كيف تحولت Esports إلى دجاجة تبيض ذهبا لنجوم كرة القدم؟

تعتبر الرياضات الإلكترونية منافسات احترافية في عالم ألعاب الفيديو، وكلمة رياضة هنا تشير للتنافس وليس كرياضة تُمارس بشكل فعلي، يتم تنظيمها على شكل بطولات محلية أو دولية بمشاركة لاعبين، سواء فرديا أو جماعيا، وتتضمن أنماط لعب مختلفة مثل ألعاب التصويب من منظور الشخص الأول أو Counter strike إذا كنت من الجيل القديم، وإذا كنت من جيل Z فمثل لعبة Valorant.

توجد أيضا ألعاب المعارك الجماعية التي تحتوي على فرق، وأشهر هذه المنافسات هي معشوقة الجميع League of Legends.

وبجانب ذلك هناك الألعاب الخاصة بالرياضة الإلكترونية مثل FIFA وNBA 2K.

ويتمثل الفارق الجوهري بين الاثنين في أن الـ"Gaming" يعد نشاطا غير احترافي، قد يكون هناك مليار "غيمر" بينما هناك فرق محترفة متخصصة.

ويمكن لنشاط "الغيمينغ" أن يمارسه أي شخص للمتعة أو الإنجاز كما أنه لا يحتاج إلى أي التزام صارم أو تدريبات، كما أنه لا توجد عقود رعاية أو حوافز مالية مثل الموجودة في عالم Esports.

يعتبر عالم الرياضات الإلكترونية أو Esports، صناعة في أوج قمتها في الوقت الحالي، إذ إنه من المتوقع بنهاية العام الحالي 2024 أن تحصد 4.3 مليار دولار في العوائد وفقا لموقع Statista المتخصص في الإحصاءات والبيانات.

وبحلول عام 2029 فإن العوائد العالمية للـ Esports من المتوقع أن تصل إلى 5.9 مليار دولار، نظرا لانتفاع الصناعة من مشاركة أسماء بعينها من لاعبي كرة القدم أصحاب الشهرة الواسعة فيها.

وفيما يخص نجوم كرة القدم ودخولهم إلى هذا المجال، فهناك طريقتان لدخول لاعبي كرة القدم إلى عالم الـ (Esports).

الأولى تتضمن تخصيص وقتهم لبناء قاعدة جماهيرية على مواقع التواصل من المتابعين الذين يرغبون في مشاهدتهم يلعبون لعبة فيديو.

والثانية، تتضمن استثمار الأموال بشكل مباشر في مؤسسة Esports موجودة أو إنشاء واحدة جديدة.

معظم مؤسسات الـ Esports تعمل بطريقة مشابهة لأندية كرة القدم الاحترافية، ولديها فرق ثابتة لألعاب معينة، على سبيل المثال هناك فريق للعبة EAFC وأيضا للعبة Call of Duty أو Fortnite وهي الألعاب والفرق الأشهر.

الألعاب السابق ذكرها هي أكثر شهرة مع League of Legends لحصد المال من خلال الدورات أو حتى لبناء قاعدة جماهيرية كبيرة على منصات البث مثل "تويتش".

وبمجرد أن يصبح لدى اللاعبين جمهور على هذه المنصات، حينها يحققون المال عبر عوائد الدعاية والتبرعات والاشتراكات.

وتعد الرياضات الإلكترونية هي مستقبل الترفيه، كما أنها في الوقت نفسه تتطور بسرعة كبيرة لدرجة أن المستقبل أصبح لها الآن.

ووفقا لمنصة Newzoo، فجمهور الـ Esports في عام 2021 كان أكثر من 474 مليون مستخدم، والعوائد حينها تخطت حاجز المليار دولار.

ولم يعد الأمر مقصورا على الرياضيين أو لاعبي كرة القدم، إذ اقتحمت شركات شهيرة مثل "نايكي" و"أديداس" و"بوما" و"فيزا" وغيرها عالم الرياضات الإلكترونية.

ويبدو الأمر أشبه باستثمار مستقبلي مبني على رؤية واضحة لسوق تنمو في المستقبل القريب، خاصة مع طريقة استهلاك المحتوى التي تتطور بسرعة رهيبة، فهو أشبه بوضع استثمار في صناعة نامية.

يعد سيرخيو أغويرو نجم مانشستر سيتي السابق هو أبرز مثال على دخول لاعبي كرة القدم في عالم الرياضات الإلكترونية، إذ يمتلك فريقه الخاص بجانب كونه لديه البث الخاص به كلاعب بنفسه.

أغويرو أطلق قناته الخاصة على منصة Twitch في 2020، وكان يلعب ألعابا مثل FIFA حينها قبل أن يتغير اسمها إلى EAFC وكذلك لعبة Valorant.

واعتُبر حينها أغويرو واحدا من أسرع الحسابات نموا على منصة تويتش في عام 2020، إذ حصد أكثر من 800 ألف متابع في شهر واحد.

وبعد 3 أعوام أنشأ فريقه الخاص KRU Esports وأصبح المدير التنفيذي له، وبعد ذلك انضم إليه زميله السابق في المنتخب الأرجنتيني ونجم إنتر ميامي الحالي ليونيل ميسي كشريك لمساعدته على نمو العلامة التجارية عالميا.

أغويرو نفسه حاليا يمتلك أكثر من 4.8 مليون متابع على "تويتش".

ولا يعتبر أغويرو وحده مثالا، بل هناك كاسيميرو نجم مانشستر يونايتد وديفيد دي خيا حارس فيورنتينا وبرونو فيرنانديز قائد مانشستر يونايتد وغيرهم ضمن اللاعبين الذين يستثمرون في فرق Esports دون أن تكون لديهم قنوات بث لأنفسهم وهم يلعبون.

كاسيميرو أسهم في إطلاق فريق عام 2020 اسمه Case Esports يركز على لعبة واحدة فقط هي Counter-Strike، وحقق فريقه أكثر من 111 ألف دولار في 39 بطولة.

أما دي خيا فأطلق فريق Rebels Gaming الذي يلعب لعبة واحدة وهي League of Legends وانضم إليه برونو فيرنانديز وخوان ماتا زميلاه السابقان في مانشستر يونايتد، وحقق الفريق أكثر من 77 ألف دولار من 27 بطولة.

فريق ديوغو جوتا حصد أكثر من 450 ألف دولار من 20 بطولة.

وفقا لشبكة "أثليتك" فاستثمار لاعب الكرة لا يعني أنه يجب أن يدفع المال أو يشتري سهما في فريق، فبناء جمهور على منصة "تويتش" ثم تحقيق الإيرادات من خلال الإعلانات وعقود الرعاية والتبرعات، هذه الطريق هي الأهم والأصعب.

الفريق هنا مثل فريق كرة القدم، فبجانب رواتبهم، عادة توظف هذه الفرق عددا كبيرا من فرق الدعم من بينهم طهاة ومتخصصون في التغذية وأخصائيون نفسيون ومدربون، بجانب النفقات التسويقية.

لاعبو كرة القدم يضيفون قيمة للفريق نفسه، على سبيل المثال ديفيد بيكهام نجم مانشستر يونايتد وريال مدريد السابق انضم إلى Guild Esports، والفريق حقق أكثر من 15 مليون دولار على مدار 5 سنوات.

دائما ما يكون هناك خياران، إما أن يتم تأسيس فريق من الصفر ثم يصعد معه اللاعب السلم، أو طريق الدخول إلى فريق جاهز، وهذا ما فعله نجم ليفربول وهولندا فيرجيل فان دايك الذي انضم إلى فريق Tundra Esports.