هل تطرد "العيادة المكتظة" بينتوس من ريال مدريد؟

بدأ أنطونيو بينتوس مشواره في عالم الإعداد البدني منذ الثمانينات، وتنقل بين عدة أندية إيطالية على رأسها يوفنتوس وإنتر ميلان.

ومن ثم عمل مع اندية إنكليزية مثل تشيلسي وويستهام.

وانضم المعد البدني إلى ريال مدريد في 2016 بتوصية خاصة من زيدان، قبل أن يقوم بإعداد الفريق بدنيا للهيمنة على دوري أبطال أوروبا لمدة 3 مواسم متتالية.

ويعرف عن بينتوس (62 عاما) اهتمامه وشغفه الكبير باللياقة البدنية، وفي 2022، كان يعد بمنزلة سلاح أنشيلوتي السحري في الريمونتادا المستمرة للريال وقلب الطاولة في آخر الدقائق، قبل أن يتوج الفريق باللقب وقتها.

ويركز بينتوس في عمله على الاستعانة بالعلم وتوظيف آخر الابتكارات التكنولوجية.

وجعله ذلك محط أنظار وكالة الفضاء الدولية (ناسا)، التي زارها أكثر من مرة، وألقى فيها محاضرات عن كيفية تحضير رواد الفضاء بدنيا.

وفي الأشهر الأولى هذا العام أكدت تقارير رغبة "ناسا" في تعيينه رسميا كمدرب لرواد الفضاء في الوكالة.

ومن أشهر حيله التدريبية في ريال مدريد هو قناع الأكسجين لزيادة قوة تحمل اللاعبين للضغط البدني العالي.

ويستخدم القناع لتسجيل وتحليل مستويات الأكسجين وثاني أكسيد الكربون، وبناء على النسب المئوية، يمكنه تخصيص برامج التدريب الخاصة بهم.

وظل القناع رغم نجاعته بمنزلة كابوس للاعبين، إذ سبق وأن وصف لوكاس فاسكيز مدرب اللياقة الإيطالي بـ"الوغد" على سبيل المزاح، بسبب عدم تساهله مع اللاعبين في التدريبات.

وقال جود بيلينغهام إن النادي تعاقد معه لـ"قتل اللاعبين".

وبعيدا عن اللاعبين، توجد بعض المآخذ على بينتوس، تتمثل في خيانته للمدرب الذي قدمه للشهرة مع الريال وهو زين الدين زيدان.

وبعد استقالة المدرب الفرنسي في 2018، لم يرافقه بينتوس، وبقي في وضع ضبابي، قبل أن يعود مع سانتياغو سولاري، ويرحل بعدها إلى إنتر ميلان في 2019.

وبعد عودة زيدان الثانية في 2019 تجاهله تماما.

وفي 2022 عاد مجددا للعمل مع أنشيلوتي، حيث لا يزال.

أدى الزيادة المضطردة في عد الإصابات بريال مدريد إلى التشكيك في منهجية بينتوس.

وبدأ الأمر بإصابة لاعب فريق الشباب سيزار بالاسيوس في الرباط الصليبي ضد ميلان الإيطالي بالجولة الصيفية في أميركا، لينضم إلى دافيد ألابا الذي لا يزال يتعالج من الرباط الصليبي.

ولاحقا انهمرت الإصابات على الفريق، فعانى كامافينغا من إصابة في الركبة، وغيبت ربلة الساق بيلينغهام لعدة مباريات، وشكا خيسوس فاييخو من هشاشة في الركبة، كما تألم داني سيبايوس من إصابة في الكاحل.

واختبر الغياب والإصابات نجوم آخرين مثل إبراهيم دياز وتيبو كورتوا وفيرلاند ميندي وتشواميني.

وبلغ عدد اللاعبين الذين تعرضوا لإصابات في غضون 3 أشهر 25 لاعبا، بحسب ريليفو.

وسيفقد كارلو أنشيلوتي في المواجهات المتبقية هذا العام، نحو 7 لاعين تقريبا، وهم أوريلين تشواميني وتيبو كورتوا ولوكاس فاسكيز ودافيد ألابا وداني كارفاخال وإيدير ميليتاو ورودريغو.

ووفقا لشبكة "ريليفو" الإسبانية، خسر المعد البدني لإيطالي بالفعل دعم وحماية كبار الشخصيات في مجلس إدارة ريال مدريد، كما خسر الشعبية التي كان يتمتع بها داخل غرفة الملابس بين اللاعبين.

ووفقا للمصدر ذاته، يرى عدة لاعبين أن بينتوس مدرب لياقة عام بتخصصات متنوعة في جميع الرياضات، وبعض أساليبه الأكثر شيوعا في الرياضات الأخرى لا تفيد لاعبي كرة القدم، ويعتقدون أنه لا يساعد في وقف سلسلة النكسات التي يعاني منها الفريق الأبيض.

ومن منظور بعض اللاعبين فإن بينتوس يحظى بسمعة داخل النادي لا توزاي واقعه المتواضع.

ويرجع اللاعبون الفضل في جاهزيتهم البدنية إلى عملهم مع مدربين بدوام خاص في منازلهم، وهو أمر مهم لحالتهم البدنية المثالية، أكثر من عملهم مع الإيطالي.

ويُقال إن لاعبي ريال مدريد يتمتعون بلياقة جيدة، لكنهم يظهرون هشاشة أكبر في مواجهة المشاكل البدنية لأن بعض التمارين التي يقومون بها في فالديبيباس لا يُنصح بها بشدة للعب كرة القدم.

وشكك كارلو أنشيلوتي نفسه في عمل بينتوس بعدة مؤتمرات صحفية بالتأكيد على أن فريقه ليس جاهزا بدنيا بنسبة 100%.

بحسب ريليفو عاش أنطونيو بينتوس محميا في السنوات الأخيرة بطريقة مباشرة من رئيس النادي فلورنتينو بيريز.

ويرى الأخير بأن بينتوس هو أحد العوامل في فوز الفريق بدوري الأبطال، وهو أمر يجعله يتقاضى عن عدد الإصابات، خصوصا في ظل عدم مطالبات كارلو أنشيلوتي له بضم صفقات.

وربما ينظر بيريز أيضا إلى هذه الجوانب، التي تجعله يغض الطرف عن بعض الإحصاءات الفنية المؤرقة.

وتشير إحصائية إلى أن ريال مدريد، كفريق، ركض مسافة أقل بـ 10 كيلومترات من برشلونة بقيادة فليك في الكلاسيكو، و8 كيلومترات أقل من شتوتغارت، و12 كيلومترا أقل من ليل، و6 أقل من بوروسيا دورتموند، و5 أقل من ميلان.

وعموما، وفي ظل الهجمة الأخيرة، قد يبدو من الصعب على بيريز التمسك بالمعد البدني أكثر من ذلك.