الثورة الفرنسية تحاصر "الملكي" مبابي

فتحت جماهير منتخب فرنسا النار على نجم ريال مدريد، الفرنسي، كيليان مبابي، الذي أثار موجة من الجدل عقب مشاركته مع فريقه خلال مواجهة فياريال (السبت) في الدوري الإسباني، بعد يوم واحد من استبعاده من قائمة منتخب "الديوك" بداعي الإصابة.

وكان مبابي تعرض لإصابة في عضلات الفخذ الخلفية يوم 24 سبتمبر أمام ديبورتيفو ألافيس بالدوري الإسباني، وكانت التوقعات تشير إلى احتياجه 3 أسابيع من أجل التعافي، لكن اللاعب غاب عن ديربي مدريد فقط بالدوري، قبل أن يفاجئ الجميع بالعودة للمباريات بعد 8 أيام فقط، ودخوله بديلا أمام مواطنه ليل بدوري أبطال أوروبا.

فرنسا تستبعد مبابي

بعدها بيوم واحد أعلن مدرب منتخب فرنسا ديديه ديشامب قائمة الديوك التي سيخوض بها مباراتين في دوري الأمم الأوروبية ضد إسرائيل وبلجيكا يومي 10 و14 أكتوبر الحالي، والتي خلت من اسم مبابي، مبررا ذلك بأن اللاعب: "لديه مشكلة لكنها ليست فادحة، ويحتاج للرعاية كي يتعافى بشكل جيد".

إلا أن الشكوك تصاعدت بشأن سبب الاستبعاد، بعدما أعلن ريال مدريد استدعاء لمواجهة فياريال في الدوري الإسباني، ووصلت إلى ذروتها مع مشاهدة اللاعب "الذي يحتاج للرعاية" وهو يلعب 70 دقيقة كاملة أساسيا في ملعب سانتياغو برنابيو، مما أثار جدلا بين الجمهور الفرنسي، بشأن اللاعب الذي بدا أنه بات أكثر ولاء للنادي الملكي من منتخب بلاده.

وتساءلت جماهير "الديوك": كيف يلعب مبابي مع ريال مدريد رغم أنه لم يتم استدعاؤه لمنتخب بلاده بسبب مشكلات بدنية؟.. وحاولت وسائل الإعلام الفرنسية إيجاد إجابة عن هذا التساؤل، لكن الخيارات تراوحت بين اتهام اللاعب بالامتناع عن التعاون، وصولا لاتهامه بالتخاذل، والتشكيك في اهتمامه بارتداء قميص فرنسا حاليا.

مبابي يدمر نفسه

بنبرة غاضبة، أكدت صحيفة "ليكيب" الفرنسية واسعة الانتشار أن كيليان مبابي يدمر نفسه ويدمر صورته مع المنتخب، ويضع مدربه في مأزق، بسبب مثل تلك السيناريوهات المثيرة للجدل التي يسير عليها.

بينما رجحت صحيفة "لوباريزيان" أن غياب مبابي عن منتخب فرنسا سببه تعنت ريال مدريد مع اللاعبين الدوليين، متهمة اللاعب في الوقت ذاته بالخضوع لتلك الأمور التي ليس من حق النادي إلزامه بها.

لكن الأمر الأكثر سوءا بالنسبة لمهاجم ريال مدريد أن هناك إجماعا بين الصحافة الفرنسية على أن مبابي ليس متحمسا بشدة لتمثيل منتخب بلاده بقدر حماسه لأن يكون الهداف التاريخي، خاصة بعدما أصبح النجم الأوحد تقريبا في الفريق حاليا مع اعتزال أنطوان غريزمان اللعب الدولي مؤخرا.

فتور علاقة مبابي ومنتخب فرنسا

أوضحت وكالة الأنباء الإسبانية أن مسألة العنصرية ربما تكون السبب الحقيقي وراء فتور العلاقة بين مبابي ومنتخب فرنسا، عائدة بالذاكرة إلى عام 2021 عندما كان مبابي على وشك ترك الفريق بعد تعرضه لإهانات عنصرية على خلفية إهداره ركلة جزاء أمام سويسرا تسبب في خروج "الديوك" من ثمن نهائي كأس أمم أوروبا.

وأشارت إلى أن اللاعب خاض مواجهات إعلامية مع لاعبين مثل المهاجم المعتزل أوليفييه جيرو، الذي اتهم مبابي علانية بأنه لا يمرر له الكرة، ثم ومع بداية الموسم الجديد احتك مع الجمهور الذي اتهمه بسوء المستوى، مما جلب عليه وبال انتقادات نجوم الكرة الفرنسية.

وهاجم نجم الديوك السابق، ليزارزو، مبابي بعد تصريحه بأنه لا يكترث للاستقبال الذي منحه له الجمهور الفرنسي خلال مباراة إيطاليا الأخيرة في دوري الأمم الأوروبية، في ملعب حديقة الأمراء حيث لعب خلال الأعوام الماضية.

وأدلى قائد منتخب فرنسا الأسبق، باتريس إيفرا، برأيه في هذا الشأن خلال مداخلة مع برنامج رياضي إذاعي، حيث خاطب الصحافة قائلا: "تكمن المشكلة فيكم أنتم، صحيح أنه فاز بكأس العالم، لكن مع كل الاحترام، بنزيما أفضل منه بمراحل".