حشود ضخمة وسرد ملهم.. استقبال حافل لمحمد صلاح في "الشارقة للكتاب"

خطف النجم المصري المحترف في ليفربول الإنكليزي محمد صلاح الأضواء في معرض الشارقة للكتاب، الذي حل فيه كضيف شرف من أجل مشاركة تجربته الناجحة والملهمة في عالم الساحرة المستديرة مع جماهيره وزوار المعرض.

وتحولت مدرجات مركز إكسبو الدولي للمؤتمرات في إمارة الشارقة إلى كرنفال جماهيري في حب النجم المصري، إذ امتلأت عن آخرها بالجماهير، الذين حضر عدد كبير منهم بقميص الفرعون المصري مع ليفربول.

وحتى قبل وصوله كضيف شرف للدورة 43 من معرض الشارقة الدولي للكتاب، ضجت مداخل القاعة الخاصة بالمؤتمر بالمحتشدين من أجل رؤية النجم المصري.

وتداولت منصات إعلامية على وسائل التواصل الاجتماعي مقاطع فيديو للحظة دخول صلاح إلى القاعة، وسط هالة جماهيرية تؤكد ما وصل إليه في سلم الشهرة والنجاح من بوابة الساحرة المستديرة.

موسم استثنائي في بلاد الإنكليز

قد لا يبدو مستغربا حجم الحضور الجماهيري، والتعلق بالفرغون المصري، إذ يحضر النجم المصري إلى الشارقة في وقت يمر بأفضل مستوياته الكروية مع فريقه ليفربول الإنكليزي.

وبدا صلاح هذا الموسم، وكأنه ولد من جديد في ملعب أنفيلد، إذ سجل 10 أهداف لفريقه، وصنع مثلها في 17 مباراة فقط هذا الموسم، ما يعني قيامه بـ20 مساهمة تهديفية حتى الآن.

وبفضل الانفجار في المستوى للفرعون المصري البالغ من العمر 32 عاما، يجلس ليفربول في مكان مريح في الدوري الإنكليزي، الذي يتصدره برصيد 28 نقطة، وبفارق 5 نقاط عن أقرب مطارده وحامل اللقب مانشستر سيتي.

ويتصدر ليفربول أيضا دوري أبطال أوروبا بنظامه الجديد (بطريقة الدوري) برصيد 12 نقطة وبفارق نقطتين عن سبورتينغ لشبونة.

ويعد صلاح بالفعل أسطورة في النادي الإنكليزي، إذ يحتل المركز الـ8 في قائمة الهدافين التاريخيين في البريمييرليغ برصيد 164 هدفا، كما قاد ليفربول إلى استعادة لقب البريميرليغ في 2020 بعد 30 عاما من الغياب.

وتوج معه أيضا بلقب دوري أبطال أوروبا في 2019.

صلاح المتواضع.. مزاح من أجل لحظة صمت

خلال سرده لتجربته الملهمة للحضور، لم يتمالك الجمهور نفسه، وظل باستمرار يردد هتافات باسم النجم المصري.

وفي خضم ذلك، قام صلاح بلقطة عفوية نجح عبرها في شراء صمت عشاقه، عندما مازح فتى صغيرا ظل يهتف باسمه.

وقال النجم المصري مخاطبا عاشقه الصغير بطريقة فكاهية: "يا ابني بس.. أنا جاي أتكلم كلمتين"، قبل أن يزيد حماس القاعة لسماع بقية قصته الأسطورية في العشب الأخضر.

واستبق صلاح دخوله للقاعة بالتوقيع على عدد من قمصان ليفربول لعشاقه وزوار المعرض الضخم.

خلال الجلسة الحوارية، سئل النجم المصري محمد صلاح عن الكتب التي ينصح بمطالعتها، وأجاب النجم المصري: "أنصح بقراءة كتب علم النفس. لأنها تساعد على فهم الشخص لذاته، وهو ما سيساعده في فهم الآخرين وردود أفعالهم، والمواقف".

تجربة الاحتراف وسر التفوق

وعن تجربة حياة العيش خارج مصر، ووسط مجتمع وثقافة مختلفتين، وأيضا عن كونه قدوته في مجتمعه، قال صلاح: "أعيش الحياة بالشكل الذي أريده.. لا أفكر أو أضع ضغوطات على نفسي كوني قدوة، أستمتع بكل ما أفعله بغض النظر عن أراء الناس".

وأضاف: "عند خروجي من مصر للاحتراف في بازل، بدأت أراقب عادات وروتين اللاعبين الآخرين بعد التدريبات، كان لدي هدف في البداية أن أكون ناجح مثلهم، لكن بعد ذلك تغيرت نظرتي للأمور، وبات هدفي أن أتفوق على نجاحاتهم، وأن ينظروا إلي كشخص ناجح قادم من الوطن العربي، يحاولون هم تقليده" .

نصيحة لعمر مرموش

وعن تقييمه للنجم المصري المتألق حاليا مع آينتراخت فرانفكورت الألماني عمر مرموش، امتدح صلاح إمكاناته، وقدم له نصيحة خاصة.

وقال صلاح: "إمكاناته رائعة وهو لاعب مهم لفريقه والمنتخب حاليا، لكن أتمنى أن يبتعد عن فكرة المقارنات، لأنها ستضعه تحت ضغط طوال الوقت.. لا تقارنوه بي، لا تقولون محمد صلاح الجديد، دعوه يعيش مسيرته".

كواليس البدايات وتجربة تشيلسي المخيبة

عن بداياته وتكوين ثقافته كلاعب محترف قال صلاح: "السؤال والبحث هو أساس الثقافة، بدأت أسئل وأبحث عن أفضل عادات الأكل والنوم والتمرين.. هي أشياء تبدو بسيطة لكن إذا لم تبحث فلن تعرفها".

وعن تجربته الفاشلة مع تشيلسي، وكيف حفزته للنجاح، قال صلاح: "تجربتي في تشيلسي لم تكن ناجحة، لأنني لم أكن ألعب. لكني بدلا من لوم المدرب، والظروف ووضع مبررات من قبيل كوني عربيا أو مصريا وهو ما يفعله عدة لاعبين، بدأت أنظر للحياة من منظور آخر".

وأضاف: "بعد فشل تشيلسي، بدأت اقرأ كثيرا، وأشاهد مقاطع يوتوب لإبراهيم الفقي، ومصطفى محمود رحمه الله، وحديثهم عن الحياة وعلم النفس وكيف يمكن للانسان أن يتغير وعدم لعب دور الضحية باستمرار، من هنا بدأ تفكيري يتغير للشكل الحالي".

وأردف: "أنا شخص أطارد النجاح، ونجاحي غير قائم على دعم من حولي حتى عائلتي، لا أحب لعب دور الضحية.. هدفي هو النجاح وتركيزي يكون دائما على الطرق التي تساعدني على تحقيق ذلك".