كرة قدم
.
واصل نجم ليفربول وهدافه الأول، المصري محمد صلاح، تألقه اللافت مع الفريق خلال الموسم الحالي، وقاده لتحقيق فوز غال على حساب أستون فيلا العنيد بنتيجة 2-1، خلال المباراة التي جمعت الفريقين (السبت) في الجولة 11 من الدوري الإنكليزي الممتاز "بريميرليغ".
وصنع محمد صلاح هدفا وسجل آخر، ليقود ليفربول لتحقيق فوزه التاسع في الدوري الإنكليزي خلال الموسم الحالي، والابتعاد بصدارة المسابقة برصيد 28 نقطة، بفارق 5 نقاط أمام مانشستر سيتي حامل اللقب في آخر 4 سنوات، والذي تعثر بالخسارة من برايتون 1-2.
أضاف الفرعون المصري إلى سجله المزيد من الأرقام القياسية، بعد وصل إلى مساهمته التهديفية رقم 134 مع ليفربول على ملعب أنفيلد في البريميرليغ، خلال 133 مباراة خاضها على معقل الريدز وبين جماهيره العاشقة له في المسابقة.
ووصل محمد صلاح إلى 75 تمريرة حاسمة بشكل إجمالي في الدوري الإنكليزي الممتاز، متخطيا لاعب أرسنال السابق الأسطورة الفرنسي تييري هنري، ليتقدم إلى المركز الـ13 في قائمة الأكثر صناعة للأهداف في تاريخ المسابقة.
وبخلاف ذلك، عزز نجم ليفربول موقعه في المركز الثامن في قائمة الهدافين التاريخيين للبريميرليغ على مر العصور برصيد 165 هدفا، بفارق 10 أهداف فقط خلف تييري هنري صاحب المركز السابع، وبفارق 95 هدفا خلف الأسطورة الإنكليزي آلان شيرار صاحب الصدارة.
يأتي كل هذا التألق في الوقت الذي لا يزال فيه الغموض يحيط بمصير اللاعب مع ليفربول عقب نهاية الموسم الحالي، في ظل انتهاء عقده مع النادي، وعدم تحرك مسؤوليه حتى الآن من أجل تجديده، في ظل موجة غضب مكتومة لدى الفرعون من تلك الوضعية عبر عنها أكثر من مرة.
وكان محمد صلاح لمح عقب مباراة مانشستر يونايتد وليفربول في الدوري الإنكليزي خلال الموسم الحالي بأن الموسم الحالي سيكون في الأغلب هو الأخير له مع ليفربول، في ظل عدم قيام أحد من مسؤولي النادي في مفاتحته بمسألة التجديد.
كما قال مؤخرا، عقب تسجيل هدف في مرمى برايتون، إنه لن ينسى أبدا شعور تسجيل الأهداف في ملعب أنفيلد، بغض النظر عما سيحدث في المستقبل، فيما اعتبره الكثيرون إشارة جديدة إلى قرب رحيله.
فهل يتخلى ليفربول عن محمد صلاح رغم كل هذا التألق ويسمح برحيله بنهاية الموسم الحالي؟.. وهل يرفض الفرعون مواصلة المشوار في قلعة أنفيلد وإنهاء سلسلة الأرقام القياسية التي لا تزال تنتظره بشكل مفاجئ؟
تؤكد أغلب التقارير والمؤشرات أن ليفربول لن يتخلى بأي حال من الأحوال عن الفرعون المصري بنهاية الموسم الحالي، وأن كل ذلك التأخير في المفاوضات إنما هو وسيلة للضغط عليه من أجل التنازل قليلا عن مطالبه المالية والتجديد بشروط النادي.
وأكدت شبكة "فوتبول إنسايدر" الإنكليزية مؤخرا أن إدارة ليفربول تؤمن تماما بأن "صلاح يريد توصيل رسائل لها برغبته في التجديد"، وأن النادي "يتحرك في الوقت الراهن بالفعل من أجل تجديد عقد اللاعب"، الذي ينتهي في يونيو 2025.
ويتقاضى محمد صلاح راتبا يبلغ 350 ألف جنيه إسترليني في الأسبوع، وهو يعد ثالث أعلى اللاعبين أجرا في الدوري الإنجليزي بعد نجمي مانشستر سيتي، البلجيكي كيفن دي بروين (400 ألف إسترليني أسبوعيا)، وإيرلنغ هالاند (375 ألف إسترليني).
وتشير التقارير إلى أن مكمن الخلاف في تجديد عقد محمد صلاح مالي بالأساس، حيث يرغب في زيادة راتبه ليصبح الأعلى أجرا في البريميرليغ متخطيا هالاند ودي بروين، بينما يرغب ليفربول في تقليل الراتب بداعي تقدم اللاعب في السن، أو في أسوأ الظروف الإبقاء عليه كما هو.
كما أن مدة العقد نقطة خلافية أخرى، حيث أشارت "ليفربول إنسايدر" إلى أن ليفربول يرغب في التجديد لعام واحد فقط، بسبب نقطة السن ذاتها، فيما يرغب اللاعب في التجديد لعامين جديدين على أقل تقدير، إن لم يكن أكثر.
في كل الأحوال فإن هناك عدة أسباب ستجبر ليفربول على تجديد عقد محمد صلاح، على رأسها النجاح المنتظر أن يحققه الفريق خلال الموسم الحالي، في ظل مسيرته الثابتة في كل البطولات حتى الآن، والتي تبشر بموسم مثمر قد يصبح تاريخيا.
ويعد صلاح هو قائد الأوركسترا الأبرز لليفربول خلال الموسم الحالي تحت قيادة المدرب الهولندي أرني سلوت، الذي تمكن من إعادة اكتشاف اللاعب بعد فترة من الخفوت في المرحلة الأخيرة من عهد مدرب الفريق السابق الألماني يورغن كلوب.
وأحسن سلوت اختيار الطريقة التي يتعامل بها مع الفرعون المصري، وتجنب الأخطاء التي كان يقع فيها كلوب والتي كان أبرزها تبديله في المباريات التي يتأخر في التسجيل أو الصناعة فيها، وهو ما استدعى بالتبعية أن يتمكن صلاح من إخراج أفضل ما لديه مع المدرب الهولندي.
وأثبت صلاح بأدائه خلال الموسم الحالي مع سلوت أنه لا يزال النجم الأول لليفربول والدوري الإنكليزي بشكل عام، والذي لا يمكن الاستغناء عنه بأي حال من الأحوال، خاصة بعدما بات أول لاعب يسجل 10 أهداف ويصنع مثلها في الدوريات الخمسة الكبرى حتى الآن.
ووفقا لذلك، فإن سلوت لن يسمح هو الآخر للنادي الإنكليزي بحرمانه من نجمه الأول، وسيضع استمراره بالتأكيد كشرط أساس من أجل نجاح مشروعه وإعادة النادي إلى منصات التتويج.
كما أن بقاء محمد صلاح أصبح مطلبا شعبيا لجماهير ليفربول، التي تطالب الإدارة عبر رفع لافتات في كل مباريات الفريق بمنح الفرعون الراتب الذي يريده، والإبقاء عليه، واصفة أداءه في الملعب بأنه يدير الفريق كما لو كان يدير دولة بأكملها، كما أن حب اللاعبين له يمنحه ميزة إضافية أيضا.
وفي حال تخلي ليفربول عن صلاح فإنه سيضطر في المقابل لضم نجم كبير من أجل تعويضه، وبالتأكيد فإن تلك الصفقة ستكلفه الكثير والذي على الأرجح سيفوق ما يحتاجه لتجديد عقد الفرعون المصري.
على الجانب الآخر، فإن أغلب التقارير والمحللين فسروا إشارات صلاح وتلميحاته المتكررة للرحيل بأنها تأتي في إطار رغبته في تسريع مفاوضات تجديد عقده نظرا لأنه يفضل البقاء مع النادي الإنكليزي واستكمال مشوار البطولات بين صفوفه، كما أن اللاعب أكد صراحة ذلك الأمر أكثر من مرة.
وتلقى صلاح خلال الفترة الأخيرة العديد من العروض الخيالية، خاصة من الدوري السعودي للمحترفين، حيث طلب نادي الاتحاد ضمه في صفقة تخطت قيمتها وفقا لتقارير الـ200 مليون يورو، لكن ليفربول رفض التخلي عنها، كما رفض اللاعب ترك الفريق حاليا مؤكدا رغبته في البقاء معه ومواصلة صنع التاريخ.
وكشفت شبكة "فوتبول إنسايدر" مؤخرا أن الهالة المصنوعة حول مستقبل محمد صلاح بطلها الأول هو وكيله رامي عباس، الذي يرغب في تحقيق أقصى استفادة للاعب، ولذلك يعزز من تقارير رحيله من أجل الضغط على ليفربول للخضوع لمطالبه أيا كانت، على عكس رغبة اللاعب الراغب في البقاء.
بقيت الإشارة إلى أن سجل محمد صلاح منذ انضمامه إلى النادي الإنكليزي لن يسمح لليفربول باتخاذ قرار غير محسوب بالتخلي عنه، وبدء رحلة البحث عن أيقونة جديدة خلال الفترة المقبلة، في ظل إثبات اللاعب يوما بعد يوم أنه لا يزال قادرا على العطاء وتقديم المزيد.
وكان صلاح انضم إلى ليفربول في صيف 2017 قادما من روما الإيطالي.
وقاد الفرعون "الريدز" للتتويج بأول لقب في تاريخه في الدوري الإنكليزي في حقبة البريميرليغ عام 2020، بعد غياب 30 عاما عن الفوز بلقب المسابقة بشكل عام، وأعاده إلى عرش دوري أبطال أوروبا في 2019 بعد غياب 14 عاما، وأعاده إلى مصاف كبار القارة من جديد بعد فترة من الخفوت.
وكل تلك المؤشرات والمعطيات تشير إلى أن ليفربول سيجدد عقد محمد صلاح بأي حال من الأحوال، من أجل توفير الاستقرار للفريق، أملا في استئناف مسيرة الألقاب والبطولات خلال الفترة المقبلة، حيث إن العلاقة بين الطرفين لم تعد مجرد علاقة فريق بلاعب، لكنها باتت محكومة بأرقام تاريخية تحت تواصل الارتباط لسنوات مقبلة.
© 2024 blinx. جميع الحقوق محفوظة