"ثورة الأساطير" تصحح مسار المنتخب السعودي

بات المنتخب السعودي في موقف لا يحسد عليه في التصفيات الآسيوية المؤهلة لكأس العالم 2026، بعد خسارته أمام إندونيسيا 0-2 في الجولة السادسة خلال توقف نوفمبر الدولي الأخير.

وتوقف رصيد المنتخب السعودي عند 6 نقاط من 6 مباريات، ليتراجع إلى المركز الرابع في جدول ترتيب مجموعته بفارق نقطة خلف أستراليا الوصيف، وبفارق الأهداف خلف إندونيسيا الثالثة وأمام البحرين الخامسة والصين السادسة، مع تبقي 4 جولات فقط على النهاية.

وعقب تدهور الأوضاع خرج عدد من أساطير الأخضر لتحليل الوضع الحالي، وتشخيص أسباب السقوط والوصول إلى تلك المرحلة الحرجة، مسلطين الضوء على المشكلة أملا في تدارك الأوضاع وحلها خلال الجولات المقبلة.

المنتخب السعودي.. لاعبون خارج الخدمة

تحسر أسطورة الكرة السعودية ماجد عبد الله على خسارة "الأخضر" أمام إندونيسيا وتراجعه للمركز الرابع المخيب في المجموعة الثالثة بتصفيات كأس العالم 2026، مكتفياً بـ6 نقاط و6 أهداف فقط.

وقال ماجد (65 عاما)، الهداف التاريخي للمنتخب السعودي (72 هدفاً في 117 مباراة): "كم هدفا سجلنا؟.. بالتأكيد، لدينا مشكلة في المهاجمين. سجل منتخبنا في التصفيات الحالية 3 أهداف فقط، منها هدفان عبر مدافع (حسن قادش) وهدف للاعب وسط (مصعب الجوير)".

ورأى نجم النصر السابق والهداف التاريخي للدوري السعودي (189 هدفاً) أن المهاجمين السعوديين لا يلعبون في الدوري، بسبب استقطاب أغلب الأندية لمهاجمين عالميين، مؤكدا أن "مشكلتنا الأساسية هي عدم مشاركة اللاعبين بشكل أساسي مع أنديتهم".

وفد حدث ذلك في موازاة الإنفاق الكبير لأندية الدوري السعودي وجذبها اعتبارا من الموسم قبل الماضي نجوما عالميين أمثال البرتغالي كريستيانو رونالدو، ثم الفرنسي كريم بنزيمة والبرازيلي نيمار، وفقا لماجد، الذي توج هدافاً للدوري السعودي 6 مرات.

وبلغ إنفاق الأندية السعودية الصيف الماضي 431 مليون دولار، أي نصف ما أنفقته في صيف 2023 حين صرفت 957 مليون دولار قياسية على انتقالات لاعبين جدد، وفقا لتقرير نشره الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) مطلع سبتمبر الماضي.

ثورة القحطاني تجاه العقم التهديفي

بينما كان ماجد يتحدث تزامناً مع الخسارة ضد إندونيسيا في منتدى "مسك" العالمي في الرياض، كان نجم "الأخضر" والهلال سابقاً ياسر القحطاني (42 عاما)، أفضل لاعب في آسيا 2007، يعبّر عن غضبه من الخسارة التاريخية، بحسب وصفه، حيث قال: "لا أملك المفردات المعبرة في مثل هذه اللحظة".

وفي تحليله للمباراة عبر قنوات "بي إن سبورتس" قال: "لا أعتقد أن أي متشائم يعلم بالكرة السعودية كان ينتظر اللحظة التي يبحث فيها عن الأخطاء التحكيمية، حتى لو كانت صحيحة، لأن تكون هي العذر او القشة التي يتمسك بها للانتصار على المنتخب الإندونيسي المحترم".

وأشار إلى أن المنتخب السعودي، الذي أعاد مدربه الجديد القديم الفرنسي هيرفي رينارد لقيادته فنيا خلفاً للإيطالي روبرتو مانشيني، أخفق في تسجيل أهداف للمباراة الرابعة تواليا في التصفيات، ليتأزم موقفه وتتضاعف مخاوفه من الفشل في التأهل المباشر إلى كأس العالم 2026.

مانشيني المشكلة.. وإسبانيا الحل

رغم أن المدرب الإيطالي روبرتو مانشيني، الذي أقيل من تدريب المنتخب السعودي بعد التعادل على أرضه مع البحرين سلبيا في أكتوبر الفائت، قد ألقى الضوء على المشكلة بالفعل على مشكلة، مؤكدا أنها تكمن في عدم مشاركة لاعبي المنتخب مع أنديتهم كأساسيين، فإن أسطورة الكرة السعودي فؤاد أنور رأى أن المشكلة كانت في المدرب ذاته.

وكانت مانشيني قال عقب التعادل مع إندونيسيا في المملكة في الجولة الأولى من التصفيات: "لدينا 20 لاعباً لا يشاركون في التشكيلة الأساسية لفرقهم.. وهذه مشكلة حقيقية"، فإن فؤاد أنور أكد في تصريحات لوكالة "فرانس برس" أن المبررات التي ساقها المدرب الإيطالي لا تبدو مقنعة.

وقال أنور (52 عاما)، الذي افتتح عداد الأهداف السعودية في كأس العالم في مرمى هولندا في نسخة 1994 عندما بلغت الدور الثاني للمرة الوحيدة: "المشكلة الأساسية في المنتخب تفاقمت بسبب التمسك بمانشيني بعد الخروج من كأس آسيا" مطلع العام الحالي، أمام كوريا الجنوبية في ثمن النهائي.

وواصل نجم الشباب السعودي السابق: "وقع الاختيار على مانشيني، الذي حقق كل شيء قبل قيادته للمنتخب، وصار يطلق تصريحات محبطة عن عدم مشاركة لاعبي المنتخب كأساسيين مع أنديتهم، وهو كلام لا أراه منطقياً، لأنه أغفل أهمية الاحتكاك الذي يحصده اللاعب المحلي من اللعب مع نجوم كبار مثل كريستيانو رونالدو، وكريم بنزيمة، ورياض محرز، وغيرهم".

وواصل فؤاد أنور: "تم اعتماد وجود 8 لاعبين أجانب في كل فريق (مع لاعبين اثنين غير سعوديين من مواليد 2003 فما فوق)، وتبقى 3 محليين، مما يعني أن هناك 54 لاعباً محلياً يشاركون كأساسيين مع 18 فريقاً في الدوري، تحتاج إلى 25 لاعباً من بينهم للمنتخب.

وأكد أن "الأسماء المطلوبة موجودة بالتأكيد، لكن المشكلة التي وقع فيها مانشيني أنه ذهب لاختيار لاعبين احتياطيين بناء على أسمائهم وعلى الأندية التي يلعبون فيها"، مضيفاً "يجب الاعتماد على اللاعب الذي يلعب ويقدم الفائدة".

واستشهد أنور، بإحراز منتخب إسبانيا لبطولة كأس أوروبا "يورو 2024" الصيف الماضي بمشاركة محدودة جداً من القطبين ريال مدريد وبرشلونة، مقابل تواجد آخرين من أندية أخرى.

فرصة المنتخب السعودي لا تزال قائمة

أكد فؤاد أنور في النهاية أن فرصة المنتخب السعودي لا تزال قائمة بقوة للتأهل إلى المونديال، خصوصاً أن نتائج المنتخبات الأخرى لعبت لمصلحة "الأخضر"، لكنه أكد على ضرورة عدم تعليق مسألة اعتماد 8 محترفين كشماعة للفشل.

وأكد نجم الأخضر السابق أن المهاجمين فراس بريكان (الأهلي) وسالم الدوسري (الهلال) يلعبان بشكل أساسي مع فريقيهما، مما ينفي فكرة غياب المهاجمين عن مباريات الدوري.