كرة قدم
.
أثار نجم منتخب مصر ونادي بروسيا دورتموند الألماني الأسبق محمد زيدان، حالة كبيرة من الجدل خلال الساعات القليلة الماضية، وتصدّر محركات البحث على نطاق واسع، بعد أن قام بالترويج لصالح إحدى شركات المراهنات، وسط ثورة غضب عارمة بين جماهير الكرة المصرية.
وظهر من خلال الـbio الخاص باللاعب الأسبق عبر حسابه الشخصي بموقع إنستغرام، ترويجه لمنصة مراهنات دولية، أكدت الأخيرة بدورها أن زيدان سيمُثلها في مصر باعتباره أحد أساطير كرة القدم المصرية والأفريقية بشكل عام.
ولكن ماذا حدث؟ وكيف جاء رد فعل الجماهير المصرية تجاه زيدان؟ وما هو موقف الاتحاد الدولي لكرة القدم FIFA من شركات المراهنات؟
ظهر محمد زيدان في حملة دعائية لإحدى الشركات، قبل أن يتعرض لسيل من الهجوم والنقد في غضون ساعات قليلة فقط، حتى تحوّل الأمر إلى تريند.
لكن مصدر أكد عبر موقع "القاهرة 24" المصري أن التعاقد يأتي من أجل "التنويه فقط عن الجوائز وليس للترويج للمراهنات"، مشيرا إلى أن "الشركة معتمدة في مصر وحصلت على تراخيص رسمية منذ 4 سنوات كاملة".
وأكد المصدر أن الإعلان تم تصويره منذ أسابيع قليلة ونُشر فقط مؤخرا وأن "البعض يستغل هذا الأمر من أجل الهجوم الشخصي على اللاعب". لكن هذه الرواية لم تنل إعجاب أغلب رواد مواقع التواصل الاجتماعي، الذين لم يترددوا في الهجوم على أحد عناصر الجيل التاريخي لكرة القدم المصرية، خلال العقد الأول من القرن الحالي.
فتح عدد كبير من الجماهير النار على زيدان، استشهد بعضهم بتصريحات سابقة لأمين الفتوى المصري أحمد ممدوح، الذي قال في هذا الصدد إن "الرهان على الألعاب سواء كانت رقمية أو حقيقية وملموسة، يعتبر محرما بكل تأكيد ويُحسب قمارا".
وكتب مشجع عبر منصة إكس "إيه اللي يجبر محمد زيدان على المراهنات؟ قبل ما نشكي الظروف خلونا نراجع بضمير إحنا إيه اللي وصلنا لكده؟".
وأضاف آخر معاتبا زيدان "أنت فيديوهاتك أيام بداية ظهور الإنترنت في مصر، كانت جزءا من حلم أي شاب صغير، النهاردة تنسى كل ده وعلشان حملة إعلانية هتاخد فيها مبلغ وقدره تدفع الولاد الصغيرين للطريق ده؟ أسوأ قرار خده زيدان في حياته، والمهزلة دي لازم تقف".
واقعة زيدان ليست الأولى من نوعها في ملاعب الكرة المصرية، لكن سبقه إليه الكثير في ظاهرة طفت على السطح بدرجة كبيرة خلال العام الحالي تحديدا.
وفي مارس 2024، أثيرت ضجة كبيرة في مصر بعد اختفاء منصة المراهنات التي طلبت من المشتركين تحويل أموال للكسب عن طريق "المراهنات في كرة القدم" وأرسلت أرباحا رمزية قبل أن تختفي، وسقط معها نحو 80 ألف ضحية كاملة.
وتفشّت المراهنات بشكل ملحوظ بين فرق الدرجات الأدنى في مصر، وعانت منها أندية مغمورة منها مركز شباب طامية، الذي وقع ضحية لمراهنات حارس مرماه والذي قيل أنه أقنع زملاءه بالمشاركة في الأمر، وتقدم ضده بشكوى، لكن الاتحاد المحلي لكرة القدم لم يصدر أي عقوبة منذ أكثر من عامين كاملين، عكس الاتحاد الدولي للعبة الذي يبدو صارما وحازما في هذا الملف.
حذّر الفيفا خلال أكثر من مناسبة سابقة على مدار السنوات الماضية، من تضخم حجم التداول العالمي من المراهنة على بطولات كرة القدم، والتي بلغت مليارات الدولارات، حسب بيان رسمي.
ويقول الفيفا إنه "في الوقت الذي يمثل فيه هذا القطاع مصدرا لتمويل الرياضة، فإنه يمثل من الجهة الأخرى خطرا حقيقيا على نزاهة كرة القدم، وفي سياق التلاعب بالمباريات، يمكن التأثير أو التلاعب في مسار أو نتيجة لقاء أو بطولة كاملة؛ بهدف جني الأرباح عبر مراهنات غير قانونية".
وانطلاقا من ذلك، التزم الفيفا أمام كافة عناصر اللعبة، بحماية نزاهة كرة القدم في جميع أنحاء العالم، ليضع قواعد محددة للمراهنة والمقامرة وغيرها من النشاطات المماثلة في كرة القدم.
وبحسب المادة 26 من مدونة أخلاقيات FIFA فإنه "يمكن أن تخضع السلوكيات التالية لتحقيق في النزاهة، والذي يمكن أن يؤدي بدوره إلى غرامة لا تقل عن 100 ألف فرنك سويسري، وحظر المشاركة في أي نشاطات متعلقة بكرة القدم لمدة أقصاها 3 سنوات".
© 2024 blinx. جميع الحقوق محفوظة