ثأر وانسحاب وتحقيق.. القصة الكاملة لـ"مباراة" مطار الأبرق

لم تتوقف ردود الفعل طوال الساعات الماضية حول ما اصطلح على تسميته بـ"أزمة مطار الأبرق"، والتي تتعلق ببعثة المنتخب النيجيري لكرة القدم التي أمضت ساعات طويلة في مطار الأبرق بليبيا، قبل أن تنسحب رافضة اللعب أمام الأخيرة، في تصفيات أمم أفريقيا 2015، وتعود إلى بلادها.

كيف بدأت الأزمة؟

اجتاحت مواقع التواصل الاجتماعي، صباح الإثنين، صور لبعثة المنتخب النيجيري، وهي عالقة في مطار الأبرق اللليبي، في وقت افترش فيها بعض نجومها الأرض لأخذ قسط من الراحة.

وبحسب وكالة الصحافة الفرنسية، بقي أفراد منتخب نيجيريا في مطار الأبرق في ليبيا لأكثر من 15 ساعة، بعد هبوط طائرتهم التي كان من المفترض أن تحط في مطار بنغازي لكن تم تحويل مسارها إلى مطار الأبرق.

وكانت البعثة في طريقها إلى بنغازي لمواجهة منتخب ليبيا في الجولة الرابعة من التصفيات المؤهلة إلى كأس أمم أفريقيا 2025 في المغرب، الثلاثاء.

وكان المنتخب النيجيري حقق فوزا مهما على نظيره الليبي في الجولة الثالثة، يوم الجمعة الماضي، بهدف دون رد، ليعتلي صدارة المجموعة الرابعة برصيد 7 نقاط، فيما تجمد رصيد ليبيا عند نقطة واحدة بالمركز الأخير.

معاملة بالمثل أم ظرف قاهر؟

في الوقت الذي كانت فيه وسائل إعلام نيجيرية تنتقد الوضع الذي تواجد فيها نجوم "النسور الممتازة"، كانت تقارير أخرى متفرقة في وسائل إعلام أفريقية وليبية، تشير إلى أنهم استحقوا ما حدث لهم، وذلك بسبب مبادرتهم بإساءة معاملة المنتخب الليبي.

وكان منتخب ليبيا لكرة القدم حظي باستقبال كارثي لدى وصول بعثته إلى نيجيريا، الأسبوع الماضي، حيث احتجز اللاعبون لأكثر من 3 ساعات في مطار لاغوس، وتم نقل الفريق في ظروف صعبة وسط الغابات لمسافة تزيد على 200 كيلومتر إلى المدينة المستضيفة للمباراة.

وحدث ذلك رغم وصول المنتخب الليبي بطائرة خاصة، وأنه كان يود الهبوط في مدينة أويو وليس لاغوس.

وبدوره، عبّر الاتحاد الليبي لكرة القدم الإثنين عن "قلقه العميق" بشأن تحويل رحلة نيجيريا، وقال في بيان: "نأسف لأي إزعاج قد حدث، نود التأكيد على أن مثل هذه الحوادث قد تحدث نتيجة بروتوكولات روتينية تتعلق بمراقبة الحركة الجوية، وإجراءات الأمان، أو التحديات اللوجستية التي تؤثر على السفر الجوي الدولي".

انسحاب نيجيريا

في خضم الترقب في نيجيريا، أطلع ويليام تروست إيكونغ، قائد "النسور الخضراء"، الجماهير على الوضع الصعب الذي تعرض له الفريق على موقع التواصل الاجتماعي "إكس"، وكتب: "أكثر من 12 ساعة في مطار مهجور بليبيا بعد أن تم تحويل مسار طائرتنا أثناء الهبوط، وألغت الحكومة الليبية هبوطنا المعتمد في بنغازي دون سبب".

وأردف: "كقائد للفريق وبموافقة جميع أفراده قررنا عدم خوض المباراة.. ليحصلوا على النقاط".

ولم يتأخر قرار الانسحاب طويلا، إذ نشرت قناة "تي في سي" النيجيرية مقطع فيديو للاعبي المنتخب النيجيري وهم يصعدون إلى الطائرة مرفقة إياه بـ"خبر عاجل" قالت فيه: "لاعبو النسور يغادرون ليبيا بعد ساعات من احتجازهم كـ(رهائن) في المطار".

الكاف يحقق في الواقعة

أصدر الاتحاد الأفريقي لكرة القدم "كاف"، بيانا رسميا، بشأن أزمة مطار الأبرق، الذي بات مصير نقاط مباراة ليبيا ونيجيريا معلقا بسببه.

وأكد الاتحاد في البيان الذي نشره عبر موقعه الإلكتروني أنه ينظر إلى التجارب المزعجة وغير المقبولة التي مر بها المنتخب النيجيري في مطار في ليبيا على محمل الجد.

وأضاف: "أجرى الاتحاد الأفريقي لكرة القدم اتصالات مع السلطات الليبية والنيجيرية بعد أن أُبلغ بأن المنتخب النيجيري وفريقه الفني تقطعت بهم السبل في ظروف مزعجة لعدة ساعات في مطار يُزعم أنهم تلقوا تعليمات بالهبوط فيه من قبل السلطات الليبية".

وأتم البيان: "تمت إحالة الأمر إلى لجنة الانضباط التابعة للاتحاد الأفريقي لكرة القدم للتحقيق وسيتم اتخاذ الإجراءات المناسبة ضد أولئك الذين انتهكوا النظام الأساسي واللوائح الخاصة بالاتحاد".

هل تعاقب نيجيريا على الانسحاب؟

قد يجد الاتحاد الأفريقي نفسه في ورطة بشأن القرار الذي سيصدر بخصوص المباراة، لجهة تعقيدات الأزمة، في ظل إرجاع الاتحاد الليبي الامر إلى ظروف الطيران، لتنتقل مباراة ليبيا ونيجيريا إلى المطار بدلا من أرض الملعب، في ظل الأخذ والرد بين الجانبين.

وأكدت تقارير نيجيرية أن "الكاف" يراقب باهتمام ما يجري بشأن مباراة ليبيا ونيجيريا والاتهامات الموجهة للاتحاد الليبي للعبة، مشيرة إلى أنه سيعاقب نيجيريا بالخسارة 0-3 وفقا لنص القانون.

وينص قانون "الكاف" على اعتبار المنتخب الذي يعلن انسحابه من المباراة خاسرا بثلاثة أهداف، فضلا عن عقوبات مالية أخرى.

وفي ظل هذا الغموض، ينتظر الجميع نتائج التحقيق الذي فتحه الكاف وما سيصدر عنه من قرارات.