ما هي قاعدة "1/1" التي تهدد بسقوط لابورتا؟

بالعودة إلى قاعدة 1/1، فهي مجرد أداة جلبتها إدارة رابطة الدوري الإسباني "الليغا" من قواعد الاتحاد الأوروبي "يويفا" من أجل ضبط المسائل المالية لأنديتها.

وظهرت هذه القاعدة في سياق قوانين النزاهة المالية التي أعدتها يويفا في 2011، وأدخلتها حيز التنفيذ في 2012.

وهدف يويفا عبر القاعدة إلى تحقيق ما يعرف في علم الاقتصاد بنقطة التعادل (break-even point)، وهي النقطة التي تتساوى فيها الأرباح والخسائر.

وباختصار، تمنع هذه القاعدة الأندية من أن يتجاوز إنفاقها إجمالي إيراداتها (من مبالغ الانتقالات، وإيرادات التذاكر والبث، والدعايات والمبيعات التجارية).

وبالنسبة لرابطة الليغا، فإنها طبقت القانون وأطلقت عليه قاعدة 1/1، ويعني باختصار بحسب موقع بيرفيوت الفرنسي أنه (مقابل كل يورو يتم إنفاقه على الرواتب أو رسوم التسجيل، يجب توليد يورو واحد من الإيرادات أو المبيعات).

ولضمان تنفيذ ذلك، ظلت رابطة الليغا تصدر كل 6 أشهر سقف رواتب للأندية يُمنع تجاوزه، وتأخذ في حسبانها عند إصداره، حجم الرواتب الحالية في الفريق مقارنة مع دخله المسجل.

وتظهر الرابطة تشددا كبيرا حيال تنفيذ سقف رواتبها من أجل إجبار الأندية على الموازنة بين صرفها ودخلها، وتعاقب النادي المخل به عبر (عدم تسجيل أي لاعب جديد في كشفه المعتمد من الرابطة).

تعتمد الرابطة في احتساب بند الإيرادات للنادي على مبيعات اللاعبين، وتوفير رواتب اللاعبين المغادرين، ومداخيل الرعاية، وحقوق البث التلفزيوني، وإيرادات يوم المباراة.

وتحسب مقابل ما جناه النادي من هذه البنود النفقات المتمثلة في رسوم ضم اللاعبين الجدد، ورواتبهم.

وأحيانا، تبرز الرابطة قدرا من التساهل من أجل تشجيع ودعم الأندية، إذ تسمح لها بأن يتجاوز إنفاقها قيمة إيراداتها، وذلك بحال ما قدمت الأندية للرابطة أي تصورات عن نجاح مقنع يمكن تحقيقه.

ويذكر هنا أن برشلونة فعل هذا الأمر مع الرابطة عندما ضم البولندي روبرت ليفاندوفسكي والبرازيلي رافيينا قبل موسمين، إذ راهن على تقدم الفريق في دوري الأبطال حتى ربع النهائي، وهو ما يتحقق.

في صيف 2023، فعّل لابورتا رافعة اقتصادية للنادي، قضت ببيع 10% من حقوق برشلونة من البث التلفزيوني مستقبلا لصندوق ليبيرو الألماني المختص في التمويل، مقابل 60 مليون يورو.

لكن الصندوق لم يلتزم بالعقد، ودفع إلى برشلونة 20 مليون يورو فقط، فيما وضع النادي في حساباته لرابطة الليغا دخول المبلغ كاملا.

وترتب على ذلك تخفيض الرابطة سقف رواتب برشلونة إلى 204 ملايين يورو، وطالبته بالوصول إلى هذا الرقم في العام الحالي، فيما كانت ميزانية رواتبه الفعلية عند إصدار السقف في سبتمبر 2023 (490 مليون يورو).

وفي يناير الماضي، رفضت الرابطة تسجيل البرازيلي فيكتور روكي ضمن قائمة برشلونة، قبل أن يطلب النادي منها تفعيل بنود المادة 77 من قوانينها، التي تسمح للأندية بضم أحد اللاعبين بدلا من لاعب مصاب، ليسجله برشلونة بدلا من غافي المصاب برباط صليبي.

دفع برشلونة نحو 15 مليون يورو لغوندوغان في عام واحد، قبل أن يتركه يرحل مجانا.

والسبب من وراء سلوك برشلونة تجاه غوندوغان هو رغبته في توفير راتبه من أجل تسجيل لاعبه داني أولمو الذي ينتظر في مكاتب الليغا حتى الآن.

وبجانب غوندوغان، باع برشلونة ميكايل فاي إلى رين الفرنسي، ويخطط كذلك لإعارة فيتور روكي إلى ريال بيتيس.

وباع برشلونة أيضا حصة من "استوديوهات البارسا" مقابل 40 مليون يورو لشركة أرا مارك، لكن رغم كل هذه الإجراءات، لا يزال النادي بعيدا عن الوصول إلى قاعدة 1/1.

وبحسب صحيفة تريبييونا، يواجه برشلونة حاليا عجزا بقيمة 100 مليون يورو في إيراداته مقابل مصروفاته.

وسيكون على برشلونة الاستمرار في بيع لاعبين آخرين من الفريق لتعديل وضعه، أو تسريع خطوات التفاوض مع شركة نايكي لتجديد عقد رعاية قميصه مبكرا (ينتهي في 2028)، وهو أمر إن تم سيضخ في ميزانيته 100 مليون يورو، ما سيضمن له موافاة القاعدة والعمل بشكل طبيعي مثل بقية الأندية.