"قاعدة صواريخ" إسبانيا تهدد ألمانيا

يقدم منتخب إسبانيا مستويات مذهلة خلال نهائيات كأس أمم أوروبا "يورو 2024"، جعلته عن جدارة، المرشح الأبرز للتتويج باللقب في النسخة الحالية، خاصة في ظل الثقة التي اكتسبها منذ مباراته الأولى في دور المجموعات.

وكان من المرجح بشكل كبير أن تفوز إسبانيا على جورجيا، التي فاقت كل التوقعات ببلوغها مراحل الأدوار الإقصائية في أول بطولة كبرى لها، لكن فوز "الماتادور" بنتيجة 4-1 جاء بمهارة حقيقية وبالكثير من الصبر.

وكانت إسبانيا أجبرت بالفعل حارس المرمى المتألق جيورجي مامارداشفيلي، على القيام بعدة تصديات مميزة، قبل أن تتلقى شباكها الهدف الأول في البطولة بعد هجمة مرتدة، وهو هدف عكسي سجله روبن لي نورماند في مرماه.

ولم يكن هناك أي نوع من الذعر رغم أن النتيجة كانت 1-1 فقط بنهاية الشوط الأول، بعد هدف التعادل الذي سجله رودري، إذ لعب الفريق الإسباني بطريقة تتسم بالجرأة.

أفضل فريق في اليورو حتى الآن

وضع فابيان رويز منتخب إسبانيا في المقدمة، وكان هز الشباك متأخرا بواسطة نيكو وليامز وداني أولمو انعكاسا عادلا لهيمنة الفريق.

وشكل وليامز وزميله لامين يامال خطرا دائما، حيث سمح لهما المدرب بإظهار كل مهاراتهما وحيلهما، على الرغم من أن الفضل الأكبر يُنسب لدفاع جورجيا لضمانه أن معظم العمل الجيد الذي قدمه الثنائي اقتصر على المناطق خارج منطقة الجزاء.

وحافظ رودري، كما كان يفعل دائما مع ناديه مانشستر سيتي الإنكليزي ومنتخب بلاده، على الزخم وقام بتمرير الكرة في المساحات ومكافأة زملائه في الفريق، في حين أن الانطلاقات النشطة لمارك كوكوريلا والتوزيع المتقن من رويز كان يعني سيطرة إسبانيا تماما لخط الوسط.

35 تسديدة.. قاعدة صواريخ إسبانية

شكلت التسديدات الرائعة للفريق، التي بلغت في مجملها 35 من بينها 13 نحو المرمى، تذكيرا واضحا آخر على كيفية تطوير المدرب لويس دي لا فوينتي للتشكيلة الإسبانية الحالية، لتصبح فريقا لا يسعى للاستحواذ على الكرة لمجرد السيطرة لا أكثر.

وظلت إسبانيا الفريق الأكثر إثارة للإعجاب في البطولة، إذ تغلبت على كرواتيا وإيطاليا وألبانيا قبل فوز مريح في أمسية الأحد، وهو أمر نادر الحدوث في الوقت الأصلي للمباراة خلال السنوات الأخيرة.

وهذه هي المرة الأولى منذ فوز إسبانيا على إيطاليا 4-صفر في نهائي بطولة أوروبا 2012، التي تربح فيها مباراة في مراحل خروج المغلوب في الوقت الأصلي ضمن بطولة كبرى (كأس العالم واليورو).

وخسر الفريق أمام إيطاليا خلال 90 دقيقة في بطولة أوروبا 2016، وذهبت الـ5 مباريات التالية في بطولة أوروبا وكأس العالم إلى وقت إضافي، إذ فازت إسبانيا مرتين وتعثرت في 3.

ومع ذلك، فإن هذا الالتزام المكتسب حديثا للوصول إلى منتج نهائي، سيواجه اختبارا بحجم مختلف في المرة المقبلة، إذ سيلعب الإسبان ضد ألمانيا صاحبة الأرض، والتي تألقت هي الأخرى منذ بداية البطولة.