كل ما تريد معرفته عن وفاة أحمد رفعت

صُدم الشارع الرياضي المصري، فجر السبت، بنبأ وفاة لاعب نادي مودرن سبورت (فيوتشر سابقا) أحمد رفعت، عن عمر 31 عاما، بسبب "تدهور حاد في صحته" وفقا لما أعلنه ناديه، ليخيم الحزن على الساحة الكروية المصرية.

وكان اسم أحمد رفعت حاضرا في أروقة الكرة المصرية منذ 11 مارس الماضي، عندما تعرض لأزمة قلبية سقط على إثرها أثناء مباراة فريقه مودرن فيوتشر أمام الاتحاد السكندري.

وكُشف لاحقا عن تعرض اللاعب لتوقف في عضلة القلب لمدة ساعتين تقريبا، لينقل بعدها إلى المستشفى، قبل أن يتعافى تدريجيا، ويتحسن في الفترة الأخيرة قبل وفاته السبت.

حزن وتساؤلات وجدل

في خضم تداول خبر وفاته، تصدرت الواجهة مقابلة تلفزيونية أجراها اللاعب الراحل قبل أيام من رحيله، تحدث فيها عن أزمته، وأكثر ما شد الانتباه فيها إشارته إلى "تعرضه لضغوط نفسية شديدة"، ملمحا إلى تأثيرها عليه قبل حادثة سقوطه في الملعب.

وأثارت هذه العبارة الكثير من الجدل، خصوصا على السوشيال ميديا، ليتحول الأمر إلى قضية رأى عام، في وقت ركزت فيه فئة أخرى على تداول مقاطع لعزاء اللاعب.

ماذا حدث لأحمد رفعت؟

تداولت وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي في مصر، الكثير من الروايات عن اللاعب، لكن الرواية الأكثر تداولا كانت كالتالي بحسب تقارير عدة:

• في أواخر أغسطس 2022 وبعد تألقه مع نادي مودرن فيوتشر، تلقى أحمد رفعت عرضا من نادي الوحدة الإماراتي.
• كان العرض عبارة عن استعارة لمدة موسم واحد، مقابل 1.58 مليون يورو، بحسب موقع ترانسفير ماركت.
• في تلك الفترة كان أحمد رفعت مطلوبا للتجنيد في مصر من أجل أداء الخدمة العسكرية، ما يمنعه من السفر.
• اكتمل العرض عندما كان أحمد رفعت مشاركا مع فريقه في كأس الكونفدرالية في ليبريا، ما تطلب سفره إلى الإمارات من هناك.
• بالفعل سافر أحمد رفعت، لكن بإذن استخرجه له رئيس نادي فيوتشر وقتها أحمد دياب، بيد أن الإذن يسمح استمراره بالخارج لمدة 3 أشهر فقط.
• في شهر يناير 2023 عاد إلى مصر ليقطع رحلة احترافه في نادي الوحدة الإماراتي، بسبب نهاية فترة السماح.
• انخرط في معالجة وضعه القانوني فيما يتعلق بالتجنيد، قبل أن يعود للعب في مارس، ويسقط بعدها مغشيا عليه في الحادثة الشهيرة.

حلقة تلفزيونية تشعل المشهد

من نفس المنبر الذي بدأ منه الجدل، حيث تصريح اللاعب الراحل أحمد رفعت، خصص برنامج "الكورة مع فايق" التلفزيوني، حلقة لتناول حيثيات وفاة اللاعب.

وأخذت الحلقة أهمية مضاعفة، بجمعها الأطراف الرئيسية في القضية، بداية من وكيل اللاعب وطبيبه وشقيقه ومحاميه، بجانب رئيس نادي فيوتشر السابق ورئيس رابطة الأندية المصرية المحترفة أحمد دياب.

وانطلق النقاش من تصريح لمحمد رفعت شقيق اللاعب، الذي طلب ممن أراد تفاصيل عن سبب الوفاة أن يسأل رئيس رابطة الأندية المحترفة المصرية أحمد دياب عما حدث لشقيقه.

وبشكل غير مباشر سار نادر شوقي وكيل اللاعب الراحل على خطى محمد رفعت، وأشار إلى أن أحد أسباب تراجع مستوى اللاعب في الوحدة هو عمله لاحقا بعدم سلامة موقفه القانوني (بخصوص سفره من ليبريا مباشرة).

وقال: "عندما تمت إعارته، وكان لا يحق له الخروج خارج البلاد، أخبره أحمد دياب بأن تصريح السفر الخاص به متوافق مع القانون، لكن اكتشفنا عكس ذلك بعد احترافه، وهو ما تسبب في تراجع مستواه".

أحمد دياب يوضح موقفه

أحمد دياب رد قائلا: "من واقع مسؤوليتي في النادي قمت باستخراج التصاريح اللازمة لسفر بعثة الفريق إلى ليبريا، فيما قمت باستخراج القرار الوزاري المطلوب للسماح بسفر اللاعب مباشرة من ليبريا إلى ناديه الجديد، وعندما هاتفني بخصوص ذلك، أخبرته بالانتظار حتى استلام القرار، وبعد الاستلام أبلغته بإمكانية السفر".

وقال دياب إنه قام بكل واجباته تجاه اللاعب، وأن مجرد سفره بشكل قانوني (عبر تصريح رسمي) يوكد سلامه موقفه تجاه الراحل أحمد رفعت من واقع مسؤوليته كرئيس ناديه في ذلك الوقت، رافضا في الوقت ذاته عدم تحميل مسؤوليته لأي طرف، قبل أن يفند أحاديث عن عدم اهتمام رابطته باللاعب بعد سقوطه مغشيا عليه.

تحركات رسمية

في خضم الجدل المتصاعد، دخلت وزارة الشباب والرياضة المصرية على خط الأزمة، وأعلنت عبر حسابها الرسمي على إكس عن فتح تحقيق في ملابسات سفر اللاعب الراحل.

وجاء في بيان مقتضب: "أصدر أشرف صبحي وزير الشباب والرياضة قرارا بتكليف اللجنة القانونية العليا بالوزارة، للتحقيق في كافة الملابسات وفحص جميع المستندات الخاصة بسفر اللاعب الراحل أحمد رفعت، وذلك لما أثير مؤخرا عبر وسائل الإعلام بشأن وجود شبهة مخالفات إدارية وقانونية وراء سفر اللاعب خارج البلاد".

"تريند قوي" ومطالب بإصلاحات

مرة أخرى حضر أحمد رفعت مساء الأحد على واجهة الأحداث، لكن هذه المرة من نافذة التعاطف ونعيه ووداعه، وذلك بعد لقطة مؤثرة من جماهير ناديه السابق الزمالك، الذي لعب له أحمد رفعت في الفترة من 2016 وحتى 2020.

ومن جهته، دخل نجم الكرة المصرية المثير للجدل أحمد حسام "ميدو" على القضية، وفتح النار على المسؤولين عن إدارة الكرة المصرية، قبل أن يطالب بإصلاحات عاجلة للمنظومة الكروية.

وقال ميدو في مقطع فيديو على حسابه بـ إنستغرام: "هؤلاء الأشخاص لديهم الاستعداد لعمل أي شيء من أجل إنجاز مصالحهم ولا يشغلهم أن يتعرض أي شخص للأذى أو الضرر".

واسترسل: "لقد طالبوا اللاعب بالسفر لإتمام التعاقد على أن ينهوا إجراءات التجنيد لأنه مازال مطلوبا لأداء الخدمة العسكرية، وعندما حدثت الأزمة أداروا ظهورهم له وتجاهلوا الرد على اتصالاته وهذه عادتهم".