هل تُغيّر "ركبة" رودي مستقبل كرة القدم؟

أثارت إصابة لاعب مانشستر سيتي الإنكليزي ومنتخب إسبانيا، رودري، وغيابه عن الملاعب لفترة طويلة، مخاوف كبيرة بشأن الوضع الصحي للاعبين وسط جدول مزدحم بالمباريات خلال الموسم الحالي 2024-2025.

وانضم مؤخرا لاعبون سابقون ومدربون مثل الفرنسي تييري هنري والإنكليزي جيمي كاراغر والإسباني بيب غوارديولا والهولندي إريك تن هاغ، إلى الأصوات المتزايدة التي تدعو إلى التغيير.

وقال مهاجم أرسنال الأسبق هنري إن "عدد كبير من اللاعبين فقدوا الشغف نحو اللعبة"، بينما يعتقد مدافع ليفربول سابقا كاراغر أنه "يتم التعامل مع اللاعبين مثل القطيع".

وقال الأستاذ المشارك في علوم كرة القدم في الكلية النرويجية للعلوم الرياضية، مارك أوسوليفان، إن "قدرة اللاعبين على فعل أي شيء لإيقاف هذا الأمر تقل".

وأبلغ أوسوليفان رويترز "اللعبة برمتها تم تخريبها وباتت تستهدف المستهلكين فقط، وفقا لرؤية الاتحاد الدولي للعبة (فيفا) والاتحاد الأوروبي (يويفا)، إذ يعصران القطرات القليلة المتبقية من الليمونة، وهما بذلك يهينان رفاهية اللاعبين".

ويضيف بقوله "هناك الكثير من التساؤلات الخطيرة حول استهلاك اللاعبين والتأثير طويل الأمد لإجبار اللاعبين على إعطاء الأولوية للأداء على المدى القصير على حساب الرفاهية على المدى الطويل".

وقال رودري، 28 عاما، الذي تعرض لإصابة في أربطة ركبته اليمنى خلال تعادل مانشستر سيتي 2-2 مع أرسنال في الدوري الإنجليزي الممتاز يوم الأحد الماضي، إن "العدد الأمثل للمباريات في الموسم الواحد التي يمكن للاعب أن يؤدي فيها بأعلى مستوى يتراوح بين 40 و50 مباراة فقط".

وقد يصل عدد المباريات التي يخوضها بعض اللاعبين إلى 80 لقاء، بعد زيادة عدد الفرق المشاركة في دوري أبطال أوروبا وإقامة كأس العالم للأندية الموسعة إلى جانب الارتباطات المتعلقة بالمنتخبات.

وتستضيف الولايات المتحدة النسخة الأولى من بطولة كأس العالم للأندية الجديدة التي ينظمها الفيفا بمشاركة 32 فريقا في الفترة من 15 يونيو إلى 13 يوليو من العام المقبل.

وقال لاعب منتخب إنكلترا الأسبق كاراغر لشبكة "سي بي إس" مؤخرا "لا أحد يريد اللعب في هذه البطولة، ولا أحد متحمس لها".

وأضاف "أفضل اللاعبين في العالم يتم التعامل معهم مثل القطيع".

وحذر الاتحاد الدولي للاعبين المحترفين "فيفبرو" العام الماضي، من المخاطر التي تهدد المواهب الشابة، وقارن بين حجم العمل الذي تتحمله الأسماء الكبيرة الحالية مثل جود بلينجهام وكيليان مبابي واللاعبين السابقين البارزين.

وبحلول سن 18، كان مبابي قد خاض أكثر من ضعف عدد المباريات الرسمية التي خاضها هنري، وتعرض الإنكليزي ولاعب ريال مدريد جود بيلينغهام لضغط مرتفع للغاية في عمر 19 مقارنة بلاعبين كبار لإنكلترا مثل واين روني وديفيد بيكهام عندما كانا في نفس العمر.

وقال نادي ريال مدريد الأربعاء إن مبابي تعرض لإصابة عضلية هذا الأسبوع، ليغيب عن ديربي العاصمة أمام أتلتيكو مدريد، بعد أن تعافى زميله بيلينغهام من إصابة أخرى مؤخرا.

قلق على المدى البعيد

يقول أوسوليفان إنه في حين يحتفل عالم كرة القدم بالنجم الإسباني الشاب لامين يامال، فإنه ينبغي أن يكون هناك قلق أكبر على سلامته على المدى الطويل.

وخاض لاعب برشلونة، 17 عاما، 50 مباراة في جميع المسابقات مع فريقه الموسم الماضي، ثم ساعد منتخب إسبانيا على الفوز بلقب بطولة أوروبا 2024.

وأضاف أوسوليفان "إنه صغير في السن وخاض 60 مباراة ولا يزال جسده في مرحلة النمو ويحتاج إلى الطاقة لينمو، ويحتاج إلى الطاقة لممارسة الرياضة، أنت تحرق شمعة من كلا الطرفين".

وأضاف أن "الإصابات التي تعرض لها النادي الكتالوني بغياب اللاعبين الشباب لمدى طويل أمثال بيدري وأنسو فاتي وبابلو جابي، ترسل تحذيرا بشأن ضرورة العناية باللاعبين في سن صغيرة".

وأتم "إذا واصلنا المضي قدما وفقا لنهج ‭‭‭'‬‬‬لدينا وسائل أفضل للتعافي ولدينا ابتكارات جديدة للتعافي‭‭‭‬‬‬ فسيكون كل ما تفعله هو وضع شريط طبي لاصق على ورم".