72 ساعة كارثية.. ماذا يحدث في ريال مدريد؟

بينما توقع الكثيرون مباراة قوية من الطرفين فيما يُعرف بـ "كلاسيكو الأرض"، جاء السيناريو مغايرا تماما بين ريال مدريد وضيفه برشلونة، الذي استحوذ بشكل تام على مجريات اللعب، واعتمد على مصيدة التسلل التي أفسدت كل هجمات "الملكي".

واستغل مدرب برشلونة، الألماني هانزي فليك، السرعات الهائلة في خط هجوم منافسه، ممثلا في فينيسيوس جونيور والفرنسي كيليان مبابي، ليفسد هجمات أصحاب الأرض وينجح من خلال التسلل في إلغاء هدفين سجلهما "دوناتيلو".

وفي الشوط الثاني، اندفع لاعبو برشلونة وسجلوا ثنائية في غضون 141 ثانية فقط بواسطة ليفاندوفسكي، كانت كفيلة بتحطيم معنويات ريال مدريد تماما، ليقف الفريق عاجزا بقيادة مدربه الإيطالي المخضرم كارلو أنشيلوتي أمام وابل من الهجمات "الكتالونية".

30 دقيقة فقط بين 54 و84 كانت كفيلة بإنهاء الكلاسيكو وحصول برشلونة على 3 نقاط تعادل 6 بحسابات جدول ترتيب الدوري الإسباني، وأثارت الكثير من الشكوك بشأن مستقبل ريال مدريد خلال الموسم الحالي مع أنشيلوتي.

وبعد نهاية المباراة، حاول جمهور ريال مدريد أن يداوي جراحه عبر منصات التواصل الاجتماعي، وانتظروا سويا حفل "بالون دور" في العاصمة الفرنسية باريس؛ أملا في السيطرة على أغلب الجوائز، مثلما كان متوقعا.

كان من المقرر أن يطير وفد من ريال مدريد إلى باريس لحضور الحفل، لكن الرحلة ألغيت قبل ساعات قليلة فقط من موعدها، وأرجعت تقارير مقربة من أسوار النادي هذا القرار لـ "التأكد من عدم فوز فينيسيوس جونيور بجائزة أفضل لاعب في العالم".

وفتح رئيس تحرير مجلة "فرانس فوتبول" الفرنسية، فينسنت غارسيا، النار على إدارة ريال مدريد، وزعم أنها تشترط أولا الحصول على معلومات تفيد بهوية الفائزين، نافيا وبشكل قاطع أن يكون "الملكي" أو حتى مانشستر سيتي الإنكليزي، على علم بحصول لاعب الأخير الإسباني رودري على جائزة الكرة الذهبية.

خسارة فينيسيوس، 24 عاما، في سباق الكرة الذهبية عمّقت جراح جماهير ريال مدريد بعد 48 ساعة من السقوط المدوي في كلاسيكو الأرض، وأدلى اللاعب نفسه بتعليق من خلال حسابه الشخصي بمنصة إكس للتواصل الاجتماعي، وكتب ""سأفعل ذلك 10 مرات إذا اضطررت لذلك. إنهم غير مستعدين".

وفسّر البعض هذا المنشور بأن فينيسيوس سيبذل مجهودات مضاعفة من أجل الفوز بالجائزة خلال العام المقبل، لكن فريق مقرب منه قال عبر وكالة رويترز إنه "يقصد الاستمرار في حربه ضد عنصرية الجائزة"، في إشارة لاعتقاده بأن بشرته السمراء سبب خسارته الكرة الذهبية.

والآن سيتعيّن على ريال مدريد أن يضع حربه مع مجلة "فرانس فوتبول" جانبا، وأن يواصل المضي قدما خلال ما هو قادم من تحديات قوية على كافة الأصعدة.

صحيح أن ريال مدريد حصل على جائزة أفضل ناد في العالم لعام 2024، كما وقع الاختيار على كارلو أنشيلوتي كأفضل مدرب من جانب "فرانس فوتبول"، إلا أن ذلك لم يدفع إدارة "الملكي" لتغيير قرار مقاطعة الحفل، ولم يطفئ الشكوك في نفوس جماهيره بشأن مصير الفريق في مختلف البطولات هذا الموسم.

وتنتظر "الميرينغي" العديد من التحديات، بداية من الجولات الحاسمة في دوري أبطال أوروبا، مرورا بنهائي بطولة كأس القارات للأندية في ديسمبر المقبل، وكذا السوبر المحلي في يناير بالمملكة العربية السعودية، بخلاف الدوري المحلي وكأس ملك إسبانيا، وختاما بمونديال الأندية في يونيو ويوليو 2025 بالولايات المتحدة.

وسيتعيّن على أنشيلوتي أن يركز أولا على الجانب النفسي للاعبيه، وخاصة فينيسيوس، للعبور بهم إلى بر الأمان بعد 72 ساعة كارثية، لم يكن أشد المتشائمين من محبي ريال مدريد يتوقعها مطلقا.

والمثير أن فينيسيوس تحديدا ينتظره تحد خاص يوم السبت 2 نوفمبر 2024، عندما يحل مع فريقه ضيفا على فالنسيا في الدوري الإسباني، في ملعب ميستايا الذي شهد دخوله في العديد من المناوشات مع جماهير "الخفافيش" بسبب الهتافات العنصرية.

وعلى الأرجح سيتعرض فينيسيوس لهتافات عنصرية في ميستايا، ربما تكون بدرجة أكبر من أي وقت مضى، بالتزامن مع خسارة الكرة الذهبية الأولى في تاريخه.