربه ديديه ديشامب، إذ تؤكد تقارير صحافية أنه أسقطه من حساباته في هذه البطولة.
وبالمثل، كان الوضع بالنسبة للظهير الأيسر فيرلاند ميندي الذي لم يلعب أي دقيقة في البطولة، واكتفى بدور المتفرج على ظهير ميلان ثيو هيرنانديز.
أما أوريلين تشواميني الذي انضم لمعسكر الديوك مصابا، فلم يظهر بالشكل المطلوب بعد عودته أمام هولندا والنمسا.
بعد انطلاقة رائعة للفتى الذهبي جود بيلينغهام مع منتخب إنكلترا، وقيادته للفوز على صربيا في المباراة الافتتاح مسجلا هدف المباراة الوحيدة، لم يقدم اللاعب أي مستوى يذكر خلال التعادل (1-1) مع الدنمارك و(0-0) أمام سلوفينيا.
وبدا بيلينغهام متأثر بإصابة قديمة في الكتف، وسط تقارير عن خضوعه لعملية جراحية بعد البطولة.
وفي منتخب إسبانيا، لم يسجل الثنائي ناتشو، المنتقل حديثا لصفوف القادسية السعودي، وخوسيلو المنضم إلى الغرافة القطري، المستوى المطلوب، إذ لعب كل منهما مباراة واحدة في البطولة.
على الرغم من أنه كان النقطة المضيئة الوحيدة في منتخب كرواتيا، إذ سجل في مرمى إيطاليا، فإن القائد لوكا مودريتش لم يكن في مستواه، وبدا مجهدا للغاية، قبل أن يغادر البطولة رفقة منتخب بلاده.
أما نجم ريال مدريد في دوري أبطال أوروبا والليغا، الحارس الأوكراني أندري لونين، فقدم مستوى كارثيا، بعدما وقع في بعض الأخطاء أمام رومانيا، كلفته الإبعاد عن المباريات المتبقية حتى وداع البطولة.
وفي ألمانيا، أثار أنطونيو روديغر المخاوف بعد تعرضه لإصابة، ستبعده عن لقاء منتخب بلاده في دور الـ16 أمام الدنمارك، السبت.
يمتلك ريال مدريد 4 لاعبين في منتخب البرازيل، بقيادة نجمه المتألق فينيسيوس جونيور، لكن الأخير لم يقدم المطلوب في الجولة الأولى.
وظهر فينسيوس بمستوى باهت خلال التعادل السلبي أمام كوستاريكا، ولم ينجح في زيادة سجله التهديفي مع المنتخب (هدفان في 31 مباراة).
وينطبق الأمر على رودريغو غوس، والوافد الجديد إندريك، فيما لا يزال إيدير ميلتاو يتحسس طريقة العودة للتألق بعد إصابة طويلة بقطع في الرباط الصليبي.
على النقيض من حالة التراجع الواضح لنجوم الريال في بطولات الصيف، كانت هناك 4 نماذج مشرقة في بطولتي يورو وكوبا أميركا.
ويتعلق الأمر بالتركي أردا غولر وداني كارفخال، وفيدريكو فالفيردي، وتوني كروس الذي اعتزل اللعبة مؤخرا.
ويقدم توني كروس مستويات فوق العادة مع منتخب ألمانيا، ونجح في قيادته إلى دور الـ16 بدون خسارة، وتصدر الأرقام والإحصاءات في دقة التمرير بالبطولة.
وبدوره، شكل النجم التركي أردا غولر مفاجأة، إذ رغم عدم إشراكه كثيرا في ريال مدريد في الموسم الأخير، قدم نفسه بشكل مختلف، وسجل هدفا من أروع أهداف البطولة حتى الآن في مرمى جورجيا.
المدافع داني كارفخال، بات أحد أسلحة مدرب منتخب إسبانيا لويس دي لا فوينتي الحاسمة، بعدما سجل هدفا في مرمى كرواتيا (3 ـ 0)، وقاده إلى ثمن النهائي بالعلامة الكاملة.
وفي كوبا أميركا، تألق لاعب الوسط فيدريكو فالفيردي رفقة منتخب أوروغواي، وسجل هدفا، فجر الجمعة، في مرمى بوليفيا (5-0)، ليضمن التأهل مع لا سيلستي من جولتين فقط.
© 2024 blinx. جميع الحقوق محفوظة