"ميسي الأبدي".. ملك برشلونة يأسر مدريد

يواصل قائد منتخب الأرجنتين ليونيل ميسي رسم لوحاته الخاصة في ملاعب كرة القدم، وإبداعاته التي لا تنتهي، مؤكدا أن الرحلة الأسطورية التي قطعها مع الساحرة المستديرة لن تنتهي بسهولة في وقت قريب، مهما تقدم به العمر.

يثير ميسي من آن لآخر شغف عشاقه ومحبيه بشكل خاص، وعشاق كرة القدم الجميلة بشكل عام، حيث يثبت لهم في كل مرة أن سحره لا ينتهي، وأنه سيظل ينثره في كل ملاعب العالم ما دام باقيا، ولم يقرر الابتعاد.

ميسي، صاحب الـ37 عاما، رسم لوحة جديدة من لوحاته الإبداعية، خلال مواجهة الأرجنتين أمام بوليفيا، في التصفيات المؤهلة لكأس العالم 2026، حيث سجل 3 أهداف وصنع هدفين ليقود راقصي التانغو لتحقيق فوز كبير بـ6 أهداف من دون رد.

ملك برشلونة يحتل مدريد

أسطورة برشلونة على مر العصور تمكن بسحره من إجبار صحف العاصمة الإسبانية مدريد على الخضوع، والاعتراف بأفضليته وأبديته في عالم كرة القدم، متناسية ويلات العذاب التي كان يذيقها لفريقها الكبيرين عندما كان لا يزال يصول ويجول في ملاعب "الليغا".

وكان ميسي كوى عملاقي العاصمة الإسبانية ريال مدريد وأتلتيكو مدريد بناره في مناسبات كثيرة، عندما كان يلعب مع برشلونة، ومزق شباكهما بالكثير من الأهداف الأيقونية التي حفرت لنفسها مكانا في أذهان جماهير الفريقين قبل باقي محبي وعشاق "البرغوث".

عودة ميسي الأبدي

ألقت صحيفتا "آس" و"ماركا" الإسبانيتان الضوء على سحر ميسي الذي لا ينتهي، بعد مباراة الأرجنتين وبوليفيا، مجمعة على أنه أثبت كونه اللاعب "الأعظم" أو "الأبدي" في عالم كرة القدم.

وألقت "ماركا" الضوء على الحالة المزاجية العالية التي كان يتمتع بها ميسي احتفالا بعودته إلى بلاده الأرجنتين لأول مرة بعد أكثر من 300 يوم، موضحة أنه: "عندما يكون ليو في مزاج الاحتفال فلا يمكن لأي أحد فعل أي شيء أمامه".

وكان ميسي خاض آخر مباراة مع راقصي التانغو في الأرجنتين يوم 17 نوفمبر 2023، عندما سقط الفريق في فخ الخسارة أمام أوروغواي بنتيجة 0-2، في الجولة الخامسة من تصفيات كأس العالم 2026.

وأشارت الصحيفة الإسبانية إلى أن قائد الأرجنتين استعرض مهاراته بتسجيل هاتريك وتقديم تمريرتين حاسمتين ليقود فريقه لفوز ساحق بنتيجة 6-0.

وقت التحرر

ألقت "ماركا" بشكل خاص الضوء على الهدف الأول لميسي، والذي رفع به رصيده الدولي إلى 110 أهداف، ليفض الشراكة مع الإيراني علي دائي في قائمة أكثر اللاعبين تهديفا مع المنتخبات، ويصبح في المركز الثاني منفردا خلف أسطورة البرتغال كريستيانو رونالدو (133 هدفا).

وأوضحت أنه بعد هذا الهدف بدأ ميسي عرضه الاحتفالي المميز، مقدما تمريرتين حاسمتين إلى زميليه لاوتارو مارتينيز وجوليان ألفاريز سجلا منها الهدفين الثاني والثالث، قبل أن يسجل هو بنفسه الخامس والسادس، ليمتع عشاقه بواحدة من أفضل مبارياته.

ميسي.. انتهى الكلام

على الجانب الآخر، أكدت صحيفة "آس" أن كل الكلمات انتهت في وصف أسطورة ميسي، وعجزت عن التعبير عما وصل إليه من سحر، لكنه رغم ذلك لا يتوقف عن تقديم مفاجآته وإبداعاته من آن لآخر.

وأشارت إلى أنه دخل مباراة بوليفيا بهدف واحد وهو إمتاع الجماهير التي جاءت لحضور اللقاء، وقامت بتشجيعه بحرارة على مدار أوقاتها، لتمنحه الوقود الذي استغله في رسم لوحته الفنية الجديدة.

وأوضحت أنه بعدما أهدى البرغوث زميليه لاوتارو مارتينيز وجوليان ألفاريز تمريرتين حريريتين سجلا منها الهدفين الثاني والثالث، اختار هو الدقائق الأخيرة من اللقاء من أجل ترك بصمته في الاحتفال الكرنفالي وتسجيل هدفين جديدين أكمل بهما سداسية الأرجنتين.

اعترافات مدريدية

تأتي تلك الاعترافات المدريدية في وصف أسطورة الغريم التقليدي برشلونة لتثبت أن سحر اللاعب وإبداعاته طغت على أي عداوة، وأن ملك القلعة الكتالونية تمكن من أسر قلوب العاصميين وإجبارهم على الخضوع والاعتراف بأفضليته على من سواه.

وكان ميسي واجه ريال مدريد خلال مسيرته مع برشلونة في 47 مباراة، سجل خلالها 26 هدفا جعلته الهداف التاريخي للكلاسيكو، وصنع 14، بينما لعب أمام أتلتيكو 43 مباراة، سجل خلالها 32 هدفا وصنع 9 أهداف.

مدريد تكرم "الأعظم"

بعيدا عن تألقه أمام بوليفيا فإن صحيفة "ماركا" كشفت مؤخرا أنها أعدت حفلا خاصا لتكريم ليونيل ميسي سيقام في مدينة ميامي الأميركية معقل ناديه الحالي إنتر ميامي، يوم 17 أكتوبر الحالي.

وقالت الصحيفة: "ميسي هو البطل الرئيسي للاحتفال الذي أعدته "ماركا" في ميامي على شرفه.. مسيرة مثل مسيرته تستحق اعترافا خاصا، مثل الجائزة التي ستقدمها الصحيفة له".

وأضافت: "الألقاب الـ46 التي جمعها ابن روزاريو منذ أن أصبح محترفا تمثل رقما قياسيا في تاريخ كرة القدم العالمية، وهذه الجائزة تؤكد أننا لا نواجه مجرد أسطورة، بل الأعظم على الإطلاق".

إرث لا ينسى

واصلت الصحيفة التأكيد أن "ميسي لا يزال يُظهر مهاراته في كل مباراة، على صعيد الأهداف، والتمريرات الحاسمة"، مؤكدة أن مسيرة قائد الأرجنتين لا تزال حية.

وتابعت "ماركا" أن ميسي: "سيظل دائما يذكر بأنه كان لاعبا في برشلونة، فسنوات عدة قضاها وهو يرتدي قميص البلوغرانا، وما حققه من أهداف وألقاب تركت إرثا لا يُنسى في كامب نو".

وأضافت: "هناك بدأ كل شيء، ومن ظهوره الأول، في عام 2004، ضد إسبانيول حتى الآن، لم نتوقف عن مشاهدة العروض البهرة من لاعب سيظل خالدا في تاريخ كرة القدم".

يذكر أن ميسي ارتدى قميص برشلونة في 778 مباراة في كل المناسبات، سجل خلالها 672 هدفا وصنع 303، وأصبح الهداف التاريخي للنادي على مر العصور.

وقاد البرغوث برشلونة لتحقيق 35 لقبا، بينها 4 ألقاب لدوري أبطال أوروبا، و10 ألقاب للدوري الإسباني، و3 ألقاب للسوبر الأوروبي ومثلها في كأس العالم للأندية، و7 ألقاب في كأس ملك إسبانيا، و8 في السوبر الإسباني.