شيكابالا وجمهور الأهلي.. 17 عاما من المناوشات والجدل

كان شيكابالا إحدى المواهب الواعدة في نادي الزمالك مطلع القرن الحالي، وقدّم مستويات مبشرة للغاية ورشحه الكثيرون ليكون الوريث الشرعي للأسطورة حازم إمام، الذي كان في طريقه وقتها للاعتزال نهائيا، لكنه اختار الاحتراف من بوابة فريق باوك اليوناني خلال عام 2005 وظلّ معه لمدة موسم واحد فقط، وحاول العودة إلى "الأبيض".

محاولات شيكابالا للعودة إلى الزمالك باءت بالفشل في بادئ الأمر، بعد تمسك باوك بالحصول على 600 ألف يورو وقتها نظير الاستغناء عنه، بينما كان الغريم التقليدي الأهلي على استعداد لسداد هذا المبلغ.

وقال مدير التعاقدات في الأهلي وقتها عدلي القيعي، خلال تصريحات إعلامية سابقة: "أحد المقربين من شيكابالا وقتها أبلغني برغبته في الانتقال إلى الأهلي، بل وتواصل معنا أكثر من مرة حتى حصلت على الموافقة من الجهاز الفني وأنهيت كل الإجراءات وحصلت على توقيعه".

واستدرك: "لكن حسن حمدي (رئيس الأهلي وقتها) رفض نزوله الملعب حتى نحصل على البطاقة الدولية من باوك، بعدها حدثت تعديلات في مجلس إدارة باوك، واضطر شيكابالا لرفع قضية على النادي من أجل تفعيل عقده معنا، وبعدها تلقى هو اتصالا من الزمالك، طلبوا منه التنازل عن الشكوى لتسهيل انضمامه إلى الفريق".

وأردف: "شيكابالا تنازل عن الشكوى لاحقا، ثم حصل على عقده مع الأهلي دون أي أزمة، وعاد إلى الزمالك".

ويقول شيكابالا عن سر اختياره للأهلي وقتها: "الزمالك لم يكن جادا في التعاقد معي مرة أخرى، لم يكن أمامي أي حل آخر سوى الأهلي، لكن بعدها تغيّر الوضع تماما وعدت إلى الفريق من جديد" واستمر معه حتى 2024، وخرج خلال تلك الفترة في عدة تجارب مختلفة منها مع أندرلخت البلجيكي والوصل الإماراتي والرائد السعودي وأولمبياكوس اليوناني، لكنها لم تكلل بالنجاح.

دخل شيكابالا في اشتباكات مع جماهير الأهلي خلال عام 2007، عندما كان يبلغ من العمر 21 سنة فقط، وسط روايات متضاربة من الطرفين بشأن "من بدأ النزاع أولا؟".

يقول شيكا إن "جمهور الأهلي تعمد إهانتي بألفاظ عنصرية خلال مباريات الفريقين وقتها، لدرجة دفعتني للخروج عن شعوري، ورفعت حذائي في وجه عدد كبير منهم في استاد القاهرة".

في المقابل، هنالك رواية تتداولها جماهير الأهلي عن كون شيكابالا هو من تعمد استفزازهم بعد أن صنع هدفا لزميله تامر عبدالحميد في فوز الزمالك بالديربي 2-0 خلال عام 2007، لتبدأ سلسلة من الاشتباكات بينهما.

هدأ الوضع كثيرا بين شيكابالا وجمهور الأهلي، عندما بادر لاعب الزمالك بزيارة مقر النادي والظهور على قناته الرسمية أثناء تقديم واجب العزاء عقب وفاة 72 مشجعا في حادث بورسعيد الشهير عام 2012.

شيكابالا طلب من لاعبي الزمالك والإسماعيلي إلغاء مباراة بين الفريقين، كانت تقام بالتزامن مع حادث بورسعيد، وقاد حملة موسعة لدعم الضحايا من جماهير الأهلي وقتها، في تصرف راق خفف كثيرا من النزاع بين الطرفين لعدة سنوات.

لكن بعد فترة طويلة نسبيا، عادت الاشتباك اللفظية بين شيكابالا وجمهور الأهلي، وتعرض كل منهما لعقوبات أبرزها كانت إيقاف نجم الزمالك 8 أشهر كاملة نتيجة إشارة خارجة لمشجعي "الأحمر" في السوبر المصري خلال فبراير 2020.

ومثّل نهائي دوري أبطال أفريقيا 2020 بين الفريقين، الذي عُرف إعلاميا وجماهيريا بـ "نهائي القرن"، علامة فارقة في علاقة جمهور الأهلي بشيكابالا، الذي قدم شكاوى قضائية عديدة واتهم المشجعين بـ "العنصرية".

تقدم شيكابالا لتسديد ركلة الترجيح السابعة لصالح الزمالك في المباراة، وكانت كفيلة لو سجلها بفوز فريقه وتتويجه باللقب للمرة الخامسة في تاريخه، لكن حارس الأهلي محمد الشناوي تصدى لها باقتدار.

انهالت الهتافات الساخرة من شيكابالا من مدرجات الأهلي في استاد محمد بن زايد، وزاد الوضع سوءا بعد تتويج "الأحمر" باللقب، مستفيدا من إهدار الركلة الأخيرة بواسطة لاعب الزمالك عمر جابر.

ومع إطلاق صافرة النهاية والإعلان عن تتويج الأهلي باللقب، اندفع شيكابالا نحو مدافع المنافس رامي ربيعة وحاول الاحتكاك به دون الكشف عن سبب هذا التصرف حتى الآن، لكن لاعب الوسط مروان عطية حال بينهما وأنهى الاشتباك مبكرا.