كرة قدم
بات نادي باريس إف سي أحدث الرهانات التي طفت على السطح مؤخرا، فيما يخص الاستثمارات في الأندية الرياضية، بعدما باتت عائلة أرنو التي تعد الأغنى في فرنسا على أعتاب الاستحواذ عليه.
واقتربت عائلة أرنو، مالكة شركة "إل في إم إتش" الفرنسية العملاقة المتخصصة في السلع الفاخرة، على إتمام عملية الاستحواذ بشكل رسمي على النادي الذي ينشط حاليا في دوري الدرجة الثانية الفرنسي، وسط طموحات كبيرة لجعله أحد الأندية الكبرى في البلاد.
وكشفت العائلة أنها تهدف إلى الارتقاء تدريجيا بباريس إف سي ليصبح ضمن نخبة أندية الكرة الفرنسية، عبر وضع استراتيجية تركز ضمن أبرز بنودها على إعداد اللاعبين الشباب بدلا من التعاقد مع نجوم الأندية الأخرى.
تتضمن صفقة استحواذ عائلة أرنو على نادي باريس إف سي بندا ينص على أنه سيتم إقحام عملاق مشروبات الطاقة "ريد بول" كشريك فيها من خلال الحصول على نسبة أقلية في الأسهم، ليتم إسناد عملية تطوير كرة القدم في النادي إليه.
وكشفت عائلة أرنو، خلال مؤتمر صحافي نقلت تفاصيله وكالات الأنباء العالمية، أنها تهدف للاستفادة من خبرة المدرب الألماني يورغن كلوب كجزء من مشروع طموح لتحويل باريس إف سي لقوى كبرى في الكرة الفرنسية.
ومن المقرر أن ينضم كلوب، المدير الفني السابق لفريق ليفربول الإنكليزي، إلى ريد بول كرئيس لعمليات كرة القدم العالمية بالشركة في يناير المقبل.
وقال نجل الملياردير برنارد أرنو، أنطوان أرنو، في تصريحات نشرتها رويترز "نعرف ما يمكننا القيام به وما لا يمكننا فعله أيضا.. لدينا مهارات معينة في ما يتعلق بالتنظيم والإدارة، لكننا لا نملك شيئا في ما يتعلق بإدارة فريق كرة قدم. لكن ريد بول لديها مهارات قوية للغاية في ما يتعلق بهذا الأمر".
وأضاف: "لقد تحدثت مع يورغن كلوب مرات عدة، وهو متحمس للغاية للعمل معنا"، مؤكدا أن هدف عائلته هو بناء أفضل أكاديمية تدريبية كروية في فرنسا، اعتمادا على المواهب الكروية الموجودة في باريس.
وواصل: "من المهم، من الناحية الرياضية، أن نقوم بالأشياء تدريجيا، من دون تسرع.. سنكون حاضرين (كاستثمار) طويل المدى.. باريس لديها على الأرجح أفضل مجموعة مواهب كروية في العالم، تنافسها فقط ساو باولو البرازيلية.. سوف تساعد أدوات البيانات التي تقدمها ريد بول بشكل كبير في جهودنا الكشفية".
توقع بعض المتابعين أن تؤدي أي عملية تطوير في باريس إف سي إلى تحويل النادي الذي يقع مقره في العاصمة الفرنسية إلى منافس قوي لباريس سان جيرمان، بطل دوري الدرجة الأولى، والمهيمن الأول على البطولات المحلية في السنوات الأخيرة، والمملوك لمجموعة قطر للاستثمارات الرياضية.
لكن أنطوان أرنو قال إن الصفقة لا تهدف لإحداث أي اضطرابات في كرة القدم الفرنسية، مضيفا: "سنأخذ الأمور خطوة بخطوة.. إذا سألتني عن حلم واحد حاليا فسيكون مواجهة ليفربول يوما ما في دوري أبطال أوروبا.. ومن يدري، ربما حتى التغلب عليه".
وواصل: "باريس سان جيرمان هو النادي الذي أحببته منذ أن كان عمري 12 عاما، ولن تسمعني أبدا أقول أي شيء سلبي عنه.. لا أستبعد دعم ناديين في باريس، وحتى في دوري الدرجة الأولى، سأشجع باريس سان جيرمان باستثناء مرتين في السنة".
وأكمل: "هذا مشروع عائلي بدأناه مع أشقائي وشقيقاتي.. اعتقدنا أنه من الجيد المغامرة في شيء أكثر إثارة من أنشطتنا المعتادة.. كانت كرة القدم شغفي منذ أن كنت في الـ10 من عمري.. ونرى بعين الاستثمار إمكانية صناعة قيمة حول العلامة التجارية للنادي".
كشف رئيس نادي باريس إف سي ومالكه الحالي، بيير فيراتشي، أن عملية الاستحواذ حصلت على موافقة رابطة الدوري الفرنسي، ومن المتوقع أن يتم الانتهاء من الصفقة في 29 نوفمبر، موضحا أنه سيحتفظ بنسبة 30% من الأسهم في الوقت الحالي.
ومن المقرر أن تستحوذ شركة "أغاتشي" القابضة التابعة لعائلة أرنو على حصة 52% في النادي، بينما تمتلك ريد بول 11%، وسيمثل أنطوان أرنو الشركة في مجلس إدارة النادي.. وبحلول عام 2027، من المقرر أن تمتلك العائلة نحو 80% من الأسهم، مع زيادة حصة ريد بول إلى 15%.
واختتم أرنو تصريحاته قائلا: "نحن لا نفعل هذا من أجل جني الأموال، بل نريد أن نقدم تجارب عاطفية للجماهير.. لقد ألهمتنا دورة الألعاب الأولمبية الأخيرة (باريس 2024) وتأثيرها الإيجابي بشكل كبير، ورغم أننا لسنا معتادين على إهدار الأموال، لذلك فإننا سنعمل على تحقيق التوازن المالي".
ورفض أنطوان أن يذكر بالضبط مقدار الأموال التي ستستثمرها العائلة في النادي، لكنه قال إن التقارير الإعلامية التي تحدثت عن مبلغ لا يقل عن 100 مليون يورو، يمكن أن يرتفع إلى 200 مليون إذا ضمن الفريق مكانا في دوري الدرجة الأولى الموسم المقبل، ستوضع في المكان الصحيح لحد بعيد.
ويواجه باريس إف سي صعوبة في إيجاد قاعدة جماهيرية، حيث بلغ متوسط الحضور في الموسم الماضي أقل من 5500 في استاد شارلتي الذي يسع 19 ألف متفرج، رغم أن التذاكر كانت مجانية منذ نوفمبر الماضي، وقال أرنو إنها ستظل مجانية حتى نهاية الموسم الحالي.
يذكر أن فريق الرجال بنادي باريس إف سي، الذي تأسس عام 1969، لم يحقق أي نجاح كبير حتى الآن، علما بأنه يتصدر جدول ترتيب دوري الدرجة الثانية الفرنسي حاليا مع بقاء أكثر من نصف الموسم، فيما يتنافس فريق السيدات بالدوري الفرنسي ودوري أبطال أوروبا للسيدات.
© 2025 blinx. جميع الحقوق محفوظة