"توقف 2024 الأخير".. ملايين فيفا تخشى شبح الإصابات

في 2010، أنهى النجم الهولندي آريين روبن مونديال جنوب أفريقيا بحسرة تمثلت في خسارة النهائي أمام إسبانيا، وأزمة بسبب تعرضه لإصابة اضطرته للغياب لمدة شهرين.

وبدوره، طالب رئيس ناديه بايرن ميونخ الألماني الأسبق كارل هاينز رومينيغه، الاتحاد الهولندي لكرة القدم بدفع 1.2 مليون يورو إجمالي راتب اللاعب بسبب مسؤولية المنتخب عن إصابته، لكن الاتحاد الهولندي ماطل في الدفع، ليتقدم البايرن بشكوى ضده إلى الفيفا.

لكن الوضع بدا شائكا، وقتها، ليفتح فيفا مناقشات مستضيفة بشأنه نتج عنها إقراره برنامج حماية الأندية، على يتولى الفيفا نفسه مسؤولية تعويض الأندية بنفسه لحظة إصابة لاعبيها.

وبرنامج فيفا لحماية الأندية، باختصار هو عبارة عن بوليصة تأمين لتغطية الإصابات الدولية، حيث يقوم الفيفا بدفع جزء من راتب اللاعب عند إصابته مع منتخب بلاده، في مباراة أو بطولة تحت لواء الهيئة.

ورصد الفيفا ميزانية نحو 150 مليون دولار لهذا البرنامج، على ألا تتخطى 80 مليون دولار في السنة.

يغطي برنامج فيفا لحماية الأندية، الإصابات التي تبعد اللاعبين عن الملاعب لأكثر من 28 يوما. ولا يتم التعامل مع الإصابات الطفيفة التي لا تتخطى مدة غيابها الأسبوع أو الأسبوعين.

ويشترط أن تقع الإصابة في الفترة التي يكون فيها اللاعب تحت مسؤولية الاتحاد العضو المعني، بما في ذلك جميع المباريات، والتدريبات، والسفر، والوقت الذي يقضيه في المعسكر بالكامل.

وتتحكم 3 شروط رئيسية في تأهيل الأندية للحصول على تعويضات، من هذا البرنامج، وهي:

• إصابة اللاعب بعجز كلي أو مؤقت نتيجة حادث مع منتخب بلاده خلال الفترة الدولية.
• أن تكون الإصابة قد وقعت خلال تاريخ الفترة الدولية.
• أن تمنع الإصابة اللاعب من ممارسة الكرة لأكثر من 28 يوما متتاليا.

ويتم تعويض الأندية على أساس الراتب الثابت للاعب، بعيدا عن المكافآت المتفق عليها بين الطرفين، مثل المكافآت المتعلقة بالأداء، وحقوق الصور، وما إلى ذلك.

ويشترط فيفا ألا يتجاوز التعويض 7.5 مليون يورو (8.2 مليون دولار) عن كل إصابة، فيما لا يتم تغطية أول 28 يوما من الإصابة. ويحتسب فيفا التعويض بمعدل 20.548 ألف يورو (22.450 ألف دولار) كراتب في اليوم الواحد يدفع لمدة 365 يوما كحد أقصى.

على خلاف فترات التوقف الدولي الأخرى، تعد فترة نوفمبر، بمنزلة كابوس يؤرق الكثير من مدربي الأندية، وخصوصا الكبرى، بسبب زيادة عدد الإصابات فيه، وأيضا خطورتها.

وكانت فترة التوقف الدولي في نوفمبر 2022 الأكثر عدد من حيث الإصابات، إذ تعرض 22 لاعبا من الدوريات الخمس الكبرى وحدها للإصابة، وكان برشلونة الأكثر تضررا فيها بـ 4 مصابين أبرزهم فرينكي دي يونغ.

وشهد توقف نوفمبر 2023 نحو 18 إصابة في الدوريات الأوروبية الكبرى، كان الضحية الأكبر هو لاعب برشلونة غافي الذي تعرض لقطع في الرباط الصليبي خلال مباراة منتخب بلاده إسبانيا أمام جورجيا.

وفقد ريال مدريد فيها لاعبين، هما فينيسيوس جونيور وإدواردو كامافينغا. أما مانشستر سيتي، فخسر مهاجمه إيرلينغ هالاند، والذي لم يعد نهاية العام.

وخارج القارة العجوز، كانت إصابة البرازيلي نيمار مهاجم الهلال، الأبرز، إذ تعرض لقطع في الرباط الصليبي خلال مشاركته مع البرازيل.

وقد يرجع تزايد الإصابات إلى تقدم الموسم التنافسي، وأيضا لطبيعة هذه الجولة، التي عادة ما تشهد مباريات حاسمة على صعيد المنتخبات. أما أكثر ما يؤرق المدربين، فهو مدة التعافي، التي عادة ما تكون طويلة، في وقت تشهد فيها المنافسات ضغطا كثيفا قبل عطلة أعياد الميلاد.

نشر موقع بارسا يونيفرسال إحصائية مثيرة لبرشلونة مع فترات التوقف الدولي. وأظهر التقرير أنه خلال آخر 14 فترة توقف دولي، تعرض 14 لاعب من الفريق الكاتالوني لإصابات، بمعدل إصابة في كل فترة توقف.

لكن بالمقابل، حصل برشلونة هذا العام على ما يقارب 7 ملايين يورو من الفيفا، كتعويض لإصابة نجم وسطه الشاب غافي، الذي غاب لنحو عام كامل.

ومن جهته، أكد موقع essentiallysports حصول الهلال السعودي على الحد الأقصى في بند التعويضات داخل نظام حماية الأندية، والبالغ 7.5 ملايين يورو، تعويضا عن إصابة البرازيلي نيمار بالرباط الصليبي.