كرة قدم
كشف الاتحاد الدولي لكرة القدم، فيفا، عن مبادرة جديدة من أجل التوعية بمخاطر إصابات الارتجاج في ملاعب الساحرة المستديرة، يتعاون فيها مع منظمة الصحة العالمية وخبراء في هذا المجال.
وقال الفيفا في بيان مشترك مع منظمة الصحة العالمية إن المبادرة تؤكد على اللاعبين أنه "لا توجد مباراة تستحق المخاطرة"، وتستهدف تسليط الضوء على مخاطر إصابات الدماغ، وتقديم المشورة والتوعية في هذا المجال.
قال رئيس الفيفا، جياني إنفانتينو، في تصريحات نشرتها وكالة رويترز: "من خلال معرفة علامات الارتجاج، والوعي بالمخاطر، ومعالجة الارتجاج بشكل صحيح، يمكنك المساعدة في وضع سلامة اللاعبين في المقام الأول".
بينما أكد المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، تيدروس أدهانوم غيبريسوس، في بيان أن "الارتجاج هو قضية صحية عامة مثيرة للقلق على جميع مستويات كرة القدم، والعديد من الرياضات الأخرى، وتتطلب مستويات أعلى من الوعي والعمل".
ويفضل الاتحاد الدولي لكرة القدم السماح للفرق بإجراء تبديل إضافي لإخراج أي لاعب يشتبه في إصابته في الرأس على الفور، وهذا يسمح للطاقم الطبي للفريق بتقييم الإصابات بشكل مطول دون ضغوط لمحاولة إعادة اللاعبين للملعب.
في لجنة وضع قواعد كرة القدم، عرقل الفيفا باستمرار مقترحات السماح بالتبديلات المؤقتة التي من شأنها أن تسمح للاعبين المصابين بارتجاج في المخ بتقييمهم لبضع دقائق فقط قبل العودة المحتملة إلى اللعبة.
لكن مجلس الفيفا وافق في مارس الماضي على استبدال اللاعبين المصابين بارتجاج في المخ بشكل دائم كتبديل إضافي، وتم تطبيق القاعدة في كأس كوبا أمريكا هذا العام.
أوضحت وكالة أسوشيتد برس أنه بعد 10 سنوات من الحالة المثيرة للقلق في نهائي كأس العالم 2014، للاعب منتخب ألمانيا كريستوف كرامر، يرسل الفيفا مجموعة أدوات إلى كل اتحاداته الوطنية للمساعدة في تثقيف جميع مستويات كرة القدم بأن أعراض إصابة الرأس قد تستغرق ما يصل إلى 72 ساعة للظهور.
وكان كرامر واصل اللعب ضد الأرجنتين لمدة 14 دقيقة بعد إصابته رغم أنه كان في وعكة صحية واضحة، وقال حكم المباراة نيكولا ريزولي لاحقا إنه نبه زملاءه بعد أن سأله اللاعب عما إذا كان يلعب في المباراة النهائية.
في كأس العالم 2022، عولج حارس مرمى إيران، علي بيرانفاند، لعدة دقائق في الملعب بعد اصطدام رأسه بزميله في الفريق، ثم واصل اللعب ضد إنجلترا قبل أن يتم استبداله.
أعلنت رابطة الدوري الإنجليزي تحركت مبكرا في هذا الصدد، عن استعدادها لتطبيق قوانين حماية اللاعبين من الارتجاج، بعد بحوث أجريت وأثبتت أن عددا كبيرا من اللاعبين السابقين تعرضوا لمرض الخرف أو الأمراض العقلية، بل ومنهم من مات منها بسبب الارتجاجات التي تعرضوا لها خلال فترات اللعب.
وتم تقديم مقترحين وقتها على طاولة مجلس الفيفا، الأول يفيد بأن اللاعب الذي يُظهر أعراض الارتجاج يخرج فورا من الملعب ولا يُسمح بعودته خلال فترة المباراة مرة أخرى، وليس هذا فقط بل يشارك لاعب بدلا منه ولا يتم احتسابه ضمن التبديلات المتاحة للفريق خلال المباراة.
أما المقترح الثاني فكان مستنبطا من اتحاد لعبة الرغبي، بحيث يؤخذ اللاعب المتأثر بالأعراض إلى غرفة الملابس لكي يخضع إلى فحص لرأسه يمتد من 10 إلى 15 دقيقة، على أن يسمح باستبدال اللاعب لفترة الفحص الطبي فقط ويكون مسموحا له بالعودة للمباراة مرة أخرى إذا ما صرح الأطباء.
واعتمد الفيفا بعدها المقترح الأول ورفض الثاني، ليبدأ في اتخاذ إجراءات فعلية في مكافحة الأخطار المترتبة على الأمر.
© 2025 blinx. جميع الحقوق محفوظة