مبابي.. من حلم الريال إلى كابوس الأزمات

فجّرت تقارير سويدية مفاجأة مدوية خلال فترة التوقف الدولي الأخيرة، التي شهدت غياب مبابي عن منتخب فرنسا بداعي الإصابة، عندما قالت إنه "تورط في اعتداء جنسي على فتاة داخل أحد الفنادق، بعدما تقدمت هي بشكوى وادعت ذلك".

لكن المثير أن الفريق القانوني الخاص باللاعب الفرنسي أكد أنه "لم يتم إبلاغه بشيء رسمي حتى الآن"، لافتا إلى أن "الشكوى لا تتضمن اسم مبابي أيضا بشكل صريح".

وكانت محطة "إس في تي" العامة السويدية، إضافة لصحيفتي "إكسبريسن" و"أفتونبلاديت" اليوميتين، ذكرت نقلا عن مصادر لم تذكر هويتها، أن مبابي (25 عاما) مشتبه به في القضية.

وأفاد دفاع مبابي أيضا، في بيان نشرته وكالة رويترز، بأن "هذه الاتهامات عارية تماما عن الصحة، وغير مسؤولة، ونشرها غير مقبول.. لن يتسامح كيليان مبابي تحت أي ظرف من الظروف مع ما يتعلق بنزاهته وسمعته وشرفه من خلال تلميحات لا أساس لها من الصحة".

بينما نشر اللاعب رابطا لقصة إعلامية فرنسية في هذا الصدد، وكتب "أخبار زائفة"، واكتفى بذلك في البداية.. ومع تصاعد الأحداث، قدّم مبابي تعليقا غير مباشر من خلال المحامية الخاصة به ماري أليكس كانو برنار، التي قالت عبر وكالة "فرانس برس" إن "كيليان يحتفظ بأولوية تفسيراته، إذا لزم الأمر، للقضاء السويدي".

ريال مدريد من جانبه لم يقف مكتوف اليدين، رغم عدم نشر أي بيان رسمي تعليقا على هذه القضية، حيث سخر مصدر من داخل النادي، رفض الكشف عن هويته، من تلك "الشائعات"، وقال إنها "أكبر أخبار كاذبة في تاريخ الرياضة"، قبل أن ينخرط اللاعب في التدريبات بشكل طبيعي.

المثير أن بعض رواد مواقع التواصل الاجتماعي زعموا أن مبابي "يتورط في تلك القضية، بتدخل من نادي باريس سان جيرمان"، نتيجة الخلافات التي لا تخفى على أحد، ونشبت بين الطرفين على مدار الأشهر الماضية، منذ رحيله عن الفريق مجانا، وحتى مطالبة اللاعب بالحصول على بعض المستحقات المالية.

في شهر يوليو الماضي، وبعد أيام قليلة من الإعلان الرسمي عن صفقة انتقال مبابي إلى ريال مدريد، قالت صحيفة "ليكيب" الفرنسية إن كيليان طالب ناديه السابق باريس سان جيرمان بالحصول على مبلغ ضخم بقيمة 100 مليون يورو.

لكن ما السر وراء هذا المبلغ؟.. تقول الصحيفة إن مبابي يمتلك مستحقات متأخرة لدى باريس سان جيرمان، تمثل إجمالي مكافآت وأجور متأخرة كان من المفترض أن يحصل عليها في أبريل الماضي.

ويقول المصدر إن الأمر امتد إلى معركة قانونية، لكن باريس سان جيرمان لم يكن الطرف الأقوى فيها، ولجأ إلى بعض الوسطاء في محاولة لإقناع مبابي بالتنازل عن جزء كبير من المبلغ المذكور سلفا.

وأشار البعض إلى أن "معركة" مبابي مع مسؤولي بطل فرنسا لعبت الدور الأكبر في تراجع مستواه خلال أسابيعه الأولى مع ريال مدريد، وأثرت بشكل كبير على حالته الذهنية بين صفوف "الملكي"، بينما ذهب البعض إلى أن السبب الحقيقي هو "الضجة الإعلامية التي أحاطت بالصفقة".

بلغة الأرقام، يتربع مبابي على صدارة هدافي ريال مدريد في كل البطولات خلال الموسم الحالي، بعد أن سجل 7 أهداف وأسهم بتمريرة حاسمة واحدة على مدار 11 مباراة فقط.

البداية جاءت مبشرة للغاية عندما هزّ مبابي شباك أتالانتا الإيطالي في الفوز 2-0، والتتويج بلقب كأس السوبر الأوروبي 2024، خلال ظهوره الرسمي الأول بقميص الفريق "الملكي".

لكن مبابي تأخر كثيرا وانتظر حتى الجولة الرابعة، ليُسجل أول أهدافه في الدوري الإسباني، عندما صام عن التهديف أمام ريال مايوركا وبلد الوليد ولاس بالماس، ثم انفجر بثنائية الفوز 2-0 على ريال بيتيس.

صحيح أن مبابي سجل في 4 مباريات متتالية على مستوى الدوري الإسباني، وزار شباك الخصوم في كل البطولات حتى الآن؛ بما فيها دوري أبطال أوروبا وكأس السوبر القاري، إلا أن الجماهير تنتظر منه المزيد.

ومع كثرة الشائعات والأزمات حول مبابي، تحيط حالة من القلق بجماهير بطل إسبانيا وأوروبا التاريخي، خوفا من تأثيرها المحتمل على لاعب يبلغ من العمر 25 عاما ويتوقع له الكثيرون أن يكون الوريث الشرعي لأسطورة البرتغال كريستيانو رونالدو في قلعة سانتياغو برنابيو.